شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 37)
- المحتوى
-
ين توفيق ابراهيم حت
يجب ان يكون واضحاً للجميع؛ ان حل المشكلة لا يمكن انجازه بواسطة القوة العسكرية فقط؛ بل عبر
السبيل السياسي»("). ويذلك تكون المهمة الأولى لأي حكومة اسرائيلية, بعد الانتخابات, هي العمل
على إخماد الانتفاضة الفلسطينية بكافة السيل والأساليب.
وخلاصة القولء انهء على الرغم من ان المشكلة الفلسطينية؛ بأبعادها المختلفة, هي التي طفت
على جو الحملة الانتخابية: إِلّا ان كلا من العمل والليكود ظل غير قادر على» وغير راغب في تقديم رؤية
تخرج الناخب الاسرائيلي من حالة البلبلة والاضطراب التي تعمّقت بفعل الانتفاضة الفلسطينية.
لذلك؛ جاءت نتيجة الانتخابات لتترجم انقسام الرأي العام الاسرائيلي بخصوص مستقبل الأراضي
المحتلة وعملية السلام. ففي الوقت الذي يرغب بعض الاسرائيليين في التخلص من عبء الاراضي
المحتلة, وذلك بالانسحاب من بعضهاء فإن هناك قطاعات أخرى تخشى قيام دولة فلسطينية تشكل
خطراً على اسرائيل . وهكذاء ظلت الاسئلة الرئيسة المتعلقة بالمشكلة الفلسطينية دون حسم.
رابعاً: حدود الاستمرار والتغيّر في سياسات الليكود والعمل
من خلال تتبّع برامج وسياسات كل من العمل والليكودء منذ انتخابات العام 211375 يلاحظ ان
هناك استمرارية لعدد من المبادىء والمواقف الأساسية لكل منهما. فالليكود استمر في التمسك برفض
حق تقرير المصير للشعب الفلسطينيء ومن ثم رفض فكرة الدولة الفلسطينية وتمسّك بحل مشكلة من
اسماهم «عرب اسرائيل» (الفلسطينيين) في اطار ترتيبات الادارة الذاتية كما جاءت في اتفاقيتي
ديفيدء ورفض فكرة الموّتمر الدوليء الخ. ويعد برنامج الليكود السياسي والفكري استمرارية لبرنامج
حزب حيروت؛ النواة الأساسية لهذا التكتل» والذي تمحور في المطالبة بفلسطين كلها كما كانت خلال
الانتداب» ورفض الاعتراف بحدود ١445 حدوداً نهائية لاسرائيل. ويعد العام 11717 ركز البرنامج
على أهمية تشجيع الاستيطان في جميع المناطق("").
ولم يشهد برنامج الليكود الانتخابي سوى بعض التغيّرات الطفيفة, والشكلية, التي لا تمس
جوهر المبادىء الأساسية؛ كما انه عادة ما يحيط هذه التغيرات البسيطة بترسانة من القيود
والضوابط تفرغها من أي مضمون حقيقي. فعلى سبيل المثالء لم يتضمن برنامجه الانتخابي
للكنيست الثاني عشر النص التقليدي القائل «بحق اسرائيل في السيادة على يهوبا والسامرة [الضفة
الفلسطينية] وقطاع غزة». ويصبح هذا التغير لا معنى له في ضوء السياسة الثابتة لليكوب» والتي تقوم
على رفض أي تقسيم, اقليمي ل «أرض - اسرائيل»» ومن ثم رفض قيام الدولة الفلسطينية بأي شكل
من الاشكال("). كما ان ما تضمّنه البرنامج من امكان التفاوض مع ممثلين لسكان الاراضي المحتلة
عديم القيمة» في ضوء الشروط و المواصفات الصارمة التي اشترطها الليكود في هؤلاء الممثلين.
وحتى إذا ما عيّر بعض قادة الليكود عن مواقف مخالفة للخط العام للحزبء فإنها تظل مواقف
فردية, محدودة التأثير وقد تأتي في اطار خطة مرسومة لتوزيع الأدواره بحيث يستقطب الحزب
مختلف اتجاهات الرأي العام.
ويعكس حزب العملء في برامجه الانتخابية, درجة من الاستمرارية ازاء المشكلة الفلسطينية
وعملية السلام عموماً. فهو يركز على أفكار الحل الوسط الاقليميء والتنازل عن بعض الأرض مقابل
السلام في اطار مفاوضات مباشرة مع الاردن ومصر. مع ضمان ترتيبات أمنية في الأراضي التي سيتم
التخلي عنها. وتمثّل سياسة حزب العمل إزاء المشكلة الفلسطينية مزيجاً من الآفكار التي
انا وُون فلسطنية العدد 1517, آب ( اغسطس ) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10637 (4 views)