شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 53)
- المحتوى
-
الادراك الأميركى التغير للقضية الفلسطيئية
د . نبيل حيدري
اخيراً. تغيّرت الادارة في الولايات المتحدة الاميركية؛ فمرٌ الرئيس رونالد ريغان؛ وذهب معه وزير
خارجيته ومستشاره للامن القومي» وحتى بعض الناطقين باسمه. وفي خضمٌ هذا التحوّل في الاسماء.
والاشكالء والنبرات» لا نزال نبحث في ملامح وجه الرئيس الآتي ووجوه من حملهم معه الى البيت
الابيض عن اسباب للاملء وفي الاعتقادء على الارجح,» ان لدى واشنطن امكانات حل ممكن لبعض
مصائبنا. وفي ما خص منظمة التحرير الفلسطينية» زادت ثلاثة عناصر هامة في حدّة ترقيها للجديد
الآتيء وهذه العناصر هي زخم الانتفاضة الفلسطينية في الارض ال محتلة, والتحوّل العميق الذي
شهدته في مواقفهاء ورهانها المستجد على مشروع الحوار مع واشتطن.
تحاول هذه الدراسة, اذا فهم التصور الاميركي «الفلسطيني» اذا جاز التعبير ويعني هذا
الامرء بالذات: مقارية هذا التصور من زاوية التحديات التى واجهتها الادارة السابقة, وفشلهاء الى
حد كبير, فيهاء ثمّ محاولة تبِصّر السمات الاساسية للعناصر الفكرية التي ادت الى نمو تيّار فكري
سائد يحمل في طياته اعادة نظر جوهرية في وسائل معالجة هذه التحديات: ويتنويه خاص ببعض
المفكرين الاكثر تأثيراً في صنع القرار الخارجيء مع الاشارة, بصورة عرضية, الى مجمل التعيينات في
طاقم الادارة الجديدء اضافة الى استخلاص بعض ملامح السياسة الاميركية في المنطقة للسنوات
الاربع المقبلة.
يجدر التشديد, في البداية؛ على اهمية دور المفكر في التأثير في صنع القرار الخارجي في الولايات
المتحدة. لقد استلهم العديد من الكتاب» ولى جزتياً المنهج الفيبري ( نسبة الى ماكس فيبر) في
تنميطه المثالي لكل من المقكر وصانع القرار. وتقديم كل منهما في صورة مغرقة في التقاء ('). فالمفكن,
حسب هؤّلاء, يتعامل مع المعضلات الكبرى وإعمال الذهن في تحليلهاء والبيان في صوغهاء والخيال
في ايجاد الحلول لها؛ وإنْ هو اهتم بالقضايا التفصيلية الجزئية, فمن اجل ربطها بصورة محكمة,
بهدف الوصول الى انساق شمولية؛ وإن هى تعامل مع ما هو نسبي وملموس وبراغماتي؛ فمن اجل
السعي الى المطلق والمجرّد والمثالي. امّا صانع القرار الذي يتابع ما يجري عن كثب؛ فهو مفرط؛ اجمالاًء
في اهتمامه بالنواحي السياسية شديدة التماس بالواقع: ولا يستطيعء بالتاليء الاستد لال منها على ما
هو اعمق وأبعد مدى. ومن المفيدء في سياق التفكير الاميركي تجاه منطقتناء ان نقتطف من مداخلة
للمدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادني؛ مارتن انديك, تأكيداً لهذا التنميط: في قوله:
«ان السياسة:, في واشنطنء لا تصنع من فراغ؛ قالافكار والتحليلات والمحاججات تصبّء بمجملهاء
في بوتقة صنع السياسة؛ كما ان مراكز البحوث في واشنطنء وفي باقي البلادء هي التي تنتج الافكار
التي لها دور حاسم في صنع سياسة الولايات المتحدة الخارجية». اما بالتسبة الى قضايا الشرق
ردك اشزون فلعطنية العدد 157, تمون ( يوليى) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)