شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 62)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 62)
- المحتوى
-
ل مفهوم السلام في الثقافة السياسية الاسرائيلية
على حساب أمن جاراتها. وعلى سبيل المثال» فان التمسك باستمرار احتلال اسرائيل لهضبة الجولان
السورية يستند الى ذريعة ان ذلك ضروري لأمن اسرائيل؛ مع انه يشكل انتهاكاً واضحاً لأمن سوريا.
فالهضبة أقرب الى دمشق منها الى تل - أبيب.
0 لا تنظر اسرائيل الى السلام باعتباره ضماناً للأمن» بل ان ضمانها الوحيد هوقوتها العسكرية
المتفوقة, والتي تشكل المناطق المحتلة العام ١5717 جزءاً رئيساً منها .ولهذاء فهي ترفضء على العموم,
مقايضة هذه المناطق بالسلام مع محيطهاء وتفضل استمرار الوضع الراهن على السلام. . وقد تعرض
الرئيس الأسبق للمخابرات ت الاسرائيلية» يهوشفاط هركابي, ل شخي تمايض مغووه امن الادمائيل
مع السلامء؛ عندما قال: «ان اسرائيل: نظراً الى طبيعة وضعهاء تفضل الوجود في خطر على ان تقد
تنازلات تعرضها لخطر القضاء على وجودها»(" 0 ٠ وكان وزير الدفاع الاسرائيلي الحالي؛ أسحق رابيد
أكثر وضوحاً في التعبير عن هذا الموقفء عندما قالء في أواخر العام الماضيء في أثناء جولة انتخابية:
«اننا لن نعود الى حدود ,١1571 حتى لولم نحقق السلام»57؟).
© اذا كان الأمن, بمعناه العام؛ يتطلب سلوكاً دفاعياً في أهدافه النهائية, بمعنى حماية الذات»:
فان السلوك الأمني الاسرائيلي هو سلوك هجومي عدواني» ينهض على تحطيم مرتكزات أمن الدول
العربية المجاورة» ومنعها من تحقيق سيادتها الفعلية. حتى على أراضيها التي تقع خارج الاحتلال.
فاسرائيل تعتبر ان امتلاك أي دولة عربية قريبة مستوى من القوة الكافية للدفاع عن نفسيها هوذريدة
مناسبة لشن الحرب عليها. والحربء في المنظور الاسرائيلي» «يجب ان لا تنحصر أهدافها في الحاق
الهزيمة بالعدو؛ بل يجب ان تشملء أيضاً تدمير القاعدة العسكرية والاقتصادية للعرب تدميراً كلياً؛
كما يجب تقويض القوة البشرية المقاتلة بشكل مستمرء ومنهجي ...(؟).
واذا كان التوتر النفسي يخلق تماسكاً سلبياً بين أفراد القاعدة الجماهيرية في اسرائيل ازاء الخطر
الخارجي» فان مفهوم الأمن يحدّق هدفين في منتهى الأهمية بالنسبة الى التجربة الاسرائيلية. فهو
من جهة:؛ يوخد القوى السياسية الرئيسة في اسرائيل » خاصة عندما ترتفع وتيرة التوتر الأمني
الحقيقي عند الاعداد للحربء أو في أثنائهاء أويعد شن حرب ناجحة ؛ تحقيق مكتسبات على الأرض .
فقبل شن حرب حزيران ( يونيى) 211717 دخل معظم الأحزاب الرئيسة في حكومة التكتل الوطني
بزعامة حزب العمل. واستمرت هذه الحكومة؛ بعد الحرب؛: من أجل الحفاظ على المكتسبات التي
تحققت. وفي العام »١1977 اعترف رئيس كتلة جاحال في الكنيستء يوحنان بادرء ب «ان المعارضة
ليست ضرورية في الوقت الحاضر... ينبغي التخلي عن المعارضة؛ وعن ضمانات النظام الديموقراطي»
عندما تتطلب ذلك مقتضيات الأمن»(* “). وهذا الموقف شبيه بموقف شمعون بيس الذي أعلنه عقب
اندلاع حرب العام :.١11/87 عندما قال: «ان الشعبء بكامله؛ يجب ان يكون موحّداً؛ وان الاعتبارات
الأمنية يجب ان تكون موجّهة لنا . ان المعارضة لا تعتقد بأن هذا وقت الخلافات. ومنذ لحظة العملية
العسكرية انتهى النقاش»(13؟) . ومن جهة أخرىء فان الأمن يشكل أهمٌ نقاط التقاطع بين الأهداف
الواعية للنخبة السياسية الاسرائيلية» وبين الاحتياجات النفسية للقطاعات الواسعة من الجمهور
الاسرائيلي» الذي يصعب عليه في معظم الحالات؛ التمييز بين الأمن الحقيقي (الدفاعي)» والأمن
. المموّه (العدواني). فالتعبئة النفسية التي تمارسها القيادة الاسرائيلية على جمهورها هي واحدة»
سواء في الدفاع أم في الهجوم؛ وأساسها هو التهويل بالمخاطر التي تتهدد الاسرائيليين» وبضرورة
الخروج الى الحرب لدرء هذه المخاطر. مما يحقق أعلى مستويات الولاء للقيادة من قبل
العدد /151, آب ( اغ ) 115 ليون فلسطيزية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)