شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 64)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 64)
- المحتوى
-
حل مفهوم السلام في الثقافة السياسية الاسرائيلية
ولا يتمتع بحقوق انسانية. ان الفصل بين المحارب والسكان غير المحاربين ليس عنصراً أساسياً في
هذا المفهوم, ذلك لأنه عنصري في جوهره. وبناء عليه؛ فان الذمّ والاتهام يشملان الشعب بكامله.
والعقاب تغذيه مشاعر الكراهية والانتقام» من دون وازع أو قانون: بما في ذلك التطلع الى عقاب غير
قانوني» ووحشي» وبأقصى الحدوب»(4).
أن اجمالي الصفات التي يلصقها العقل الاسرائيلي بالعدى العربي هي نقيض الصورة التي
يرسمها الاسرائيلي لنفسه, حتى لولم تكن موجودة فعلاٌ . فالعربيء في العقل الاسرائيلي » شرّير بطبعه:ء
ولا يمكن تغيير موقفه من اسرائيل التي يحقد عليها حقداً دينياً وقومياً وثقافياً. والتي ينظر بحسد الى
منجزاتهاء وتطورها. والعربي «غدّار»» لا يمكن الوثوق به. ولا يمكن ان يفي بوعوده, أو تعهد اته. وهى
لا يفهم غير لغة القوة, ولا يمكن التعامل معه الآ من خلال فرض الأمر الواقع عليه؛ فهو لن يسالم
اسرائيلء أو يسلّم بوجودهاء الا مرفماً. ويصورة عامة؛ فالعرب, كما ترتسم صورتهم في العقل
الاسرائيلي» متخلفون؛ والديموقراطية شيء غريب بالنسبة اليهم.
وتبذل مؤسسة الحكم الاسرائيلية» عبر دوائرها واداراتها المتعددة, جهوداً مركزة» ومنظمة,
لترسيخ هذه الصورة للعربي في العقل الاسرائيلي. ويبرء بشكل خاصء دور المؤسسات التربوية,
والتعليمية, والعسكرية, والاعلامية؛ في مجال تزييف الوعي الاسرائيلي تجاه حقيقة الانسان العربي,
حيث ترمي هذه الجهود الى تحقيق جملة أهدافء أهمها:
© تبرير الذات . فالاسرائيلي. » عبر محاكمة عقلية أخلاقية طبيعية؛ سيجد نفسه مجرد مستعمر
غان بنى كل منجزاته وأمجاده على حساب شعب آخر, مسبباً له قدراً هائلاً من المعاناة والالام
المستمرة منذ بداية المشروع الصهيونيء الأمر الذي ينسف الأساس الأخلاقي للمشروع الصهيوني
برمّته. ولكن اذا بنيت هذه المحاكمة على أساس ان الشعب الآخر هو عدو يحمل كل الصفات السلبية
المنقرة, فان الاسرائيلي يخرج من هذه المحاكمة منتصراً باعتباره «صاحب حقء ورسول حضارة»
وفارساً عصرياً في مواجهة الهمجية والشى .
© خلق حاجز نفسي بين اليهودي والعربي يقوم على الكراهية وعدم الثقة » والتحفز الدائّم»
والرفض المتبادل» باعتباره شرطاً لازماً لاستمرار حالة التوتر الداخلي» ومبرراً لمواصلة الصراع ضد
المحيط» حيث يتم م الدمج بين الوظيفة الاستعمارية لاسرائيل» » وبين العداء النفسي للعربء مما يخلق
انسجاماً كبيراً بين وظيفة اسسرائيلء» المتجسدة في وعي نخبتها الحاكمة؛ وبين الميول النفسية غير
الواعية لدى غالبية الجمهور الاسرائيلي. وتقوم اسرائيل بتدعيم هذا الحاجز النفسي على جانبي حدود
فلسطين المحتلة. فالتعبئة الداخلية المستمرة تصنع مثل هذا الحاجز داخل نفسية الاسرائيلي؛ بينما
تعمل السياسات الاسرائيلية العدوانية تجاه الفلسطينيين؛ في الداخل والخارجء وتجاه المحيط
العربي, ».على تعميق الرفض الشعبي العربي للكيان الصهيوني.
© التصدي لبعض التوجهات السلمية الاسرائيلية» المغايرة للمزا ج الشعبي السائدء والمعترضة
على السياسة العامة للنخية الحاكمة: ازاء موضوعة السلام مع الفلسطينيين والمحيط العربي.
فالاصوات الاسرائيلية التي ترتفعء بين فترة وأخرى, للمطالبة بوضع حد للعداء الأزلي تجاه
الفلسطينيين والمحيط العربي, يتم م اسكاتهاء في العادة, باشهار صورة العدو النموذجي في وجههاء
واتهامها بالخيانة الوطنية: انطلاقاً من انها تدعو الى التصالح مع العدى التاريخي» الذي يسعى الى
ابادة الاسرائيليين.
العدد /151, آب ( اغ ) 1185 لشؤون فا 5 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)