شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 15)
- المحتوى
-
يونس السيّد
- للؤسسة العسكرية الاسرائيلية
كما ذكرنا سابقاً. ان هذه المؤسسة التي تحظى بما يشبه اجماع الرأي العام الاسرائيلي» بحكم
الدور الموكول اليها في اطار الدور الوظيفي للكيان الاسرائيلي بشكل عام وحسب مفهوم ميدأ «سيادة
القوة», الذي تنتهجه المؤسسة, أصبح للجيش اهمية خاصة؛ جعلته في مكانة «قدس الاقداس» لدى
الاوساط الاسرائيلية المختلفة.
وبناء على هذه الاهمية, فقد حاولت هذه الاوساط تجنيب الجيش اي انتقاد من شأنه ان يمس
«سمعته» أى اسطورة «الجيش الذي لا يقهر»؛ كما حاولت تلميع دوره «الاخلاقي» و«الانساني» وفي
مجال ما يسمى ب «طهارة السلاح», الى غير ذلك من المقولات التضليلية» التي اسقطتها الانتفاضة
على أرض الواقعء واظهرت نقيضها على مرأى من العالم أجمع. لذلك؛ فان كل الآثار التي احدثتها
الانتفاضة. وكل ما يتعرّض له الجيش الاسرائيلي وآلته العسكرية الضخمة:, لم يعد امرأ قابلاً
للاحتمال: بالنسبة الى هذه الاوساط التى تضع مصداقية اسرائيل كلها في نطاق قدرة الجيش على
اداء الدور الموكول اليه. ١
ولكن تأثير الانتفاضة ظهر أول ما ظهر على الجيش الاسرائيلي الذي اضطر الى تغيير برامجه
وخططه والتويجّه الى ممارسة اعمال القمع والقتل والتدمير في المناطق المحتلة» والانزلاق في «حرب
استنزاف جديدة», كما سماها بعض الاسرائيليين. مجهولة النتائج والمصير: «ان نتائجها ستكون
مصيرية لنا بشكل لا يقل عن نتائج حرب الايام الستة وحرب يوم الفقران»» على حد تعبير بعض
الضباط الاسرائيليين. ومع ذلك» كتب الصحفي تيدي برويس: «بناء على النتائج» حتى الآن» فإننا لم
نجد الصيغة المناسبة لكيفية تحطيم هذا التمرد في المناطق [المحتلة]. ولأن كل اسلوب آخر يبدو
مستحيلاًء فمن الضروري التصرف كما تتصرف الجيوش التي تواجه مهمة ليست في مقدورها: اي
الانسحاب»(1),
وقد تبدّى هذا التأثير في حالة الارتباك الشديد التي سادت في اوساط الجيش في كيفية الرد على
الانتفاضة: بعدما استنفدت معظم الوسائل التي في حوزتها. وهنا تهاوت التصورات القائمة على
مظاهر المجد وعقدة العظمة» لتحل مكانها تبريرات اكثر واقعية, مثل «الجيش الاسرائيلي لا يواجه,
هناء جيوشاً نظامية. اننا قادرون على التصدي بنجاح وبتحسّن ضئيل نسبياً؛ ولكن الوضعء هتاء
مختلف. فالواقع السياسي اوقع الجيش الاسرائيلي في شرك صعب. فمن الواضح ان الجيش الاسرائيلي
0 النظام في المناطق [المحتلة] بقوة السلاح ؛ ولكن هذا يتطلب عدداً كبيراً من القتلى بكل
تب على ذلك من دلالة سلبيةء سواء في نظرنا أى في نظر الكثيرين من يه الشتات . فهذ! شرك لا
0 ان نكون فيه منتصرينء وما يعتبر انتصاراً لا يمكن ان يدوم»(")؟ أو كتلك التبريرات التي
لم تكن لتظهر لولا صمود الثائرين الفلسطينيين في وجه آلة الحرب الاسرائيلية, وكشفهم لطبيعة هذا
الجيش القمعية: «يشعر الجيش الاسرائيلي؛ اكثر من اي وقت مضىء كيف اصبحت قوّته الكبيرة
ضعيفة. فقد وضعت القيوب على استخدام الوسائل العادية... وهكذا انجرٌ الى اسلوب الضرب.
والضرر الاكبر الذي اصاب اسرائيل في هذا المجالء هى القضم في قدرة الجيش الاسرائيلي
الرادعة..م5©,
ويعتقد اسرائيليون كثيرون بأن هذه الحرب ليست موجهة ضد الجيش ووحدهء وائما ضد
الجمهور الاسرائيلي ايضاً. واعتبر زيف شيف «ان ما يجرىء حالياًء في المناطق [المحتلة],
1 شين فلسطيزية العدد 157 تموز ( يوليى) 19435 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22426 (3 views)