شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 39)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزمري سد
6٠ - ٠ بالمكة من الذين يحصلون على تصاريح بالهجرة من هذه الأقلية, لا يصلون الكيان
الصهيوني إطلاقاً(”") . في ضوء هذه الحقائق» لا يكون أمام الكيان الاستيطاني الصهيوني سوى أن
يعتمد على الزيادة الطبيعية في موارده البشرية, وهى مجال لن يستطيع فيه مجاراة الجاني العربي
الفلسطيني في الأمد الطويلء حتى ضمن حدود العام 155/8.
أن وجود هذه الملامح المختلفة للمشكلة السكانية قدّم مادة خصبة الى الجدل الدائر بين القوى
السياسية والفكرية الاسرائيلية. وأبرز ما تمخض عنه هذا الجدل؛ وضوح الاختلاف في تكييف هذه
القوى للآثار التي يمكن أن تترتب على تطور المشكلة برمّتها. وبكلمات أخرى» يمكن القول ان القوى
الفكرية والسياسية الاسرائيلية قد اقتربت من المشكلة السكانية من منطلقات مختلفة؛ حتى جاء
الوقت الذي أصبح فيه الموقف من هذه القضية يعبّر عن التوجهات التي تتبنّاها هذه القوى ازاء
التسوية السياسية للصراع الاسرائيلي - العربي» بعامة؛ والقضية الفلسطينية: بخاصة: ومستقيل
الأراضي المحتلة منذ العام 5617 على الأخص.
فالتيارات والقوى الموصوفة باليمينية تدرك أن هناك مشكلة سكانية؛ ومع ذلك, تتعامل معها
بروح تغلب عليها اللامبالاة. وأعلنت هذه التيارات عن أنها على استعداد - حين تقع الواقعة -
تلقي بالفلس طينيين 5 شرق نهر الأردن» أى حتى احتلال الأردن وطردٍ سكان الضفة والقطاع 7
والقضاء على أي توه وطني فلسطيني بين عرب ١914/ وشلّهم تماماً؛ ومن جهة أخرىء تعتير هذه
التيارات أن مسالة التكاثر السكاني الفلسطيني أمر مبالغ فيه؛ لأن هذا التكاثر آخذ في التناقص
يفعل التطور الحضاري(١ "). وطبقاً الدراساتهم, كانت نسبة التكاثر الطبيعي بين عرب /1514: في
العام ,١576 نحو 5,5 بالمئة سنوياً » ولكنها انخفضت, في العام /1541.: الى ١,؟ بالمثة؛ وفي العام
كان متوسمط عدد الأطفال الذين تنجبهم الامهات العربيات خلال حياتهن ",5 اطفالء وقد
انخفض هذا المتوسط في العام © الى 5,81 اطفال. ولذلكء فان الاتجاه العام للتكاثر العربي في
اسرائيل يسير نحى الانخفاض وليس نحو الزيادة. فالمسألة: اذأًء هي مسالة وقت' وليس بعيداً ذلك
اليوم الذي سوف تتساوى فيه نسبة التكاثر بين الوسطين, العربي واليهوبدي(؟ ). ومضى أصحاب هذه
الرؤية اليمينية قائلين انه حتى لو كان الاقتراض القائل بأن الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي
المحتلة سوف يحول دون وجود مشكلة ثنائية قومية متفجرة في حدود العام ٠ 0 افتراضاً صحيحاًء
فان الأخطار التي ستهدد اسرائيل (الكيان الاستيطائي) سوف تظل قائمة, لآن الانسحاب سوف
يعني وقوع هذه الاراضي تحت سلطة غير إسرائيلية» تكون إسرائيل في مرمى مدافعها. وسألوا من
الذي يضمن بقاء الأمن الاسرائيلي وبقاء الأوضاع هادئة ؟("). بعبارة أخرى, رأى هؤلاء أن
الانسحاب قد يحل مشكلة الثنائية القومية المتوقعة, ولكنه لن ينهي المشكلة الامنية في الكيان
الصهيوني.
وضمن آراء تيارات اليمين العنصريء اعترفت حركة كاخ بأن المشكلة السكانية «تبدو
كالاوكسجين الذي تتنفسه اسرائيل؛ فكلما ازداد تعداد الفلسطينيين كلما أزدادت قدرتهم علي إخافة
الجماهير اليهودية». ولهذاء قدّمت الحركة حلولاً جذرية تمدّلت في إرهاب الفلسطينيين وإبادتهم: أى
نقلهم (طردهم) قسراً خارج حدود الكيان الاستيطاني. ومن جهتهاء تبّت حركة متحيا وجهتي نظر في
هذه المسألة: : قسم منها انشغل بالمشكلة وشدّد عليها ورأى «ضرورة توطين الفلسطينيين جميعهم على
الجانب الشرقي من نهر الأردن»؛ والقسم الآخر تجاهل المسألة, ليس عن عدم إدراك لأهميتهاء وأنما
بغرض إيجاد المبرّر الكافي لضم الأراضي المحتلة, دون إثارة مخاوف تذكر. أما تكتل الليكوب,
58 شوم فلصطزية العدد 156. تموز ( يوليى) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)