شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 38)
- المحتوى
-
لب المشكلة الفلسطينية في انتخابات الكنيست الثاني عشى
تضمُنها «مشروع الون» وما عرف باسم «الخيار الاردني» مع بعض التعديلات. فقد اقترح الون ان
تكون حدود اسرائيل الشرقية نهر الاردن وخطاً يقطع البحر الميت في منتصفه بكل طوله. ولتحقيق
«وحدة أراضي البلاد وتأمينها» يجب ان تضم اليها مناطق عدة من الضفة الفلسطينية وكل قطاع
غزة: والعمل على استيطان تلك المناطق مع تجنّب ضمٌ المناطق التي ت تحتوي أعداداً كبيرة من السكان
العرب» واقامة حكم ذاتي مرتبط باسرائيل في الاراضي التي سوف تظل خارج السيادة الاسرائيلية,
والسعي الى التعاون الاقليمي لتوطين لاجئي قطاع غزة في الضفة الفلسطينية"").
ولقد طرأ تغيّر على سياسة الحزبء على المستوى الاجرائي» منذ نهاية العام 1147., تمثل قِ
القبول بفكرة المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط. وكما سبق القول» فين العمل يقدم تصوراً
للمؤتمر الدولي يفرغه من أي مضمون حقيقي. فهو مؤتمر بلا صلاحيات تكفل له اتخاذ قرارات؛ ولا
يتعدى كونه مظلة دولية احتفالية للمفاوضات المباشرة(7").
وحدث تغيّر آخر في برنامج الحزب, خلال الحملة الانتخابية؛ تمثل في طرح امكان التفاوض مع
ممثلين للفلسطينيين؛ وفقاً لعدد من الشروط؛ على نحو ما سبق ذكره. وفي اطار هذه الشروط, يصبح
هذا التطور محدود الأهمية؛ ويدخل في باب المناورات الانتخابية, وليس في باب التغير الحقيقي في
الرؤية والموقف السياسي. ١
وهكذا يتضح ان هناك استمراراً في الخط السياسي لكل من العمل والليكود ازاء المشكلة
الفلسطينية؛ وانّ كانت درجة الاستمرارية» بالنسبة الى الليكود تفوق مثيلتهاء بالنسبة الى حزب
العمل (حيث شهد برنامج هذا الاخير بعض التغيرات: من حيث الشكل والمضمون) .
لكن» في جميع الحالات؛ ظل التغيّر في التوجه والسياسة ازاء المشكلة الفلسطينية محدوداً
وتدريجياًء ولم يمس المبادىء والخطوط الأساسية لأي منهما. ويؤكد هذا ان استجابتهما للتغيرات
الموضوعية في البيئة المحلية؛ والاقليمية: محدودة جداًء بحيث لا تنعكس بشكل واضح على برامج
وسياسات كل منهما. فعلى الرغم من عمق الآثار والتداعيات التي أفرزتها الانتفاضة على المستوى
الاسرائيلي» والفلسطيني؛ والعربي, والدوليء وعلى الرغم من الارباك الذي نجم عنهاء على مستوى
العمل والليكود. فإن أي منهما لم يحدث تغييرات ذات شأن في خطه السيامي, وان نّْ كانا صمّدا أهمية
وضرورة إخماد الانتفاضة بشتى الوسائل والأساليب.
ثمة أسباب عدة تفسّر هذه الاستمرارية» منها وضوح وثبات الأهداف بالنسبة الى الليكود
والعمل؛ وممارسة كل منهما لقدر من المرونة التكتيكية في اطار التلاعب بمتغيرات الموقف المحلي»
والدوليء لخلق التأييد والمساندة؛ كما ان عنصر القيادة في كل منهما يساهم في هذه الاستمرارية
فتاريخياً. اتسمت قيادتا التكتلين الكبيرين» في الأغلب, بدرجة من الثياتء والتمسشك بالأهداف»
والقدرة على المناورة. كما ان هناك ظاهرة استمرارية الادراك القيادي. فشامير وشارون ٠ على سبيل
المثال هماء استمرار لخط مناحيم بيغن» بدرجات متفاوتة. ومن عوامل الاستمرارية» أيضاً القبول
ببعض الاختلافات الفرعية, التي ريما لا تتفق مع الخط الأساسي للحزبء طالما بقيت فردية ومحدودة.
وإذا وصلت هذه الاختلافات إلى درجة كبيرة, فانه قد يحدث انشقاق عن الحزب الكبيرء ويبقى الأخير
مستمراً على مبادئه وسياساته الأصلية. وهي ظاهرة عرفها كل من العمل والليكود. كما ان وجود
امتدادات تاريخية للعمل والليكود» يعود بعضها إلى مرحلة ما قبل قيام اسرائيل» يكرس تقاليد
للاستمرارية!'"). وبالاضافة إلى ما سبق, فان طبيعة الكيان الصهيوني؛ من حيث كونه
العدد 1517, آب ( اغسطس ) 1184 لشُوُون فلسطيزية ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10637 (4 views)