شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 61)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
تاريخ أطولء فهو قائم على قرار مجلس الامن الرقم ؟55؛ الذي شكّل الاتفاق الصلب المتحكم
بالمساومات العربية الاسرائيلية بمجملهاء مع العلم بأن هذا القرار ترك غموضاً متعمدّأ حول وجوب
انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي التي احتلتها العام /021971*"). ان جوهر المفهوم بسيط.
ولى ان تفاصيله في منتهى التعقيد: مقابل تغيير حاسم ودائم في علاقات اسرائيل مع جاراتها (الاردن
وكيان: من نوع ماء فلسطيني)» يتوقع من اسرائيل ان تنسحب من جزء غير محدّد من الارض المحلة.
اما مدادء ومكانه, وضماناته, فكلها نقاط لم يجر تحديدها حتى اللحظة الراهنة. أمّا مفهوم «الحكم
الذاتي»: فهىء حسب هانترء مثل اسلوب «الخطوة خطوة»: اعتراف يبلوغ مأزق» وتسليم بمحدودية
مرونة تناول النزاع: فهى لا يمنع التسوية في شأن الارضء لكنه يوفر السبيل الى بلوغهاء أ الى بلوغ
اي هدف آخرء وهى اكثر واقعية من محاولة حل هذه المسألة المثيرة بضربة واحدة. وفي اتفاقيتي كامب
ديفيدء جاء الحكم الذاتي للضفة الفلسطينية وقطاع غزة ليوفر مرحلة مؤقتة قبل المفاوضات بشأن
الوضع النهائي للارض المحتلة(7),
هكذاء اقترح هانتر على الادارة الجديدة التملّص من مبدأ مقايضة الارض بالسلام؛ ورسالته
الضمنية الى الجانب العربي تقوم على ابلاغه بوضون, ان مواقف شامير «تطورت» الى درجة كبيرة,
فاستبدل رفضه القاطع لاتفاقيتي كامب ديفيد باستعداده للقبول بها من خلال التفاوض. وبالتاليء
قان مبدا مقايضة الارض بالسلام ليس وإرداً في ذهن شامير. وعليه: نصح هانتر الادارة يعدم فرضه
كأساس للمفاوضات . ويشكلٌ هذا التفكير طعنة لصلب السياسة المصرية؛ لكنه قالها صراحة؛ أنه ليس
امام العرب الا ان يطلقوا فكرة التفاوض على اساس هذا المبدأ؛ واعتبر الاصرار عليه شرطاً مرفوضاً
يدخل في خانة المطالبة العربية بنتائج مسبقة. وفي هذا التصور نقض وتراجع عن تعهدات سابقة
للسياسة الخارجية الاميركية التي وضعها شولتس.
في المقابل» وهذا ما يسترعي الانتباه, وصف مبادرة شولتس بأنها «تحمل من الشجاعة اكثر مما
انطوى عليه الاحساس الواضح بصياغتها». عيبها الاصغر انها وضعت جدولًا زمنياً لقضايا عديدة
ومتشابكة. أن هذه الازمة الاقليمية المستعصية على الحل منذ عشرات السنين تتطلب وقتاً اكير من
ادارة تدق ساعتها الدقات الاخيرة. ففي منطقة يعتبر الزمن فيهاء من ناحية سياسية, لا نهاية له,
فان «الاستعجال» من قبل آخرين يستخدم للتأثير في الداعين اليه. واذا كان ذلك صحيحاً فان حل
الازمة لايزال غير ناضجء على الرغم من كل التطورات المعروفة التي من شأن تفاقمها تحقيق النضج.
وليس ثمة معادل موضوعي لذلك» سوى القول ان حل القضية الفلسطينية لا يزال» بدورهء غير ناضج .
وهذا الواقع يضعها في خطر شديدء باعتبار ان ربط حل القضية بحل الازمات الاقليمية الاخرى قد
يؤدي الى جعل بعض الحل الاقليمي على حسابها.
أمّا عيب مبادرة شولتس الاعظم, فيتكون من شقين: اولهماء وضع قبول التسوية الاقليمية شرطاً
مسبقاً للمفاوضاتء وليس نتيجة محتملة؛ بل مرغوب فيها؛ وثانيهماء فتح السبيل لمشاركة سوفياتية
فعّالة في هذه العملية. ولا بد من ان يكون للشق الاول أثر كابح داخل اسرائيل: بينما يمثلٌ الثاني
تنازلًا غير مثمر للاتحاد السوفياتي!59)
كلام هانتر هذا قاطع في تحديده: اسرائيل ثقل استراتيجيء لا يمكن لواشنطن؛ في حساباتها,
ان تتخلى عنه. وكان لا بدء في حال الاحداث التي تمن بالارض ال محتلة؛ ان ترمي بثقلها للمحافظة,
حسب هانترء على تثبيت الوضع القائم, أى تجميد مؤقت ومحدود له باعتبار ان زمن
1 ون فلسطيية العدد 157: تموز ( يوليى ) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)