شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 49)
- المحتوى
-
عمر سعادة
اللاجئين» أ كلاهما » فلننتظر بضع سنوات»7؟). وكان تأجيل السلام هو السبيل الى تغيير الحقائق
على الأرض؛ ومن ثم فرض سياسة الأمر الواقع على العرب. وانطلاقاً من الاعتقاد بأن الزمن يعمل
لصالح اسرائيل» قال بن - غوريون لمراسل «التايمن» اللندنية» في كانون الأول ( ديسمبر) 1145:
«مع أنني مستعد للنهوض في منتصف الليل لتوقيع [معاهدة] السلام, الا انني لست مستعجلل؛ وانا
مستعد للانتظار عشر سنوات» فليس هناك ما يضغط علينا» ).يل ان بعض أركان السلطة في اسرائيل
كان ينظر الى امكانية عقد سلام دائم مع العربء باعتبارها كارثة. ففي اعقاب فشل مؤتمر الصلح في
لوزان» أرسل موشي شاريت برسالة الى ابا ايبن» جاء فيها: «ان أية تسوية سيئة تحمل في أساسها
اتفاقاً للسلام الدائم من شأنها ان تجعلنا نندم الى أجيال»().
وفي أعقاب حرب حزيران ( يونيىو) +١11717 عرض العرب على اسرائيل ما كانوا يرفضونه قبل
الحرب: الاعتراف بحدوب 1559 والسلامء مقابل انسحاب اسرائيل من الأرض التي احتلت في الحرب
الأخيرة. ومرة أخرى رفضت اسرائيل العرض العربيء وماطلت في الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي
الرقم 47؟, وأحبطت مبادرة وزير الخارجية الأميركية» وليام روجرز. وقد عبّرت غولده مير عن موقف
اسرائيل الجديد» بعد عام من الحربء بالقول: «علينا ان نعود أنفسنا على البقاء في المناطق (المحتلة)
لسنوات عديدة؛ فالحدود هي افضلء الآن» مما كانت عليه في الماضيء عندما كانت تحرسها الأمم
المتحدة»("). وكان وزير الدفاع الاسرائيلي» آنذاك» موشي دايان» اكثر وضوحاً عندما قال؛ في أيلول
( سبتمبر) 1574: «سنمتلك نحن الأرض في كل مكان» ونوطن فيها اليهود ؛ وذلك باستخلاص الأرض
من سكانها الحاليين» بالضرورة» ولن يوافق العرب على أفعالناء فاذا كنا نريد الاستمرار في عملنا
لتكوين أرض - اسرائيل ضد د ارادتهم, فلا مخرج الا بقتالهم. ويبقى مصيرنا مرتبطاً بالبقاء في حالة
حرب مستمرة مع العرب»(")
وقد عبّر اليعزر ليفنه» أحد زعماء حيروت السابقين وأبرز زعماء «حركة أرض - اسرائيل المتكاملة»
عن جوهر الموقف الاسرائيلي التاريخي من موضوعة السلام مع العربء عندما قالء في العام 1174:
«ليس هدفنا الحقيقي في أرض - اسرائيل ابرام معاهدات سلام مع أية حكومة عربية» بل عودة
صهيون » وجمع الجاليات. واستيطان شعب اسرائيل في ارض - اسرائيل. .. فلوكانت معاهدات السلام
هي هدفنا الأسمىء لكنا تصرفنا بصورة مختلفة خلال تاريخ الدولة (والصهيونية)... ولو كنا وافقنا
في العام على العودبة الى حدود التقسيم التي حدّدت بقرار الأمم المتحدة: العام
1 والحدود التي سبقت النزاع الأخير ف فمن المؤكد انه كان في استطاعتنا التوقيع على معاهدات
سلام مع الدول العربية المجاورة» أى مع معظمها... لم يكن هناك يهودي يريد مثل هذا السلام؛ بل
يريد ما هو أكبر من ذلك: اعادة شعب اسرائيل الى أرض - اسرائيل» واعادة أرض - اسرائيل الى شعب
اسرائيل... والحقيقية ان العرب مهتمون بالتفاوض معنا أضعاف اهتمامنا نحن, ولكننا نستطيع ان
نعيش ونتقدم 18 عاماً أخرى, كما عشنا وتقدمنا منذ العام ١1559 وحتى العام 15517...»[).
وحتى حرب تشرين الأول ( اكتوبر ) 19177.ء لم يتغير جوهر الموقف الاسرائيلي من السلام؛ ما
دام بالامكان العيش بدون سلام, فلا حاجة الى السلام؛ وخاصة اذا كان تحقيقه يتطلب دفع الثمن.
ففي أواخر العام 0, وعندما كان اسحق رابين رئيساً للحكومة الاسرائيلية» قال محدداً موقف
اسرائيل من مشاريع السلام المطروحة آنذاك: : «ان اسرائيل قادرة على العيش بدون سلام ثلاثين سنة
أخرى؛ وهي ليست متشوقة الى ذلك»(”
ومنذ وصول تكتل الليكوب الى السلطة؛ في أيار ( مايو) /19371: أصبح الموقف الاسرائيلي
1 سرون فلسطفية العدد 1517, آب ( اأغسطس ) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)