شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 81)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 81)
المحتوى
رياض بيدس د
العراق. والكاتب يقسّم الشيوعيين الى اسلام ويهوب ومسيحيينء وهذا أمر غريب على حركة سريا
شيوعية, وعلى الواقع العربي عامة؛ لكن الكاتبء الذي يعامل على اساس انه شرقيء يلجأ 0
كثيرة, الى اسقاط هذا الامر على العرب ايضاًء لكي يخقّف من وقع صدمة التقسيم المتداول في
اسرائيل.
ثمة تناقضات كبيرة في عالم هذا الروائي. فمن ناحية؛ يصف وضع اليهود الممتاز بعد الحرب
العالمية الثانية (ص //) والعلاقة الطيبة بين اليهود والعرب (ص ‎)١1‏ والمصاعب التي يلقاها اليهود
نتيجة يهوديتهم, ناهيك عن تنميط شخصية العربي في الرواية.
لقد اراد ميخائيل؛ المصاب بخيبة امل كبيرة من الواقع الصهيونيء ان يصفّي حساباته مع
العالم العريي. وهاتان الروايتان («عاصفة بين النخيل: و «حفنة من ضباب») ليست الا تأكيداً على
ذلك. وحتى يؤكد الكاتب قناعاته السلبية عن العالم العربي الذي عاش فيه؛ فانه يجين لنفسه تغيير
مواقف البطل الايجابي («نايف» جار نوري في «عاصفة بين النخيل») الى شخصية سلبية. وتتركز
ازمة الشخصية اليهودية في انها مرفوضة» مع اننا قرأنا عكس ذلك تماماً ف ادبيات القادمين من
العراق عن احوال يهوب العراق والعالم العربي.
ومع ان الشخصيات العربية» في الرواية؛ تبدى طبيعية ومنمّطة احياناء الا انها جاءت لتؤكد
الغاية التي يود الكاتب تأكيدها: عدم امكانية لقاء اليهودي مع العربي» حتى لو كانا من نفس البيئة
ولهما نقس الاهدافء ويالتالي كان على رمزيء الذي وقع في حب سهامء ان يبحث عن بديل آخر لكل
عالمه ؛ وذلك البديل تحقق بهرب رمزي الى اسرائيلء مع ان رمزي كان يعارض. في البداية: اقامة دولة
صهيونية, ويختلف مع مبادىء الحركة الصهيونية.
لقد استطاعت الخيبة الكبيرة المصوّرة في رواية ميخائيل الاولى «متساوون؛ ومتساوون اكثره ان
تدفع الكاتب الى ان يجري حساباً عسيراً مع كل عالمه. وإقد قام الكاتب باسقاط الكثير من المشاكل
على العالم العربي, وحاول ان يكبّر السيئات, مع اننا لاحظناء في احيان» مدى كبر حنينه للعالم الذي
ولد ونش وترعرع فيه. وعلى الرغم من كل ذلك اجرى الكاتب حساباً آخر مع الحركة الشيوعية هناء
كما سنرى في رواية «إجارة»؛ وتمّط العربي فيها وفي رواية «بوق في الوادي».
الواقع في الداخل
في مجال البحث في عالم ميخائيل؛ نجد ان رواية «إجارة» هي اهم عمل له. ففي هذا العملء نجد
ان اغلب الشخصيات مصابة بانفصام في الشخصية؛ وتقول غير ما تفكر, وتؤمن» بهء باستثناء
المتقاعد طوييا.
فما نلاحظه في هذه الرواية ان الادب العبريء في مجمله, يأتي كاستجابة لمجريات الواقع,
وخاصة الحرب. فخوفاً على الشاعر العربي الشيوعي فتحي من مطاردات الشرطة تجيره شولا في بيتها
في زمن «حرب الغفران». طوال هذه الفترة» يسوق لذنا الكاتب مناقشات لافكار, ويقدّم الينا شخصيات
عديدة: مردوخ زوج شولا الذي يحارب في سيناء: واميل: وعماليا؛ وفؤاد زوج شوشانا. كل هذا يدور
على ارضية ازمة الحرب. وفي النهاية, يخلص الكاتب الى ان الايديولوجيات اليسارية لا تنتصء بل
القوميات هي التي تنتصر في النهاية» ويفترق الجميع بعد خيبة كبيرة. ونرى ان التمرّق الغالب في
الشخصيات ما هو الآ نتيجة لاحساس الشخصيات القومي ونسيانها ما تؤمن به. ولأهمية هذه
الرواية؛ رأينا ان نقوم بتقديم كل من الشخصيات الرئيسة على حدة. والملاحظة الرئيسة التي
19414 ‏شُؤُون فلعطيزية العدد 157 تموز ( يوليى)‎ 4١
تاريخ
يوليو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)