شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 83)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 83)
المحتوى
رياض بيدس سلا
وبلوبيا المتقاعد الذي يعرف أن شولا تجير الشاعر العربي في بيتها يثور ويقول لها: «انها تخبىء
عدوأ في بيتهاء (ص 754). ومع ان الشاعر فتحي هو صديق ورفيق مردوخء فانه يحاول الايقاع
بشولا والنوم معهاء ضارباً بالقيم والاخلاق عرض الحائط. ومن ناحية اخرىء يقوم بممارسة الجنس
مع «دقته», التي جاءت لزيارته في بيت مردوخ.
يصعب القيام بحصر تناقضات الشاعر هنا. لكن مما يؤكد نمطية هذه الشخصية هو ان الكاتب
مسخ هذه الشخصية وجعلها اقرب الى الحالة المرضية (النرجسية: الانتهازية, السادية: الخيانة,
التفاهة احياناً. وعقد النقصء الخ). ولم يترك الكاتب للقارىء اي فرصة للاقتناع بكل رذائل هذه
الشخصية, بل حشاها بمختلف الصفات والخصائص السلبية.
ان دراسة شخصية الشاعر فتحي تستدعي فصل الحقيقي عن الزائف منها؛ وهذا هوما اوقع
الكاتب في قولبة هذه الشخصية الى اقصى الحدودب. لقد اراد الكاتب عبر هذه الشخصية المثقفة, أن
يؤكد لنا ان لا امكانية للقّاء مع العربي؛ حتى ولوكان ابن البلاد ويشتغل مع اليهودي في المكان ذاته,
ويزامله حزبياً وفكرياً . فما يبقى من هذا الشاعر الشيوعي ليس الا قوميته المتطرفة التي تقضي علي
شيوعيته؛ وتدفعه الى التفكير بمختلف الافكار النمطية المختلفة التي قام الكاتب بالصاقها به؛ محاودٌ
إظهاره بمظهر الانسان النرجميء والمريضء والمنقصم شخصياً؛ والذي لا يفكر الا بعروبته؛ ناسياً كل
من ساعدوه وهدّوا له يد العون.
شولا؛ التمزق والحقيقة: قامت امم شولا بدفع ابنتها الى الزواج من الشيوعي مردوخ» مع ان
الابنة كانت تحب رامي الصهيوني . وحين علمت شولا بأن رامي قتل في الحرب ذهبت الى تعزية اهله.
تلعب شولا دوراً هاماً في الرواية. قهي صاحبة البيت الذي يختبىء الشاعر فيه. وهي تعاني من
خيبة كبيرة من كل ما يدور حولها. وتنتظر مكالمة هاتقية من زوجها مردوخ الذي يعتنق مبادىء شيوعية
ويذهب للمحارية في سيناء ليؤكد ولاءه لاسرائيل التي قدم إليها من العالم العربي. وتدرك شولا حقيقة
زيف الافكار التي يحملها الحزبيون؛ لذاء تعمل على الحفاظ على عالمها الخاص في خضمٌ هذه المعمعة
التي تدور حولهاء وترىء بالتالي» زيف افكار امها التي تحاول اظهار ايمانها بأفكار الحزبء وتفعل ما
يناقض ذلك.
حين تعلن شولا رفضها وتخلّيها عن معتقدات الحزبء تبدأ بالتحرر. وترىء في النهاية؛ ان ما من
امكانية للتعايش في هذا الوضعء ومن الصعب اكثر تحمّل زيف الافكار. فنرى ان شولا ومردوخ
يعانيان من ازمة الولاء للدولة الصهيونية والتناقض الحياتي الذي يخلقه الفكر الذي يحملانه؛ لذاء
تلجأ شولا الى التحرّر من هذا الوهم وعيش الحياة الحقيقية كما هي؛ دون اية رتوش. ويؤكد الزنوج
الشيوعي مردوخ عدم إيمانه بالافكار التي يحملها بمشاركته في الحرب وتحمسه لها.
فؤاد وشوشانا: فؤاد هى عربي مسيحي تزوج من شوشانا اليهودية . يعاني فؤاد من عقدة
نقص على طول الرواية,. ولا يجد راحة الا في التهجم على الآخرين:؛ والشتائم. والعصبية الزائدة.
وشخصيته نمطية تخضع, احياناًء في تصرفاتهاء لغمزات ولزات قلم الكاتب نفسه. وفؤاد لا يحسب
على الطرف العربي كعربي» وعلى اليهود يحسب كمتطرف . واولاده يعانون بسبب تبني كل منهم هوية
خاصة به . وشوشانا تعاني من ارتباطها بفؤاد . فهي اكتشفت حقيقته بعد ان تزوجته ‎٠‏ يشي تعمل
مساعدة لشولا على تربية «عيدى». ولا ترتاح شوشاناء ؛ الا بعد ان تجري مكلمة مع اخيها بعد
كم لثؤون فلسطرزية العدد 157 تموز ( يولي ) 1545
تاريخ
يوليو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)