شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 47)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
ان العنصر البشري العربي هو في حالة تفوق فعلى في الوقت الحاليء وفي المستقبلء في مقايل المجتمع
الاستيطاني الصهيوني في فلسطين, وأن الخلل القائم يتعلق بعدم توظيف الجانب العربي لهذه القوة
البشرية في مجرى الصراع مع هذا المجتمع الاستيطاني. ويعبارة أخرىء ينظر الجانب العربي الى
الصراع السكاني على أنه صراع بين المستوطنين اليهود عموماً والمجتمع الفلسطيني: وف داخل حدود
فلسطين المحتلة فقط. وبذلك يبدى العنصر اليهودي كعنصر متفوق من الناحيتين» الكمية والكيفية.
وهذه نظرة جزئية تهمل الابعاد الحقيقية للصراع الصهيوني العربي»: وتحصره في نطاق ضيق» أي
في حدوب أنه صراع إسرائيلي فلسطيني. ومنطقي ان هذه النظرة التي تؤكد» في حال استمرارهاء
سيادة منطق التجزئة سوف تعكس تداعياتها السلبية على شكل استمرار القصور في الجانب
العربي الى أمد طويل. حتى أنه قد يأتي وقت لا تصبح المواجهة فيه بين إسرائيل والبلدان العربية
جميعهاء وائما بين إسرائيل ولبنان» أو بين إسرائيل والاردن؛ أى اسرائيل ومصر, أى إسرائيل وسوريا,
الخ. وهناء فان التفوق الاسرائيلي يضحي غالباً وياستمرار تفوق كمّي وكيفي دون حدود .
أمّا في المستوى الجزكئي, فيلاحظ أن الاختلال السكاني لصالح الكيان الاستيطاني الصهيوني
لم يتم الا في أعقاب عام الذنكبة »)١544( وعام النكسة (1171)» وخروج أكثر من نصف المجتمع
شع ل ية. وعلى الرغم من ذلك:. » فان تقويماً يأخذ في اعتباره حقيقة
الشتات الفلسطيني لا بد وأن ينتهي الى تعظيم النجاح الفلسطيني في المواجهة السكانية الدائرة الآن
على أرض فلسطين. لقد استطاع الجانب الفلسطيني توظيف قدراته البشرية بشكل صحيح في إطار
واقع بالغ السوء. وهذا يؤكد ان توظيف القوى البشرية: كيفياء هى الأصل في تحقيق الانجازات
فمقابل عجن عربي في المستوى الكلي للمواجهة السكانية: هناك نجاح نسبي على المستوى الجزئي
الفلسطيني. والمقصود بالنجاح النسبيء في هذا الموضعء هو قدرة المجتمع الفلسطيني على اعادة
تكوين ذاته؛ اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً؛ في ظل أسوأ نماذج الاستعمار الاستيطاني. فلم يستطع
النموذج الاستيطاني الصهيوني إبادة الشعب الفلسطينيء أ تفريغ قواه البشرية من مضمونها
السياسي أى هويتها التاريخية. وممًا يجدر ذكرد؛ في هذا الاطار» ان أحد دروس الانتفاضة الفلسطينية
يتمثل في الاستفادة القصوى من القوى البشرية المتاحة. فالمفترض أن هذه القوى لا تدخل في
حسابات المواجهة» الآ اذا بلغت الشياب والقتوة. ولكن الانتفاضة حطّمت هذه القاعدة حين تحوّل
الطقل الفلسطيني» حتى دون سن الثانية عشرةء الى عنصر مؤثر في مواجهة المجتمع الاستيطاني.
هذا الى جانب دروس أخرى تصل بنا الى النتيجة ذاتهاء مثل استخدام الاناث الى جانب الذكور.
وكذلك الاستفادة من الشيوخ الى جانب الشباب. ويذلك بدا الجانب الفلسطينيء في أثناء الانتفاضة,
أكبر من حجمه الحقيقي» خصوصاً اذا أخذنا في الاعتيار أن حوالى 45 -/؛ بالمئة من سكان الأرض
المحتلة هم دون سن الخامسة عشرة!؟.
على أي حالء من غير المنطقي أن يركن الجانب العربي الى ان المواجهة السكانية مع المشروع
الاستيطاني الصهيوني في مستواها الجزئي فقط؛ لأن المتصوّر أن للطرف الفلسطيني خطأ أحمر قد
لا يستطيع تجاوزه دون أن يصاب بالانهاك في خط الصدام السكاني الاول داخل الارض المحتلة,
وخارجهاء خاصة وأن المخططات الصهيونية قائمة على قدم وساق من أجل كسب الصراع غلى هذا
الصعيد يغض النظر عمًا يمكن أن تتمخّض هذه المخططات عنه من ربوب أفعال. وفي حال استمرار
الأوضاع على ما هي عليه؛ كيف سيتمكن أبناء الأرض المحتلة من التوسّع السكانيء على الصعيدين
الكمّي والكيفي؛ في ضوء مخططات تهويد أرضهم بما عليها وما يحوي باطنها من موارد»
كع مون فلسطيزية العدد 157؛ تموز ( يوليى) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)