شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 20)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 20)
المحتوى
سل الانتفاضة وتأثيرها في الوضعين السياسي والاجتماعي في اسرائيل
‎٠‏ شخصاً في العام 1147. وقبلت وزارة الهجرة الكندية ما ذكره شخص اسرائيلي يدعى» غرشون
شارونء من انه اذا عاد الى اسرائيل» فانه سيتمٌ اربساله الى الخدمة في المناطق المحتلة ضمن خدمته
الاحتياطية. وباعتباره يعارض سياسة القمع التي تنتهجها اسرائيل في المناطق المحتلة فائه قد يتم
ارسالة الى السجن(”*)
‏تدهور الوضع النفسي والاخلاقي
‏وبطبيعة الحالء أدت الاعمال القمعية الوحشية؛ والمجازر البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال»
الى المزيد من تدهور الحالة الأخلاقية, وتفش ظواهر نفسية ومرضية داخل المجتمع الاسرائيلي. وف
هذا المجال» ينتظر ان تزْد اد هذه الحالة تدهوراً كلما اشتدت الاجراءات القمعية» واتسع نطاقهاء ضد
الشعب الفلسطينيء الى الحد الذي باتت تخشى الاوساط الاسرائيلية النافذة معه من تدني سمعة
اسرائيل وصورتها «الاخلاقية» في أنظار العالم الى الحضيض. ‎١‏
‏لقد بدأت بوادر هذ! التدهور تظهر في صفوف الجيش الاسرائييء الذي جعل مهنته تنحصر في
قتل الابرياء الفلسطينيين وتدمير مقوّمات وجودهم, مما شوّه صورة هذا الجيشء وبالتالي صورة
اسرائيل» وجعل العالم يتساءل تساؤّلات اخلاقية: «لأول مرة تهتز صورة الجيش لدى الرأي العام
العالمى الى درجة ان الطوائف اليهودية بدأت تتساءل تساؤلات اخلاقية...(01).
‏ومنذ البداية:, نبّه علماء النفس والاجتماع الى خطورة انتقال ممارسات الجيش الهمجية
والوحشية إلى داخل المجتمع الاسرائيلي. وهم يدركون» بطبيعة الحالء التركيبة العرقية غير المتجانسة
لهذا المجتمع, والتي تخفي مخزوناً كبيراً من العوامل المساعدة على تفشّي ظاهرة العنف الاجتماعي.
‏والواقع» ان دوافع العنف الاسرائيلي لا تكمن فقط في الوضع النفسي المتردي للجنود وقادتهم,
وانما في التربية والعقيدة الصهيونية المبنية على غرس الحقد والكراهية ضد العرب الفلسطينيين. وما
يوكد ذلكء ان الاعمال التي يصفونها ب الشاذة» ما هيء في الواقع, الا الاسلوب السائد والنهج المتبع
في قمع الانتفاضة. قعندما عرضت على شاشات التلفزيون صورة الجنوب الاسرائيليين الذين عذبوا
مواطنين عربيين في منطقة نايلس» علّقت مجموعة من هؤّلاء الجنود على ذلك بقولها : ليس مفهوماًء
بالضبط؛ ما هي الصورة التي هزت قائد المنطقة الوسطى. ان الضرب الذي شاهدناه في التلفزيون هو
نقطة في بحر ما يجرى في المناطق [المحتلة] . وأذا كانت هذه الصورة قد هرّتهء فانه حتماً لا يعرف ما
يدور على الساحة»("”).
‏وهذاء في الواقع» ما جعل بعض علماء النفس يحذّرون من العواقب اليخيمة التي قد تنعكس' ف
المدى المنظور» أو البعيدء داخل اسرائيل. والمجتمع الاسرائيلي المهيا لمثل هذه التطورات, أ صبح اكثر
ميلا الى تقبّل هذا الوضع والسير على طريق العنف. وقد شهد العام الماضي ارتفاعاً لوف ل ف اقبال
الاسرائيليين على ابتياع قطع السلاح. واشارت الاذاعة الاسرائيلية (1188/1//70) الى ان «اكثر
من ‎٠٠١‏ ألف شخص ف أسرائيل يمتلكون, حالياً » سلاحاً قردياً . ومعظم الذين يقومون بابتياع
الاسلحة: يبررون ذلك بالاحداث في المناطق [المحتلة] وبزيادة الاعمال الاجرامية في البلاد». ويذكر,
في هذا المجال: تنامي ظواهر اليأس والاحباط والخوف من المجهولء التي بدأت تضغط على عقول
الاسرائيليين واعصابهم. كتب يوئّيل ماركوس: «يثير الوضعمء هذه الايام. الغضب والاحباط الى حد
يصل النحيب الفعلي... كم من الوقت القليل يلزم لقض مضاجعنا وادخالنا الى الضغط والرعب
والهستيريا والخصومات بين الأشقاء؟ انه أمر لا يصدق»372"). ولا يؤمن الكثير من الاسرائيليين
‏العدد 155ء تموز ( يوليى) 1945 تون فلسطزية 18
تاريخ
يوليو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)