شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 69)
- المحتوى
-
عمر سعادة
وما هى أخطر منهاء هو تلك الآراء والهمسات حول ما اذا كنا نملك القوة الكافية لانزال هزيمة أخرى
بالعدى. اذا ما حدثت مجابهة جديدة... لقد وصلت الأمور الى حدّ أن فئات عديدة من شعبنا أصبحت
تحتاج الى حقن متواصل من مقوّي التشجيع المعنوي» حتى لا يصاب ايمانها بقوتنا العسكرية بهبوط
مفاجىء.ء أو بنوبة قاتلة... ويبدو اننا بحاجة الى التأكيد الاسبوعي ان الفارق بين قوتنا وقوة العدوما
زال كما هى لم يتبدل...07(0), 1
وفي أعقاب حرب تشرين الأول ( اكتوبر) 1177. وعلى الرغم من ان تلك الحرب لم تحقق نتائج
حاسمة لصالح العربء الا ان اسرائيل كانت تتخوّف من امكان تجددهاء بما يعنيه ذلك من خسائر
بشرية كبيرة. ولذلك, فقد وافقت اسرائيلء في مطلع العام 5 1117. على اتفاقية فصل القوات مع مصر.
وكان التبرير الذي قدّمته رئيسة الوزراء آنذاكء غولده مائير. في مجلس الوزراءء لقبول اسرائيل
اتفاقية الفصل الأولى» «ان بديل الاتفاق مع مصر هو تجدد الحرب»(4").
أمّا على الجبهة السوريةء فقد تأخر توقيع اتفاقية الفصل حتى أيار ( مايى) ,١915 حيث
ان الرأي العام الاسرائيلي كان يجمعء تقريباً. على عدم الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة.
ولكن» بعد تجدد حرب الاستنزاف على الجبهة السورية» وتزايد الخسائر البشرية الاسرائيلية,
حدث تغيّر درامي في موقف الجمهور الاسرائيلي من قضية الانسحاب من الهضبة. فبعد ان
كانت نسبة الذين يوافقون على تنازلات جزئية في الهضبة لا تزيد على سبعة بالمئة بعد حرب
تشرين الاول ( اكتوبر) مباشرة, ارتفعت هذه النسبة الى ",١غ بالمكة في أيار ( مايى)
24 وكانت هذه النسبة مرشحة الى مزيد من الارتفاع؛ لى لم تسارع القيادة الاسرائيلية
الى توقيع اتفاقية فصل القوات على الجبهة السورية. وقد علّل وزير الخارجية الاسرائيلية ابا
ايبن» يومهاء موافقة اسرائيل على الانسحاب من أجزاء من الهضبة بالقول: «لولا الاتفاق مع
سورياء لكانت اسرائيل معرّضة لتجدد الحرب» وتصاعدهاء(1).
لقد كشفت حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1977 ان معادلة القوة, التي كرّستها اسرائيل
وحافظت عليها طوال ربع قرنء قابلة للتغيّر والاختلال لغير صالحها. ولعل هذا الاستنتاج كان
أكثر خطورة» بالنسبة الى اسرائيل» من نتائج الحرب ذاتها. ولذلك, كان على اسرائيل ان تسارع
الى اعادة صياغة معادلة القوة بالشكل الذي يضمن لها التفوق النسبي السابق لحرب تشرين
الاول ( اكتوير). وكانت خيارات اسرائيلء في هذا المجال: محدودبة للغاية. فهيء من جهة؛ غير
قادرةء بقواها الذاتية؛ على استعادة معادلة القوة السابقة للحرب. وحتى اذا تمكنت من تحقيق
ذلك لفترة زمنية محدودة» فان المستقبل المنظور يمكن ان ينطوي على احتمالات خطيرة» من حيث
قدرة العرب على كسر معادلة القوة التقليدية في الصراع العربي - الاسرائيلي. ومن جهة أخرى,
فان اعتبارات اسرائيل الذاتية تحول دون امكان التصالح مع المحيط العربي؛ بالتخلي عن
الأراضي المحتلة» وعن الدور الوظيفي لاسرائيل في المنطقة. وكان الخيار الوحيد المتاح لاسرائيل»
في تلك الحقبة التاريخية, هى السعي الى اخراج أكبر قوة عربية من ميدان الصراعء مع دفع
الثمن المطلوب لقاء ذلكء؛ مما يؤمن لاسرائيل استعادة معادلة القوة في مواجهة الأطراف العربية
المتبقية في ميدان الصراعء مع ما يعنيه ذلك من احتفاظ اسرائيل ببقية مكتسبات الحروب
السابقة» ومن قدرة واسعة على الحركة والمناورة. عسكرياً وسياسياًء في مجالها الحيوي الجديد.
وبالنتيجة: فان الاعتبارات التي أملت على اسرائتيل توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد مع
14 لشوُونُ فلسطفية العدد 1517: آب ( اغسطس ) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)