شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 51)
- المحتوى
-
مكوّنات الثقافة السياسية الاسرائيلية
ان الوصول الى حقيقة الرفض الاسرائيلي التاريخي لفرص السلام يشكل مدخلا ضرورياً لمحاولة
الاجابة عن سوال أكثر أهمية؛ هو: لماذا رفضت اسرائيلء ولا تزال ترفضء كل فرص التسوية السلمية
التي طرحت دولياً. وعربياًء وفلسطينياً. على امتداد تاريخ الصراع ؟
ان البحث التقليدي في أسباب الموقف الاسرائيلي من السلام؛ لدى الطرف العربي» بات نوعاً من
السفسطة السياسية الدعاوية» التي لم تعد تجد لها تفسيراً» أو تبريراً في الواقع السياسي الراهن»
حيث يتبثّى العرب: بصورة رسمية؛ وعبر مقررات القمم العربية. مشروع تسوية يستند الى الشرعية
الدولية» ويحظى بالقبول لدى الغالبية العظمى من دول العالم» بينما اصبحت السلبية الاسرائيلية,
ازاء موضوعة السلام, أكثر انكشافاً وفجاجة لدى الرأي العام الشعبيء؛ والرسميء في العالم» بما في
ذلك القطاع الأووسع من يهود اوروبا وأميركا.
ويصبح الخيار الوحيد للباحث عن محددات الموقف الاسرائيلي من موضوعة السلام: هى الاتجاه
الى داخل التجربة الاسرائيلية» وليس الى خارجهاء للوقوف على آلية شبكة العلاقات والروابط الداخلية,
وعلاقاتها الجدلية بالخارجء والتأثير المتبادل بين الداخل والخارج في بلورة جملة المفاهيم والقيم التي
تشكل الثقافة السياسية السائدة في اسرائيل» باعتبار ان هذه الثقافة هي أساس الموقف الشعبي»
والرسميء من السلام.
وذهبت الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية الى تعريف الثقافة السياسية بأنها «مجموعة
الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر التي تنظم العملية السياسية؛ وتعطي لها معنى معيّناً. والتي تحدد
الفروض والقواعد الأساسية, التي تحكم السلوك في النظام السياسي. أي انها تتضمن مجموعة من
القيم تعبر عن المثاليات السياسية: فضلاً عن مجموعة أخرى من القيم تتعلق بالنظرة الى القواعد
الاجرائية في الدولة. ويلاحظ ان الثقافة السياسية, هي نتاج التاريخ الجماعي لنظام سياسي معين»
جنباً الى جنب مع التاريخ الفرديء أو السيّر الذاتية لأعضاء هذا النظام. ويالتاليء فان جذورها راسخة
في كل الوقائّع العامة والخبرات الخاصة077,
وبالنظر الى التاريخ الجماعي للنظام السياسي الاسرائيلي» يجد المرء ان هذا التاريخ تمّت صياغته
وفق متطلبات الصراع الخارجي مع المحيط العربي. وقد عبّر بن - غوريون» جزئياً. عن هذه الحقيقة
بالقول: «كان على اسرائيل؛ منذ البداية» ان تنظم جهازها المدني وفقاً لمتطلبات جهازها العسكري...
فوزارة الخارجية, مثلاً, لها وظيفة رئيسة تتلخص في تبرير أعمال وزارة الدفاع الاسرائيلية»(0).
لقد كان العداء مع المحيط أحد المكوّنات الأساسية للبنية الاجتماعية الاقتصادية في اسرائيل.
وشان العديد من التجارب الاستيطانية التي نشأتء وتطورت» وسط بنية اجتماعية ثقافية مختلفة,
فان اسرائيل فرضت على الفلسطينيين والمحيط العربي حالة من العداء الممستحكمء تركتء في الوقت
- عينهء تأثيراً واضحاً في ديناميات الحياة السياسية الداخلية في اسرائيل؛ وفي طبيعة التحرك السياسي
الخارجي.
وفي تقاليد السياسة الخارجية» والعلاقات الدولية المعاصرة, تمثّل السياسة الخارجية (بما فيها
علاقات السلم؛ أو الحرب) امتداداً للسياسة الداخلية؛ وخاصة عندما ترتبط بمفهوم الأمن القومي»
في أبعاده الاقليمية. فالمجتمعات المعاصرة لم تعد تستطيع ان تتصور السياسة الخارجية
كن لشوُون فلسطيزية العدد /1517: آب ( اغسطس ) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)