شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 54)
- المحتوى
-
الادراك الاميركي المتغير للقضية الفلسطينية
الاوسط «قان المناخ الذي اشاعه, ردحاً من الزمن, ما يطلق على تسميتهم ب ' المستعربين' » كان
له تأثير قوي في تشكيل السياسة؛ بيد ان المحصلة النهائية كانت, في الاجمالء ضئيلة». وفي الاطار
ذاته. ذكر ان وزير الخارجية الاميركية. جورج شولتس, كان شكّل نقطة التقاء بين تيارين في صنع
السياسة؛ «المستعربين» من جهة؛ و«الواقعيين», من جهة اخرى().
لقد وصل الرئيس المنتخب جورج بوش الى البيت الابيض في ظروف متميّزة. من الصعب
الاشارةء هناء الى مجمل التحديات التي كانت واشنطن تواجهها بينما الحملة الانتخابية على اشدّها.
ولِعلّنا نحسن التذكير ببعضها. لقد شعر عدد متزايد من الاميركيين بأن تغيّراً ما حصل في منطقة
الشرق الاوسط(). سارع في تكوينه, من دون ترردّد؛ تفجّر الانتفاضة في الضفة الفلسطيتية وقطاع
5؛ كما سارع في تكوينه الترابط بين مجمل قضايا المنطقة, لبنان والنقط ووقف اطلاق النار في
الخليج, ؛ في اطار الوفاق الدولي الجديد. ولم يكن اتساع جبهة التغييرواضحاً بهذه الحدّة: لولا القرار
الاردني بفك العلاقة القانونية والادارية مع الضفة الفلسطينية.
من ناحية اخرىء تصاعد الشعور في الولايات المتحدة بأن الاتحاد السوفياتي قد استفاد, الى
حد كبيس من مرحلة الوفاق. وان المخاطب السوفياتي قد أحسن استخدام الوفاق لمصلحته؛ فقئن
جهوده باتجاه جديد من نوعه في المعادلة العربية الاسرائيلية واصيح ينافس الولايات المتحدة» إن
لم يكن, فعلياً قد فاقها . والهدف السوفياتي المعلن من ذلك كله لم يعد احباط عملية السلام في
المنطقة؛ وانما اصبح قائماً على اساس لعب دور «العرّاب» لموقف عربي موحّد على اساس س جامع
مشترك عملي يشكلٌ ورقة عربية» موازية, في اهميتهاء للورقة الاسرائيلية في يد الاميركيين!)
وهناء ايضاًء تجدر الاشارة» بقوة؛ الى المتغيرات على الصعيد الاوروبي. فعلى الرغم من ان
المجموعة الاوروبية لم تشكلء يوماء وفق المصطلحات المتداولة, بلدان «الحل والريط»»؛ غير انه
استوجبء منذ العام ,١5/4/ تصحيح هذا الحكم: فمن جهة, اعاد توقيع اتفاقيات الحدّ من الاسلحة
الاستراتيجية بين العملاقين بعضا من «الاطمئنان» النسبي الى الجسم الاوروبيء الذي كان يجد في
مظلة واشنطن النووية درعاً «يحتمي خلفه من شبح الضربة السوفياتية الاولى», مع ما استوجبته تلك
الحماية من تهميش للقرار الاوروبي المخالف لقناعاته ومصالحه في المنطقة, لصالح هيمنة اميركية
مطلقة. ان هذ! الاطمئنان النسبي ولد شعورا اوروبياً ببعض الاستقلالية في القرار عن ايديولوجيا
الحرب الباردة التي تبّاها ريغان: منذ وصولهء في العام 11405. الى سدة الركاسة: مما سمح لبعض
بلدان تلك المجموعة المساهمة؛, بصورة فعّالة» في تنشيط فكرة المؤتمر الدولي للسلام؛ من منطلقات
واهداف مغايرة لفكرة التقرّد الاميركي في اسلوب الحل(")
ثم هناك, اخيراًء الاطار الفلسطيني. لقد توالت التحديات في هذا الاطاره دون الشعور بأن لدى
واشنطن القدرة على مواجهتها(!). ويمكنء: على الارجحء اعتبار نهاية العام ١141 نقطة البدء في
تصاعد الشعور بأن الولايات المتحدة فقدت:ء تذريجاًء دورها كقوة مهيمنة في السياق الاقليمي الشرق
أوسطى. هكذا بدأت خطط الادارة الاميركية بالتراجع النسبيء ويات في الامكان القول, أن المحرك
الاساس لبادراتهاء في شهورها الاخيرة» كان تقليص وتحجيم الخسائرما امكن ذلك: على ان لا يؤدي
هذا الى الانهيار الشامل لبتية السياسة الخارجية الاميركية. وهذا هى الكابوس الذي هدّد ادارة
الرئيس السابق ريغان: حيث لم يكن لديها من خيار سوى «شدشدة» مفاصل هذه السياسة: واعادة
«تشميع» خيوط شبكة الهيمنة المهدّدة, لاكثر من سببء بالتقطع والتمزقء حتى تتولى الادارة
العدد 155, تموز ( يوليى) 1145 شْيُون فلصطزية للك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)