شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 22)
المحتوى
الانتفاضة وتأثيرها ف الوضعين السياسي والاجتماعي في أسرائيل
وسط سكان عرب معادين لا يساعد الجيش الاسرائيلي» بل يحتّم عليه انتشاراً غير سليم لقواته, من
أجل توفير الحماية للمستوطنات . ولم يزد المستوطنون من قوة ردعنا ؛ وليس هذا قحسب, بل انهم أدّواء
اكثر من أي عامل آخرء الى غليان قومي متطرف معاد لاسرائيل»(1*),
ولهذا بالضبطء فان مجتمع المستوطنين ظل الاكثر تعرضاً لمختلف الحالات المرضية والنفسية,
والافراط في التطرف حتى ارتكاب الجرائم الوحشية:؛ الفردية والمنظمة. وهذا ما يخشاه الاسرائيليون
الذين يعتقدون بأن لا مفرٌ من عودتهم الى اسرائيل» وانه لا بد من انتقال حالة العنف التي يحملونها
الى الحياة المدنية في المجتمع الاسرائيلي.
ويخشى الكثير من المراقبين» من جانب آخرء من انه اذا ما استمرت الانتفاضة: فان المناطق
المحتلة ستتحول الى ساحة حرب حقيقية لا يمكن التكهّن بنتائجها. ف «المستوجلنون يشعرون بأنهم
معفيُون من التردد... في أخذ الأمور بأيديهم»؛ باعتبار انهم «هم الذين اختاروا السكن في المناطق
[المحتلة] متجاهلين الاخطار... وحالياً. لا تستطيع أية جهة ان تمنحهم الأمن الكامل هناك». وحذرت
صحيفة «هآرتس» من انه «لى سارت الحكومة في الاتجاه الذي يريده المستوطنونء فان المناطق
[المحتلة] ستصبح ساحة حرب حقيقية»(07) )؛ وذلك على الرفم من ان «معظم المستعمرات اليهودية في
المناطق [المحتلة] تحوّلء خلال الشهور الماضية:؛ الى جيوب منزوية» محروسة جيداً بحرّاس ودوريات
تابعة للجيش الاسرائيلي»: حيث «تمضي الباصات والسيارات الخصوصية التابعة للمستوطنين؛ بشكل
عام, في مواكب مسلّحة من الجنود» وتطوف سيارات جيب عسكرية حول المستعمرات اليهودية ليل
نهان؛ ويكتشف الكثير من المستوطنين طريقهم الى مستعمراتهم فقط في قوافل منظمة مع مواكب
مسلحة. وفي عدد من الحالاتء وصلت تظاهرات عنيفة قام بها سكان عرب في الضفة الغريية الى
بوابات التجمّعات السكنية اليهودية» وزرعت فيها خوفاً عظيمأ[1*).
ويذكس في هذا المجال: «ان جهوب الاستيطان بدأت تتعثر بسبب الانتفاضة. فعلى الرفم من
الحوافز والمغريات الجديدة التي توفرها السلطات الاسرائيلية للمستوطنين في الارض المحتلة فان
استمرار الانتفاضة الفلسطينية سيجعل من الصعب تحقيق هدف استيطان مئة ألف يهودي في
الارض المحتلة... ويعتقد العديد من المراقبين بأنه اذا استمرت الانتفاضة الفلسطينية: وتصاعدت»
فائنها ستؤدي الى ايقاف تدفق المستوطنين الى الارض المحتلة. وربما البدء بترحيل المستوطنين
القدامى عبر ' الخط الاخضر' , كما ان الانتفاضة قضت على افتراءات هؤلاء الاسرائيليين
والمستوطنين الذين كانوا يتظاهرون بأنهم على علاقات طيبة مع الفلسطينيين» وان الضفة الغربية
ليست محتلة»(**). ونشيرء هناء الى ان مصادر اسرائيلية اعترفت ب «ان المستوطلنين أخلى 65
مستوطنة في الضفة والقطاع» بسبب استمرار الانتفاضة»(00).
وختاماًء نقول ان الانتفاضة الشعبية الفلسطينية المجيدة قد خلقت حقائق استراتيجية جديدة
على صعيد المنطقة, لا يمكن تجاهلها عند البحث في اي حل يتعلق بالصراع الدائر بين الفلسطينيين
والعرب» من جهة, والاسرائيليين؛ من جهة أخرى؛ اذ «لم يعد بمقدور السياسة الاسرائيلية ان تتجاهل
سكان المناطق المحتلة, أى تبحث عن ممثلين مصطنعين يختارهم الحكام العسكريون في المناطق
المحتلة»(١١)‏ ؛ لا بل دان القلسطينيين جعلوا من قضية الحوار بين اسرائيل وم.ت.ف. مسألة كرامة,
وجعلوا من م.ت .ف. اكثر من كونها زعيمة للفلسطيذيين في المناطق [المحتلة]» انها عنوانهم الرمن7").
لقد أرست الانتفاضة الفلسطينية: فعلاً. دعائم الدولة الفلسطينية المستقلة, عبر نضالها
العدد 157. تموز ( يوليى ) 1145 لشؤون فلسطؤية لض
تاريخ
يوليو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22428 (3 views)