شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 65)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
بيد ان جيفري كامبء الذي عمل فترة مديدة في مجلس الامن القومي؛ كمسؤول لدائرة الشرق
الادنى وجنوب آسياء لم يركن الى «البحث عن محاور عربي»» ولا الى «التجميد». ففي رأيه ان عملية
«حراثة الارض» يجب ان تتركز على عملية اجراء انتخابات في الارض المحتلة في غضون ستة شهور,
والسماح لمراقبين دوليين بالاشراف على هذه العملية. اما دور الولايات المتحدة؛ فهى كسب موافقة
اسرائيل وم.ت.ف. وهذا ليس سوى شكل معدّل قد يكون الطريقة الوحيدة لكسر الجمود السائد في
المنطقة(45),
هذه الصيغة «المريصة» تعني ان المرحلة المقبلة هيء في افضل الاحوال» المرحلة الانتقالية
الطويلة نسبياً؛ وعندما تتمّء لا يعدى الحديث عن ربط الاجراءات الانتقالية باتفاق لاحق جول الوضع
الذهائي للارض المحتلة مقبولاً من جميع الاطراف» ولا يعدو كونه موقفاً «مبدئياً» و «نظرياً» بات يردد
حول مسألة مؤجلة ليس لها طابع الالحاح. ويما ان واشنطن لا تريد طرح اي مبادرات سياسية
جريئة؛ او القيام بتحركات بارزة في منطقة الشرق الاوسطء فقد وجدت, على الارجح؛ في الكتابات
السابقة؛ ركائز مشجعة؛ وهي تريد» الآن؛ العمل على تطويرها بأمل اقناع الاطراف الاقليمية المتنازعة
بقبولها. ولا عجب ان تكون هذه الكتابات قدّمت زاداٌ فكرياً تفتقده الادارة الحالية لميلها المعلن نحو
«الحذر» و«الروية», وكأنهاء في هذا المجال» تسير على «حبل مشدودب» ما بين الزخم الدولي لتحريك ازمة
الشرق الاوسط بسرعة خارج الوضع الراهنء وبين رغبتها في «التريّث» في تناول ملف النزاع العربي
- الاسرائيلي» وبين ابقاء الخيوط مشدودة الى البيت الابيض.
ولا شيء يعزز هذا الاستنتاج سوى تلك السابقة في ملء الوظائف العليا في الادارة الحالية. ولا
يب في أن مجمل التعيينات؛ في وزارة الخارجية ومجلس الامن القوميء هيء على الاقل؛ مثيرة للقلق.
وان تدخل, هناء في التفاصيل. ان بعضاً من الامثلة كفيل باعطاء فكرة. ولو اولية عن هذا الموضوع.
لقد عي لورانس ايغلبرغر نائباً لوزير الخارجية» وهى منصب هام في الولايات المتحدة له ابعاد
سياسية كبيرة؛ وعين» في وزارة الخارجية أيضاء دنئيس روسء مديرا لمكتب التخطيط السياسي,
ويساعده ارون ديفيد ميلر وب اذيال كيرتزر وهار في سيشرمان كاتب خطب جيمس بيكرء ومسؤول الشرق
الاوسط في مجلس الامن القومي ريتشارد هاس (وهى منصب احتله هارولد ساوندرن صاحب تقرير
بروكينغز الشهير )(:*)
وليس محض صدفة ان يأتي هذا الكادر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى (تأسّس
في العام 1544 والذي يعتبر اسرائيل كنزاً استراتيجياً ثميناً للدفاع عن مصالح واشنطن في الشرق
الاوسط. ويضمٌ المعهد الى هؤلاء وزير الخارجية الاسبق الكسندر هيغ» والسفير السابق في اسرائيل
صموئيل لويسء ومندوبة واشنطن السابقة في الامم المتحدة جين كيركباتريك: والمستشار السابق
لشؤون الامن القومي رويرت ماكفيرلين. كما ان دنيس روس شكلٌ مجموعة محيطة بوزير الخارجية
مكونة من رويرت كيميت وروبرت زوليك ومارغريت تتوايلر. ويمكن القول» للوهلة الاولى؛ ان هذا الصف
من المسؤولينء يفتقرء باستثناء روس» الى معرفة مباشرة بالمنطقة, والى مواقف معتدلة من التنزاع
العربي الاسرائيلي(!*).
غير ان مؤشرات قليلة يمكن استحضارها في الذهن لتصؤر العناصر الصلبة التي يمكن أن تبنى
عليها سياسة اميركية واضحة المعالم للشرق الاوسط. لقد حصل انفراجان هامّان» احدهما طاول
العلاقات الاميركية السوفياتية, والآخر شمل العلاقات بين كل من القوتين العظميين واطراف
53 امُوُون فلسطية العدد 157: تموز ( يوليى) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)