شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 85)
- المحتوى
-
رياض بيدس
بهذا وضع ميخائيل شخصية وصفي في وضع يصعب تصديقه: اشتهاء المحارم ومحاولة اقامة
علاقة جنسية مع ابنة اخيه القاصر.
لقد اراد ميخائيل ان يقدم, اليناء في هذه الرواية» وجبة دسمة عن إفلاس الايديولوجيات
اليسارية, محاولًا ان يؤكد ان السبيل امام مردوخ وشولا هوفعل عكس ما يؤمنان به تماماً. ويجدان
راحتهما بعد ان يلبس مردوخ ثياب الجندية وتترك شولا الحزب نهائياً. هنا التحرّر يبدأ. وكذلك يصل
الشاعر فتحي الى النتيجة عينهاء حين حاول تقبيل شولا في النهاية: «كان مجرد عربي» وكانت هي
مجرب يهودية» (ص 777). هذا الحاجز الذي قام بين فتحي وشولا ما هى الا تأكيد لاستكشاف
الشخصيات لذواتها: كل واحد من هاته الشخصيات تنزع الى الحل القومي, ولم يبق من شيوعية
هذه الشخصيات سوى الكلمات الرنانة التي يتبادلونها فيما بينهم.
لقد اثبت الكاتب ان لا لقاء يتمّ عبر الايديولوجيا اليسارية (الحزب الشيوعي). فمع كل
الشعارات الوحدوية والاخوية» والاهمية التي يرفعها الحزب للمساواة بين القوميات» فانه لا لقاء
حقيقياً بين هذه الاطراف. والانكى من ذلك هو ان لا لقاء ايضاًء على المستوى الشخصي: فعلاقة دفنه
مع الشاعر فتحي تنتهي بحكم مواقف الشاعر المقرفة؛ أن انه يبحث عن فتاة بتول. وعلاقة شوشانا
بفؤاد تذوي في ضوء الواقع القاسي وشعور فؤّاد الزائد بالنتقصء واميل يتحول الى لعبة في ايدي عماليا
المسيطرة.
لقد اكد الكاتب ميخائيل (عبر تنميط الشاعر, وقولبته؛ وتشويه الشخصيات العربية الاخرى)
عدم امكان اللقاء. وثمة اعتراف يجدر تسجيله لصالح الكاتبء وهى انه استطاع أن يقدّم الينا
شخصيات عربية تنبض من الواقعء لكنه لم يدّخر جهداً في ان يقذف عليها مواقفه وآراءه وشططه؛
لذاء بدت الشخصيات العربية» وخاصة شخصية الشاعر. شخصيات مقولبة ونمطية جاءت لتخدم
فكرة الكاتب الاساسية: خيبة في العالم العربي (لالقاء بين الشيوعيين العرب واليهود في العراق) وعدم
امكان اللقاء بين افراد الحزب الواحد في حيفا.
والنهاية هي ان كاد من هاته الشخصيات تبحث عن ملجأ قومي تلوذ به في ضوء الصراع القائم.
بناءً على ذلك» نرى ان محاولة ميخائيل: منذ البداية» هدفت الى النفاذ الى دواخل ابطاله؛ في محاولة
منه لتأكيد عدم امكان اللقاء تحت المظلات اليسارية» والشيوعية خصوصاً. وممًا ذّى شعور الكاتب
بهذا الامر هو خيبته منذ فترة قدومه الى البلاد» كما جاء ف روايته «متساوون: ومتساوون اكش..
هذه الازدواجية التي يحملها الكاتب في داخله ما زالت تعود وتتردد في سائر اعماله: ثمة عربي
ويهودي دائماً؛ ثمة خير وشر؛ ثمة انقسام بين عالمين (عربي ويهودي). نعترف بأن هذه الثنائية قد
تفيد الكاتب؛ لكننا نرى: من جهة اخرىء أنها قصّرت من فهمه لحقيقة الصراع الدائر. ومهما كانت
هذه الثنائية قائمة وموجودة على سبيل الافتراضء فانه ليست هناك ثنائيات مطلقة؛ كالخير والشر وها
اليهما. ثمة خير وشى في الشاعر. لكننا نرى ان الشاعر ينزع الى الشر دائماً (وهذا قد يكون مبعته
التقسيم الداخلي النابع من ذات الكاتب في الاساس). ول ان الكاتب استطاع ان يتخلّص من
الاسقاطات والانتهازية لاستطاع ان يقدّم الينا اعمال انزه واجدر ممًا قدّم. لكن هذه الازدواجية؛ من
ناحية؛ واستماتة الكاتب لتأكيد مقولة «يؤمنون بشيء ويفعلون شيئاً آخر», دفعته, في النهاية؛ الى
تشويه حقيقة الواقع والاسقاط عليه. ومع كل ذلك؛ لم يستطع الكاتب ان يصقي حساباته مع كل
اليسانر والواقع؛ فلقد نسيء اى تناسىء ان الصمراع هى الذي يشوّه الواقع» وراح يصفي حساباته
4 نشؤون فلسطنية العدد 151: تموز ( يوليى) 194 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)