شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 82)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 82)
- المحتوى
-
ب الكاتب اليهودي سامي ميخائيل...
نخرج بهاء بعد قراءتنا الرواية» هى ان ميخائيل: استكمالا لما بدأه في «حفنة من , ضباب»» يستكمل
عملية تصفية حساباته مع الحركة الشيوعية في اسرائيل؛ ليقدّم الينا عالماً مهزوزاً في روايته الاخيرة
«بوق في الوادي».
فتحي ؛ ؛ الانقسام على الذات: فتحي هو عربي مشهور كشاعرء ويشارك زملاءه اليهود العمل
في الحزب الشيوعي الاسرائيلي.
يقيم فتحي في قرية يرى اهلها به انه انسان فقد عرويته؛ ويرى به اليهود انه عربي متطرف.
ولقد خطب فتحي اخت وصفيء مع أنه ما زال يقيم علاقة مع «دفنه» اليهوبية التي تزوره في بيت
ا يٍ 3 ي
احاسيس فتحي القومية لا تتماشى مع شيوعيته (أمميته), بل تزداد حين يعلم بأن الجيوش
العربية انتصرت على الجيش الاسرائيلي في بعض المواقع. واحلامه القومية تطغى:ء في احيان؛ على
الايديولوجيا الشيوعية التي يؤمن بها. لذاء فهى يحمل نقيض ما يؤمن به. ويحلم باسترداد البلاد
التي اغتصبت على ايدي اليهود. وتنتاب فتحي مشاعر متضاربة بشأن صديقيه: شولا ومردوخ:.
اللذين اجاراه في محنته. ويرى انه سيساعدهما حين يسترد الوطن المسلوب وسيحميهماء فهو يلجا
في دارهما. ويظل فتحي اسير البيت واسير اقكارهء دون أن يقوج بأي فعل. ويدرك. في النهاية» ان شولا
ليست ألا يهودية» وهو ليس الاعربياً.
تثير شخصية فتحي اسئلة كثيرة. لكننا ندرك: من خلال قراءة الرواية؛ انها شخصية واقعية
(وليست مجرّد بوق» ا رمزء لتفريغ آراء الكاتب بواسطتها): وفيها تناقضات جمّة. لكن كل هذا لم
يمنع ان تكون شخصية نمطية ومقولبة من الطراز الاول» وحتى مشوهة في احيان كثيرة.
اذا اردنا ان نعدّد سلبيات الشاعر الشيوعي فتحيء فسنجد الكثير. فالشاعر فتحي يحمل نظرة
تعال على ابناء شعبه في المناطق المحتلة (ص 55). ويرى الشاعر بدم احد الشهداء الفلسطينيين
وبسخاً: «لم اقصد ذلك يا ابتسام. الدم مثل أي وسخ آخر, يكفي غسله مرة واحدة» (ص .)١١8
واللقاء الذي يجرى بين عبلة ومجيد والشاعر في المناطق المحتلة ما هى الا تأكيد على نذالة الشاعر
وانتهازيته وساديته. ولا يقتصر الامر على ذلك بل ان الشاعر يغضب ويشعر بأنه مهان (هو المسلم)
امام فؤاد ا مسيحي! والفتاة البتول التي يحلم الشاعر بالزواج بها وخطيبته الساذجة هيام (ص 57
ونقاش شوشانا مع شولا في ان الشاعر سيؤكد لاصحابه انه نام في بيت شولا وقت الحربء واثباتاً
على رجولته وفحولته سيؤكد لهم انه ضاجعها (ص ١57 -117). والشاعر تقوده غرائزيته وحيوانيته
الى استغلال كونه شاعراً لاقامة علاقات مع فتيات وابتزازهنّ جنسياً. أهذا هو العربي والشاعر كما
يراه ميخائيل؟!
ولا يترك الكاتب الأمر دون ان يوؤّكد حقيقة انقسام الذات الذي يحمله الشاعر في نقسه: مع انه
يستجير في بيت يهودي ورقيق حزبء يحلم الشاعر بالقضاء على اسرائيل. فقبل نشوب الحرب بيوم
قال الشاعر لوصفي:
«- هذا لن يستمر زمناً طويلاً .
«-ستترك الحزب ؟
«-لاء دولتهم ستمحى» (ص 747).
العدد 153. تموز ( يوليى) 1145 شْيُونُ فلسطفية 43 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)