شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 71)
- المحتوى
-
عماد شعيبي سم
فعلى الرغم مما تمثّله اسرائيل من أداة غربية في الشرق الاوسطء فانها ترى في مشروعها لانشاء,
واستمرارية: الدولة وضعاً أبعد من هذا الموقع الوظيفي؛ حيث تدرك حاجة العالم الى دول كتلية تشكل
امّا تجمّعاً لجموعة دول في منطقة جيى - سياسية معيّنة, أو دولة أمة ذات كتلة اقتصادية بشرية
ضخمة ( كما الصين مثلاً ) . والحال» ان اسرائيل حتى ولى استطاعت ان تجمع كل يهود العالم: المقدر
عددهم ب 0 ,17 مليوتاًء على أرض فلسطين ومحيطها. » فانها لن تستطيع أن تبني دولة أمة. اذن»
فالخيار المتبقي هنا هى ايجاد «توليفة» شرق أوسطية خاصة: بعد ان فشلت كل المحاولات التخريبية
للالتحاق بالسوق الاوروبية المشتركة, والتي ستتبلور العام ١441 كأورويا الموحدة اقتصادياً في
استقطاب يغْيّر ثنائية الاستقطاب الجيى سياسي السابق» ليصبح استقطاباً متعدداً «خاصة بعد
ادراك محاولات الصين واليابان للدخول على خط هذا الاستقطاب؛ بل وتدميره لصالح تعددية عالمية».
ان المشروع الاسرائيلي يتجلى على شكل «حلم استراتيجي» بانشاء دولة عظمى في منطقة الشرق
الاهسط ممركزة في اسرائيل» اى متفردة فيها اسرائيل. فأبا ايبن طرح في كتابه «صوت اسرائيل»
مشروعاً يوتوييّاً قوامه علاقة مع الدول العربية كنموذج الولايات المتحدة واميركا اللاتينية8). أي انه
يتمثل في علاقة بين دولة عظمى ودول محيطية عاجزة: بل ومتأخرة.
وذهب يوري افنيريء وهى من التيار المنادي بالسلامء الى ايجاد مبررات تنسجم مع «الهوى»
الاسرائيلي في هذا الصوب, ويستخدمها خدمة لما يسميه الاندماج الاقتصادي عبر السلام. كتب: «لنٍ
يؤدي السلام الى تقليص قوتنا السياسية؛ وانما الى بناء دولة عالمية كبرى جديدة نكون فيها شريكاً
هاماً. ودولة ري تجمع ما بين قوة العالم العربي الضخمة وقوة العالم اليهودي»(").
ويتصور البعض ان استثماراً جدياً لامكانات الشرق الاوسط من الثروات الطبيعية والاموال
العربية والخبرات الاسرائيلية قد يكون مقدمة لثورة عالمية تحدث تحولات في العالم مشابهة لتلك التي
احدثتها الثورة الصناعية في اوروباء ولتلك التي احدثتها الولايات المتحدة بقيامهاء والتي احدثتها
اليابان بثورتها التقنية(١١).
وتبدى الامور كمن يود ان يصنع تحوّلات درامية» كمقدمة للتحوّل العالمي المرتقب على شكل
تكتلات جماعية كبرى. ١
وف واقع الحالء ان المشروعات الاسرائيلية الاقتصادية تبدولنا تخريجاً وهمياً: الى حدّ ماء لأزمة
المشروع الاسرائيلي برمّته. فهي تتبتى احتمالية السلم الاقتصاديء وذلك لا من طريق واضح لسلام
قائم على العدل» » انما من طريق امتد اد ذهني لواقع منطق القوة والاكراه السائدين في المنطق الاسرائيلي
المؤسس على أساس الهربء دوماً. الى أمام من طريق العتف.
ويأتينا منطق المركزية الاسرائيلية في المشاريع الموضوعة كافة ليعطينا برهاناً على ما سبق ذكره.
ذلك ان اسرائيل تعتبر انها «ستكون» المركز الحيوي للسيناريوهات المحتملة لمشاريع السلام
الاقتصاديء وذلك في تعارض مع «طبيعة الاشياء» وطبيعة المسارات التي انتجت كتلاً اقتصادية
عالمية. فمن المعروف ان الكتل الاقتصادية الجغرافية العالمية لم تتحقق الا عندما توفرت الشروط
الثالية:
١ التقارب الاقتصادي بين دول هذه الكتلة أو تلك.
؟ - التقارب السياسي في المنظومة الايديولوجية السياسية الاقتصادية الاجتماعية.
08 شُوُون فلسطزية العدد 157. تموز ( يوليى ) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)