شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 154)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 154)
- المحتوى
-
حح ياسر عبدربه: الموقف الاميركي يراوح مكانه
كبين سوى انها تشير الى سقوط الذريعة التي كانت
تستخدم» دائماًء فيان اللوبي الصهيوني قادر على
التحكم بالقرار الاميركي . فعندما رأت الادارة الاميركية
ان موقفاً أو قراراً ماء يتخذه الكونغرس» ومن شأنه ان
يعطل خطتها السياسية؛ فهي استطاعت:؛ ببساطة
وأغلبية» ايقاف مثل هذا القرار.
والمهم. الآن» ان تنتهي هذه اللعبة, التي تسمى
الشروط لاستمرار الحوار, أو اللقاءات, مع منظمة
التحرير الفلسطينية؛ فالمنظمة ليست معنيّة بأن
تتواصل هذه اللقاءات إِلَا بهدفء وأن تقود إلى بداية
عملية سياسية جدية نحو التسوية العادلة والمؤتمر
الدولي. واذا كانت الادارة الاميركية, بعد تصويت
الكونغرس الأخير, تشعر بأن يدها قد أصبحت طليقة
أكثر, فهذا يتطلب منها أن تبادر الى تقديم افكار جادة
من أجل عملية السلام.
وكنا أكدناء خلال الفترة السابقة, خلال الحوار
مع الطرف الأميركي, على ان العملية السياسية تتطلب
توضيح الموقف الأميركي تجاه ثلاثة أمور رئيسة:
الأمر الأول: هو تحديد طبيعة الحل النهائي
وببساطة وباختصار, يعني ذلك ان توضح الادارة
الاميركية مفهومها للحقوق السياسية للشعب
الفلسطيني, التي تعني حق تقرير المصير. بشكل مطلق
ودون تدخل خارجي.
والأمر الثاني: ان فكرة الانتخابات, التى تدعو
اليها الادارة الاميركية, ليست مرفوضة بذاتها من
قبلنا؛ ولكن المرفوض هو الغموض في هذه الفكرة,
والذي يمكن ان يؤدي الى تعقيد العملية السياسية,
بدلا من البدء بحلها بشكل شامل. ويعني ذلك
بوضوح. تحديد الرابط بين الانتخابات» وبين الح
النهائي ككل. والرابط لا يمكن ان يكون رابطاً شكلياً.
أي بمجرد تقديم وعد الينا بأنه, بعد الانتخابات؛ يمكن
أن تبدأ مفاوضات حول الحل النهائي. فمثل هذا
الوعد يمكنه أن يعني مفاوضات تستمر إلى ما لا نهاية,
دون الوصول إلى نتيجة ؛ ولذلك» فان المهم هو ان نرى
كيف تكون الانتخابات مرتبطة؛ زمنياً. ومن الناحية
السياسية؛ بالوصول إلى حل يقود إلى إنهاء الاحتلال
وتأمين تقرير المصير والاستقلال للشعب الفلسطيني.
والأمر الثالث: هو الموقف من «اطار» المفاوضات:
اذ ان هنالك شبه اجماع دولي على ان الاطار الوحيدء
الملائم, هى المؤّتمر الدوليء وضرورة التحضسير
الجاد والمباشر لعقدهء وان المشاركة فيه يجب ان تكون
متكافئة» ومتساوية ؛ ويكفى ان نشير, هناء الى قرار قمة
مدريد الأوروبية» الذي أكد على ضرورة مشاركة منظمة
التحرير في عملية السلام» في جميع مراحلها. ولذاء فان
المقترحات والدعوات الأميركية لتفويض أشخاص من
أجل التباحث مع اسرائيلء تريد الالتفاف على هذا
الاجماع الدولي؛ واخماد العملية السياسية وحصرها
في إطار البحث بين فلسطينيين والحكومة الاسرائيلية
حول ما يسمى الجوانب الاجرائية لعملية الانتخابات.
ه من المعروف أنكم ابلفتم الى الجانب الأميركي هذه
النقاط خلال جولات الحوار الثنائية الثلاث. فاذا قيّمنا
الحوار حتى الآن. هل يمكن القول أنه يسير وفق مأ اتفق
عليه في ستوكهولهم, أم لا ؟
© في الواقع» ان الالتزامات التي قطعتها الادارة
الأميركية على نفسهاء خلال جولات الحوار التمهيدية
في ستوكهولم, العام الماضي, لم يجر الالتزام بها على
الاطلاق. فالادارة الأميركية تعهدت بدء حوار جوهري
مع المنظمة حول مختلف الجوانب المتعلقة بحل
القضية الفلسطينية وصراع الشرق الأوسط. أمّا حصر
الأمور, اليوم؛ في الدعوة للبحث في القضايا الاجرائية
الخاصة بالانتخابات» فإنه يتناقضء كلياًء مع ما اتفق
عليه في البداية. وهذا الذي يجعل الحوار يدور الآن»
٠ هل هناك نيّة للقاء فلسطيني أميركي في الوقت
القريب ؟
© يمكن للقاء القادم أن يكون مرغوياً إذا كان
لدى الادارة الأميركية أفكار سياسية جديدة؛ تنسجم
مع متطلبات التقدم نحو الحل السياسيء ووفق
الاتجاهات التى تحدثنا عنها. وهذا ما يضغطمن أجله
العديد من الأطراف الدولية؛ بما فيها المجموعة
الأوروبية؛, برئاسة فرنسا حالياً. وكذلك الاتحاد
السوفياتي. وهذا ما عبّرت عنه قرارات القمة العربية
الطارئة في الدار البيضاء, في نهاية أيار ( ماي )
الماضيء وما تدعى اليه منظمة التحرير بشكل متواصل.
ه صدر عن الادارة الاميركية تصريحان متضاربان
خلال اسبوع واحد. الأول من مساعد وزير الخارجية. جون
كيلي؛ يقول ان المفاوضات المباشرة بين المنظمة وإسرائيل
هي الطريق الوحيدء ولا للمؤتمر الدولي؛ والثاني من قبل
وزير الخارجية. جيمس بيكر, يقول فيه باحتمال توجه
الولايات المتحدة نحو عقد المؤتمر الدولي. كيف تنظرون
العدد /151, آب ( اغسطس ) 1185 لَتُوُون فلسطيزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)