شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 45)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
عن مصدر هذه الزيادة. اذ تحدّث اليعض عن عمليات خطف اطفال الى اسرائيل» وتهويدهمء تقوم بها
تنظيمات (عصابات) مختصة تحت حماية صمت رسمي إسرائيلي. وفي نطاق ما كشف التقاب عنه,
يمكن القول ان عصابة برازيلية تقوم بخطف الاطفال في البرازيل, وتبيعهم الى عائلات إسرائيلية بمبالغ
وصلت عشرة آلاف دولار للطفل الواحد (تساوي ثمن الطفل وتكلفة نقله). ومصدر هؤلاء الأطفال, امّا
العلاقات غير الشرعية: وامّا ما تقدمه الأمهات طوعاً وقد عرفء مؤخراًء ان أكثر من ألفي طفل برازيلي
أستقدموا بهذه الوسيلة؛ يعيشون في منطقة بجوار قلقيلية» وأن معظم المخطوفين يتم توزيعهم على
المستوطنات القائمة في المناطق التي يكثر فيها الاتحام العربي الفلسطيني ويقل فيها العنصر
اليهودي. وذكرت المصادر أنه لا كانت عمليات تمويل الخطف والنقل مكلفة جداًء فالمنطقى أن توجد
قوى منظمة ذات موارد مالية تقف وراءها . وأشير, في هذا الصدد.ء الى ترس حاخام يهودي في حي
بروكلينء في نيويورك؛ لمنظمة تقدم خدماتها وأستشاراتها الى الباحثين عن أطفال للتبني» » ثم التردد
على الأسر الفقيرة ونسائها الحواملء وتسهيل عمليات بيع الأطفالء وتقلهم7”*). وفي الحقيقة: ان
المجتمع الاستيطاني الصهيوني بهذا الفعل يعيد إنتاج أحد طرائقه القديمة, لآن تراث الارهاب
الصهيوني ينبىء عن وجود تجارب سابقة لعمليات تهريب الأطفالء منذ الثلاثينات والأربعينات: من
بولندا وبلغاريا واليمن والعراق[4
بنظرة شاملة, تلاحظ كيف تترابط أبعاد السياسة السكانية الاسرائيلية وبشكل لا يجعل من
عملية تناول كل منها على حدةء سوى إجراء محض دراسيء بهدف تسهيل المعالجة والتحليل.
فالتهجير والابعاد, من جهة؛ والتضييق الاقتصادي؛ من جهة أخرىء بعدان مترابطان تماماً على
أرض الواقع ويممّدان لقضية الاستيطان؛ أما تشجيع التكاثر بين العناصر اليهودية» فلا بد وأن يقابل
بموقف سلبي تجاه التكاثر القلسطيني العرييء وهكذا.
وفي معرض تقويم آثار أبعاد السياسة السكانية عموماً على المشكلة السكانية في النموذج
الاستيطاني الصهيوني, يمكن التذكير يما سبقت الاشارة اليه؛ من أن هذه السياسة نجحت نسبياً
حتى الآن في تجميد التطور السكاني الفلسطينيء على الأقل في حدوب الاراضي المحتلة منذ العام
47 , بحيث يتم افراغ هذه الأراضي من سكانهاء أولًا بأول. ولكن من المشكوك فيه أن يستمر
المجتمع الاستيطاني الصهيوني في تحمّل التكاليف المرهقة لحالة القلق السكاني التي يعاني منها.
ولذلك» فان السؤال الذي يطرح ذاته؛ وربما في المستقبل القريب» يدور حول المدى الذي يمكن أن
يحتمله هذا المجتمع في إطار المسألة السكانية وضغوبلها؟ ولا يحتمل أن تلجأ إسرائيل الى الحلول
الأكثر حسماً لصالحهاء مثل القيام بعمليات تهجير جماعية ضخمة يطرد فيها العنصر العربي الى
الخارج؛ بعد خلق الظروف الملائمة لهذه الخطوة الأرهابية الكبرى. والواقع» ان اسئلة كهذه لا تثار
لدينا من فراغ. وقد سبقت الاشارة إلى أن ثمة قوى صهيونية ذات نفوذ سياسي متصاعد داخل
المجتمع الاسرائيليء لا ترى حلا ناجعاً للمسألة السكاتية سوى عمليات الطرد والتهجير الجماعي
العام للفلسطينيين. لقد علت الأصوات الداعية الى هذا الحل؛ متجاوزة مجرّد اثارة المقترحات نحى
الولوج في تفصيلات التنفيذ. فاريئيل شارون ويوفال نئمان ومثير كهانا ينادون بنقل الفلسطينيين نحى
منطقة جنوب لبنان التي تخلومن أي سلطة. ورأى هؤلاء أن التفكيريجب أن ينصبّ على المحاور التي
سيسلكها الفلسطينيون» وخاصة من الضفة وغزة» نحو لبنان (وليس حول عملية النقل أق الطرد
ذاتها)؛ وانه بالنسبة الى سكان قطاع غزة؛ فمن الممكن طردهم عبر الحدود المصرية؛ غير أن هذا
الأجراء سوف يفجّر معاهدة السلام مع مصر. لذاء يجب وضع تصور لطردهم عبر الأردن. وق
ءءء شْيُون فلسطنية العدد 157., تموز ( يوليى) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)