شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 40)
- المحتوى
-
ل الثموذج الصهيوني لادارة الصراع السكاني
عميد قوى اليمين في الكيان الصهيوني» فانه يواجه المشكلة بثلاثة آراء. الأول تجاهل المشكلة تماماً.
بزعم أن إسرائيل ولدت أصلل في ظلها منذ البداية. والثاني اعترف بوجود المشكلة السكانية» وأن كان
لايرى أن هناك حلا جاهزاً لمواجهتها في الوقت الحاضر. والثالث رأى أن المشكلة موجودة بالفعل» وأن
حلها موجود أيضاً. وهو ترحيل الفلسطينيين الى الدول العريية!9").
وهكذا يتضح أن القوى اليمينية تتعامل مع المشكلة السكانية بمنطق يحكمه امّا عنصر التجاهلء
وامًا رغبة في البحث عن حلول في إطار الفكر التقليدي للكيانات الاستيطانية؛ تراوح بين الارهاب
والابادة والطرد بالنسبة الى الوجود الفلسطيني.
وعلى جانب آخر, تناولت القوى العمالية المشكلة بتركيز أكبر. فهي تعتبر أن للمشكلة السكانية
أبعاداً حالية ومستقبلية خطيرة على فكرة النقاء العنصري للكيان الاستيطاني الصهيوني في المنطقة.
لذاء فانها على استعداد للبحث عن نقطة التقاء مع العرب (أى الفلسطينيين): لا يترتب عليها خلق
النقيض الكياني الفلسطيني: من جهة» وتسمح» من جهة أخرى. بالابقاء على نقاء اء الدولة اليهودية
وحفظ أمنها. واعتبر زعيم المعراخ, شمعون بيرسء أن «الديمغرافيا أخطر من الجغراقيا». بمعنى ان
إخلاء أجزاء من الارض المحتلة في العام /1971 قد يخلق خطراً على الكيان الصهيوني من القوى
المجاورة. وسوف يؤدي الى تقليص حجم هذا الكيان جغرافياً؛ ولكن ذلك الخطر سوف يكون أهون
شأناً من أثر الضغط السكاني العربي (الفلسطيني) داخل الكيان» وتطور هذا الكيان نحو الثنائية
القومية, في حالة الاصرار على الاحتفاظ بالأراضي المحتلة. والواقعء ان القوى العمالية» ومن يدور في
فلكهاء تعرضت الى المسألة السكانية بصورة أكثر تفصيادٌ وجدية. مقارنة بالقوى اليمينية عموماً .ومن
ذلك؛ أنها كلّفت عدداً كبيراً من المختصين باجراء دراسات دقيقة لأبعاد هذه المسألة واحتمالات
مساراتها المستقبلية. وقد أثبتت هذه الدراسات أن للمسألة أخطاراً حقيقية» لا موهومة كما تدعى
قوى اليمين. ففى داخل «الخط الأخضي»؛ لوحظ أن هناك تطوراً حقيقياً مطردا في الشخصية الوطنية
الفلاسطينية العربية» وذلك في مجالات الاجتماع والاقتصاد والسياسة؛ وأن عرب ١94/8 يقومون
باحياء التراث الفلسطيني في الأدب والموسيقى والفنون الشعبية؛ ويطالبون باحياء اللغة العربية
واعتبارها لغة رسمية الى جانب العبرية؛ وأن منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت» ويخاصة منذ «يوم
الأرض» في العام 19171, تشجع هذه الاتجاهات الفلسطينية وتوليها عناية خاصة(*). وفي إطار
الاتشغال بملمح الخلل في التوزيع السكاني داخل الكيان الاستيطاني» طرحت القوى العمالية رؤية
عيّرت عن خطورة هذا الملمح: ليس فقط داخل «الخط الأخضر»». وإنما كذلك داخل الارض ا محتلة في
العام 19517. وتقوم هذه الرؤية على أنه في حدود العام ,٠2٠٠١ سوف يكون هناك طوق عربي
(فلسطيني) حول القدس؛ يصل تعداده الى ربع مليون نسمة؛ هذا الى جانب نحو متي الف عربي
داخل المديئة ذاتها. كما أن مدناً. مثل نايلس والخليلء سوف يتجاوز تعد ادها المئة ألف نسمة . وعليه,
فمن المشكوك فيه أن يترك سكان المستوطنات اليهودية في الضفة الفلسطينية أي أثر في التوازن
السكاني لصالح العنصر اليهودي في مواجهة العدد العربي الكبيره وذلك حتى بافتراض وصول
مجموع المستوطنين في الضفة الفلسطينية الى نحو مئة آلف مستوطن في العام .5٠٠١ ومعنى هذاء
أن مخططات الاستيطان في الأرض المحتلة, في المستقبل المنظور. لن تفي بأهداف إسرائيل في تهويد
الأرض المحتلة, أى تحقيق أغلبية يهودية فيها('"). كذلك سلّطت القوى المعنيّة بالخطر السكاني
الأضواء على مقولة اضمصلال الهجرة اليهودية من الخارج الى الداخل؛ واتساع حجم الهجرة
المعاكسة: وحدّرت من انعكاسات هذه الظامرة. ففي نهاية العام:1547؛ نشرت وزازة
العدد 153ء تموز ( يوليى) ١145 شْيُون فلصطنية ذل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)