شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 55)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
الجديدة ورئيسها الآتي مسؤولية اجراء التغيير الجذريء اى الاستمرار على القديم7).
لقد ترافقت هذه التحديات الخارجية مع تطورات داخلية لا يتسع المجال» هناء لذكرها؛ وان
اكتفينا بلحظ اهمّهاء فاننا نرى ثمة اعترافاً دفيناً كان مضمراً مفاده ان الولايات المتحدة لم تعد ذلك
المارب الاقتصادي المؤهل لقيادة العالم دون منازع: بعد ان اصبحت الدولة الاكثر مديونية في العالم»
وان حجم الزعامة الاقتصادية الاميركية بات: منذ بضع سنوات» غير متناسق مع حجم زعامتها
النقدية. وليس من المبالغة في شيء القول ان الزعامة النقدية في العالم عاشت فراغاً كان ينتظر اقدام
دولة» اى اكثرء من دول الفائض على ملئه. وكان انهيار «الوول ستريت»؛ في تشرين الاول ( اكتوير )
07 نتيجة متوقعة لفقدان الثقة بالقيادة السياسية الامبركية على اعادة الاستقرا رار
القومي (*) . وبفقدان زعامتها المطلقة للشأن المالي في العالم» برز ماردان اقتصاديان آخران يصعب
تجاهلهما: المانيا الاتحادية واليابان. وباتت اي محاولة لتوجيه مسار اقتصاد العالم الصناعي
مستحيلة من دون تعاونهما(".
وفي المنظور نفسه, لم تنزلق فضيحة ايران - كونترا من على جلد ريغان. فهي الاولى التي علقت
على الرئيس الاميكي وهددت بعزله» وجاءت الاستفتاءات الشعبية لتسحب عنه تسامح الرأي العام
الاميركي له(١'). ير ان البعض قالء حينهاء ان اميركا لا تريد تنحية رئيسين لها في غضون خمس
عشرة سنة لما يرافق ذلك القرار من معاناة نفسية بالغة» والحاق وصمة الفضائح بالبيت الابيضء: مع
ما ينطوي عليه من انعكاسات سلبية على مركز هذه الدولة العظمى في معادلة الاستقطاب الدولي» وعلى
صعيد قيادة المعسكر الغربي(01,
لقد عرضنا في مكان آخر الانطباع الذي ساد بأن ادارة ريغان كررت» بدورهاء ما كان شولتس
يراه عيب الادارة السابقة الاساس: التخبّط والتراجع والتناقض في مجال السياسة الخارجية(05).
وفي ضوء هذا «العيب», اتضحت الطبيعة المتذيذبة للمسلك الاميركي ازاء النزاع العربي -
الاسرائيلي» وقشلهاء الى حدّ كبيرء فيه. وإن اكتفينا بالسنة الاخيرة فحسبء فالامثلة عديدة: اكتفت
قمتا واشنطن وموسكو بين ريغان وغورباتشيوف بأخذ العلم بالنزاع» لأنهما كانتا «محشورتين»,
بسبب ضيق الوقت:ء لمعالجة رزمة من النزاعات الاقليمية 05 .ويهذا المعنى» فقد كان التطرق الى ملف
النزاع العربي - الاسرائيلي» بعامة» والشق الفلسطيني منه بخاصة؛ عارضاًء و«بالواسطة(4١) ٠ غير
اننا لمسناء في الوقت عينه, اتجاهاً يدع الى الحاجة الملحّة الى «سرعة التحرك»؛ وليس ثمة ما يعزز هذه
الظاهرة سوى تلك السابقة في تاريخ الدبلوماسية الاميركية بأن تكون السنة الاخيرة من سنوات
الرئاسة على هذا المستوى من الديناميكية والعمل. ولا عجب بعد ذلك أن يضطر شولتس الى الرب على
4 هائل من الاسئلة؛ ويحتاج الى قدر كبير من علم الكلام لافهام موقف اميركيء مؤداه معالجة
الاوضاع في الارض المحتلة على مرحلتين: واحدة انتقالية سريعة؛ لاحتواء التصعيد هناك: عبر مدّ
السكان بقدر من الحكم الذاتي من دون شرط المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والاردنيين
والمصريين, مع نوع من المباحثات المباشرة مع بعض فلسطينيي الارض المحتلة» وسلطات الاحتلالء
ومع الاستعداد الاميركي للعب دور الديلوماسية المكوكية ما بين الاطراف المعنية, ثم في المرحلة
الثانية» يتم البحث في مستقبل الضفة الفلسطينية وقطاع غزة, ووضعهما النهائيء في مقاوضات
مباشرة بين الاطراف المتنازعة(؟0).
ويما ان النتائج تطورت, في المنطقة, خارج الاسئلة التي طرحها شولتسء اختارت الدبلوماسية
2 شْيْون فأصطزية العدد 157., تموز ( يوليى) 1446 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)