شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 28)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 28)
المحتوى
ب استراتيجية مقترحة للمفاوض العربي...
بدايتها مستمدة من قوة المتغيّر الفلسطيني. واذا كانت الانتفاضة هي نقطة الضغط التي يبدأ منها
المفاوض العربي» والتي تحمل الى المؤتمر الدوليء فان استراتيجية المفاوض العربي هي التي تضمن
له تحقيق اهدافه القومية, عندما يعقد المؤتمر الدولي.
من هو اللفاوض الاسرائيلي ؟
ولكن. قبل الخوض في الاستراتيجية؛ يقتضي الأمر نظرة طويلة» وفاحصة؛ ومتعمّقة, الى طبيعة
المفاوض الاسرائيي الذي سيدور معه صراع دبلوماسي على مائدة المفاوضات.
في تاريخ الحركة الصهيونية: يعتبر العمل الدبلوماسي جزءاً من كلٌء أي جزءاً من برنامج العمل
الصهيوني الأشمل. واذا كانت الدبلوماسية لدى الوحدة السياسية _ممثلة في دولة» أو في حركة تحرر
وطني - وسيلة من وسائل السياسة الخارجية: فهي لدى الحركة الصهيونية عملية مصيرية. وهى ما
أشار اليه قول مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتسلء في مفكرته: «ان المسألة اليهودية مسألة
سياسية, لا تتمٌ معالجتها معالجة ناجحة حاسمة الا بالوسائل السياسية؛ وعلى نطاق دولي».
وفي ممارستها للدبلوماسية؛ فان الحركة الصهيونية هي حركة اتخذت من الواقعية منهاجاً لهاء
حيث تهتم بتقويم الظروف المحيطة والأوضاع القائمة تقويماً دقيقاً. ومن خلال هذا التقويم تحدد ما
سوف تقبلهء أى ترفضه.ء وهي تتفاوضء بناء على موازتة مدى قدرتها على ان تجعل هذه الظروف
والاوضاع في حالة غير معاكسة لها. وفي هذا الصددء فانها تقارن قوة العوامل المؤاتية لها بقوة
العوامل المضادة؛ ثم تراعي مواطن القوة والضعف في موقفهاء وما اذا كانت عارضة أومستمرة (مثلاء
انقسام الداخلء انقسام يهود الخارج؛ والعصيان في الجيش)؛ كذلك تحسب عنصر الزمن؛ وتقديرما
اذا كان ما يمكنها قبوله اليوم لا يحتمل التأجيل» أى المماطلة: في ضوء مخاطر قائمة؛ أو محتملة
ترغمهاء غداء على قبوله هو ذاته؛ أى ما هو دونه.
وربما لو رجعنا الى تاريخ الحركة الصهيونية؛ لوجدنا من الامثلة ما يدلل على هذا النهج؛ من ذلك
على سبيل المثال ما أعلنه الرئيس الأول لاسرائيلء حاييم وايزمان: بعد قبوله الصيغة المعدّلة لوعد
بلفور: «... هل كنّاء اذ ذاك؛ سنحصل على أفضل من ذلك ؟... أم ان الحكومة البريطانية ستكون قد
سئمت الموضوع كله... ونفضت يديها منه؛ كلية ونهائياً».
وحين تنهج الحركة الصهيونية نهج الواقعية في مجاراة الواقع وتفادي الاصطدام به. قانها لا
تلجاء بذلك؛ الى الخضوع للواقع تماماًء لأن الواقعية لديها منهج وليست هدفاً نهائياً. وي تجعل
النهج في خدمة الهدف. وعندما يحدث ما يدقع اسرائيل الى التراجع عن الهدف, قانها تحشد جهودها
الدبلوماسية والاعلامية كافة؛ واتصالاتها وقوى ضغطهاء لجعل التراجع في أضيق الحدود الممكنة,
أى التخفيف مما تعتبره هي خسارة, بالاصرار على الحصول على تعويضات, أو امتيازات.
واحياتاً, يل المفاوض الاسزائيلي الى التراجع المظهريء بالتلاعب باللفظ وتحريف المعنى
الأصي للقرار أى الاتقاق الذي يجرى على أساسه التفاوضء بحيث تبقى النيّة غير المعلنة في فكرة
المفاوض الاسرائيلي هي محرّك للمفاوض, أكثر مما تحركه مبرّراته المعلنة لمطالبه ‎٠‏ وقالباً ما يراوغ:
عندما يجد نفسه غير قادر على التبرير, باختلاق أصول عقائدية؛ أى تاريخية؛ زاعماً انها تعطي
الصهيونية حقوقاً مشروعة. وتلزم الأطراف الأخرى بواجبات قانونية معيّنة, مما يدفع بالمفاوض
العربي الى دروب تستهلك اعصابه وجهده.
العدد 157: تموز ( يوليى ) 1145 لثؤون فلسطؤية 7
تاريخ
يوليو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)