شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 43)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهري
وضع هذه الشريحة السكانية في ضائقة سكانية مستمرة بشكل مباشر. أن هذه الشريحة تعاني من
نقص في عدد المساكن؛ وضيق الغرف في المساكن القائمة, وارتفاع متوسط عدد ساكني الغرفة
الواحدة, ومنع تأجير الشقق الخالية لأبنائهاء ومنع إصدار تصاريح للبناء بذرائع واهية مختلفة,
وازالة الكثير مما يتم بناؤه؛ وهذا كله قاد الى انخفاض المستوى الصحي في الوسط العربي (داخل
«الخط الأخضي») وعزوف أبنائه عن الزواج المبكر؛ وكانت المحصلة انخفاض في معدل التكاثر وتعطيل
النمى السكاني(*).
الاستيطان
من الطبيعيء؛ والمنطقيء أن يكون لسياسة الاستيطان تداعيات سكانية. فالاستيطان لا يقوم
دون سكان يهود» وفي الوقت عينه لا يتم دون تمهيد الارض باتباع سياسة تفريغ» وتضييق» وتحجيم»
تجاه السكان الأصليين. وعلى هذه الخلفية: ومن منطلق مخطط مدروس للتأثير في الوجود الفلسطيني
السكاني ومستقبله السياسيء زحف الاستيطان الصهيوني لكي يقتطع بين العامين /1551 1945
نحو ٠ بالمئة من اراضي الضفة الفلسطينية ى 5١ بالمئة من أراضي قطاع غزة("*). وتمدّد عدد
المستوطنين بين عهوب المعراخ والليكود حتى يلغ العام :١15/86 نحو 5؛ ألفاً. وثمة مساع لتوصيل
هذا الرقمء في العام ,2٠٠١ الى نحو المليون مستوطن!("*). يعنيناء في هذا الموضعء اثارة الحديث عن
الآثار السكانية المباشرة لهذه السياسة؛ من الناحية الكمّية, باتجاه قلب الزيادة السكانية لصالح
العنصر اليهوديء ومن الناحية الكيفية, بمحاولة تقتيت أوصال التجمّعات السكانية العربية
الفلسطيذية » وسوف تتعمق هذه الظواهر في المستقبل . وهنا يطرح السؤال التالي: اذا كان المستوطنون
يستولون على الأرض والموارد المائية» فأين هي المساحات المخصصة لاستقبال التوسّع السكاني
القفلسطيني مستقبل؟ ان هذا المخطط الاستيطاني يهدفء. ولا شك الى الاقتداء بالنموذج
الاستيطاني في جنوب أفريقياء وذلك بتطويق التوسّع السكاني الفلسطيني وشلّ حركته؛ وحصره في
غيتوات محدّدة تشيه نظام البانتوستانات(؛) .ولا تقتصر السياسة الاستيطانية على الأراضي المحتلة
في العام 1471 وانما تمتدء أيضاًء الى أراضي الجليل الأعلى التي يتمترس فيها الوجود الفلسطيني
منذ العام .١154/ وفي هذا الاطار. تدور المساعي الاستيطانية الصهيونية حول إغراق عرب ١55/8
ومزاحمتهم في أماكنهم. فبين العامين ١44١ و1559, أقامت اسرائيل, في المنطقة الشمالية؛ أكثر من
مستوطنة, ونجحت في إشغالها بالعنصر اليهوديء مما أدى الى خفض الأغلبية العريية حول
مدينة الناصرة من 5١ بالمئة العام 1544: الى ١١, بالمكة العام 4371577). ومع ذلك, لاحظ تقرن
كيننخ, الصادر في العام 1915., ان منطقة الناصرة عادت لكي تصبح منطقة مختلطة وليست ذات
أغلبية يهودية. وهى ما دفع صاحب التقرير الى التوصية باتباع وسيلتين أساسيتين لمقاومة «عروية
الجليل»: وهما توطين المهاجرين اليهود الجدد فيهاء والحدّ من زيادة السكان العرب بمختلف
الوسائل('*). ولتحقيق ذلك؛ اقترح كيننغ عدم تقديم منح إجتماعية إلى العرب, وعدم التوسّع في
النفقات العامة في مناطقهم؛ وإعطاء تفضيلات مختلفة للمجتمعات اليهودية في الشمال» وتربية قيادة
يهودية صلبة في المناطق ذات الأغلبية العربية» واتباع سياسة «الثواب والعقاب» بحق القوى العربية
التي تعيّر عن العداء تجاه اسرائيل: والتضييق على القوى الاسرائيلية اليسارية التي تتفاعل مع
مطالب العرب في الجليل» والحذر من توسّع عرب اسرائيل والتعبير لكيننغ في شراء الأراضي في تلك
المتطقة(1*),
رن نشؤون فلعطزية العدد 157.: تموز ( يوليى) 19484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)