شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 56)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 56)
- المحتوى
-
الادراك الاميركي المتغير للقضية الفلسطينية
الاميركية. مرة اخرىء المواجهةء عندما رفضت الموافقة على تأشيرة الدخول الرئيس الفلسطيني ياسر
عرفات لمخاطبة الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك 230 ثم اضطرت, بعد ذلكك؛ الى ان «تتجرّع
السم» وتعلن استعداد واشنطن الدخول في حوار «جوهري» ورسمي مباشر مع ممثلين عن
المنظمة0,
مرة اخرى ظهر التناقض لدى الادارة السابقة في التعاطي مع اسلوب اسرائيل القمعي في الارض
المحتلة, الذي سار, في الاجمالء في اتجاهين اثنين: الحرص على التعامل مع تل ابيب عبر القنوات
الدبلوماسية وفي مجلس الأمن الدولي لحمايتها والحؤول دون ادانتهاء ولكنها تعمّدت: في الوقت عينه,
الظهور بمظهر «المتعاطف» مع الانتفاضة؛ بوقوفها مرة بالامتناع عن التصويت, واخرى بالتصويت
ب «تعم» الى جانب قرارين في مجلس الامن مناهضين لاسرائيل(04).
بيد ان الموقف الاميركي ظل يراوح مكانه؛ لجهة رفضه فكرة المؤتمر الدولي» بطبعاته المختلفة,
انطلاقاً من التبذي الكامل للرؤيا الاسرائيلية الى النتائج غير المباشرة التي ظلت تتوخَّاها من الهزيمة
العربية في حرب العام 177 »؛ وهي تحقيق صلح وإعتراف عرييين باسرائيل» مشروطين بمقاوضات
مباشرة. من هنا باتت آلية العمل الدبلوماسي رتيبة على النحو التالي: اميركا تضغط على الدول العربية
بمواقف اساسها اسرائييء فتلجأً الدول العربية الى اورويا كمعادل موضوعي يمكن ان يخقّف من
وطأة الضغط الاميركي» فيعاد تقسيم الادوار بين وأشنطن وتل ابيب» فتتولى الاخيرة اعادة انتاج
موقف سياسي ايديولوجي في اوروياء لا يختلفء في جوهرهء عن المواقف السابقة, في حين تتولى
واشتطن ممارسة الابتزاز الأمني والاستراتيجي عبر آليات تحالف الاطلسيء والابتزاز الاقتصادي في
الحرب التجارية داخل الاسواق الاوروبية وحول العالم» للقبول بالموقف الاسرائيلي الذي يعاد طرحه,
من جديدء على الدول العربية» بعد فترة «تبريد» نسبية: نتجت. في الاساسء من انتظار اكتمال الدورة
الدبلوماسية الثلاثية المذكورة(03.
المهم, ان الادارة السابقة وجدت نفسها لا تكفّء مهما تغيرت الظروف وتقلّبت الموازين» عن
التحدث عن دور اسرائيل الاستراتيجى في المنطقة. فالاخيرة رصيد مضمون لا غنى عنه؛ وقاعدة ثمينة
لمواجهة الحركات الراديكالية» وقلعة حصينة مستقرة في بحر من عدم الاستقرار, ويمكن الاتكال عليها
في كل الظروف للمحافظة على المصالح الاميركية؛ واستنتجت تلك الادارة من كل ذلكء انه ليس من
مصلحة الولايات المتحدة ازعاج حليف بالضغط عليه من أجل الانسحاب من اراض قد يهيمن عليها
«ارهابيون»»: ومن اجل ارضاء انظمة غير مستقرة أساساً(” "). وف جميع الاحوال: يمكن القول» ان
السياسة التى انتهجتها ادارة ريغان تميّزت بعدم الاستعداد لمواجهة اسرائيل» من جهة,
ودالامتعاض» من بعض مواقف حكومة شامين من جهة اخرىء» خاصة تلك التي يبدى انها هدّدت
المقدرة الاميركية على «استغلال الفرصة الفريدة» المتاحة لها في المنطقة, في اعقاب الانتفاضة
الفلسطينية.
على أن التخبط المشار اليه لا ينحص. قطعاء في الشهور الاخيرة من ولاية ريغان: وقد كتب الكثير
عن تردده وتناقضه؛ انما الذي نقصده, اساساًء هوهذا التخبّط الناجم عن التناقضات الجذرية التي
لانمت السياسة الموضوعة منذ بدء ولايته. وبالطبع لا يحسن التوقف كثيراً عند هذه المسألة لفهم
خلفية العهد الجديد الذي يمثله بوش ؛ ؛ فقد يكون توماس فريدمان' في محاولته كشف هذه التناقضات,
افضل من وصف وضع الادارة الحالية. قال فريدمان؛ ان هذه الادارة تعلّمت من خيرتها أنه اذا
العدد 151: تموز ( يوليى ) ١544 هون فلصطفية هه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)