شؤون فلسطينية : عدد 198 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 198 (ص 53)
- المحتوى
-
محمد شهير العيسة سل
فقد تجاوزت خسائره خسائر اي مشروع سيقه ؛ بل انها تخطت مجموع حسائر مشاريع «عرفا»
و«استرا» بأضعاف. وبالاضافة الى خسارة كلفة التطوير البالغة 56١ مليون دولار في كل سنة؛ بين
+١54817 8 وصلت مبالغ التعويضات التي دفعتها الصناعات الجوية للعمال المفصولين الى /٠١
مليون دولار(' ؟)؛ ويلغ عدد هؤّلاء العمال ٠٠ : ؟. وقدّرت الاوسباط الاسرائيلية مبالغ تعويض الشركات
والمصانع المتضررة من الغاء المشروع ب ٠ ٠ مليون دولارء دذاخل اسرائيل وخارجها7”؟). والخسبارة
الاهم التي تميّز بها مشروع «لافي» عن باقي مشاريع الصناعات الجوية تمثل في وجود توجه الى طي
صفحة صناعة الطائرات في اسرائيل نهائياً.
ليست هذه المرة الاولى التي يفتح فيها ملف النقاش حول ضرورة الصناعات الجوية والصناعات
العسكرية عموماً في اسرائيل. ففي اوائل الستينات وعندما كانت الصناعات الحربية على عتبة
الانتقال الى مرحلة اوسعء أثير نقاش حول أهمية وضرورة قيام صناعة عسكرية في اسرائيل. وفي ذلك
الوقتء كما في اي مرحلة لاحقة: وجد اتجاهان: الاول ضمح رئيس الأركان آنذاك: اسحق رابين,
ومجموعة من ضباط الاركان الذين اعتقدوا ب «ان اسرائيل غير قادرة على تطوير وانتاج كافة الاسلحة
الحديثة التي تحتاج اليها. لذاء فهي ملزمة بالحصول من مصادر خارجية على المعدات الاساسية
التي تحتاج قواتها اليها (اي الطائرات والدبابات وناقلات الجند المدرعة والمدافع والزوارق),
وتعددهاء بحيث تفي بحاجات جيش الدفاع الخاصة»9'؟). وكانت حجج هذا الاتجاه تستند الى وعي
بدور اسرائيل في المنطقة كوكيل للامبريالية» والذي يتيح لهاء بالتالي؛ تأمين ما تحتاج اليه من أسلحة
متطورة من قوة عظمى (في البدء من فرنسا وبريطانياء ولاحقاً من الولايات المتحدة)»؛ وذلك بتكلفة اقل
من تكلفة الانتاج المحلي المستقل. أمّا الاتجاه الثاني» فمثله, في ذلك الوقتء مدير عام وزارة الدفاع,
شمعون بيرسء ومجموعة من مسؤولي وزارة الدفاع. وصلة بيرس بالصناعات العسكرية والجوية
قديمة ومعروفة؛ فالصناعة الحربية, عموماً» ذا نشأت تحت اشرافه بعد قيام اسرائيل؛ كما ان كبار
مسؤولي الصناعة الحربية ارتبطوا بصلات وثيقة بقيادات حزب رافيء مثل بن - غوريون ودايان
وبيرس. ولهذا كله, لم. يكن من المستغرب ان يدعو أنصار هذا الاتجاه الى ان تطور اسرائيل: بنفسهاء
جميع الوسائل القتالية التي تحتاجها. وقد جاءت حرب تشرين الاول ( اكتوير ) ١9177 بحجة قوية
لصالح هذا الاتجاهء عندما احتاجت اسرائيل الى جسر جوي لنقل الاسلحة بعد أيام قليلة من القتال.
لكن قصور الصناعات العسكرية اصاب هذا الاتجاه بنكسات عدة: فأصاب الفشل صاروخ «شافيت
- ؟» «الذي لم يكن اكثر من خدعة انتخابية», وكذلك صواريخ أرض - أرض من طراز «لون التي لم
تدخل الخدمة الفعلية. وحتى الصاروخ «غبريئيل»: وهو صاروخ بحر بحر ذي مدى قصير يبلغ ٠
كيلومتراً. أصدر قرار بتزويد البحرية بصاروخ اميركي من النوعية ذاتها هو صاروخ «هاربون» الذي
يبلغ مداه ضعف مدى الصاروخ الاسرائيلي ٠ وعند الحصول على صاروخ «هاريون» انتهى تطوير
مواريخ بحر - بحر في اسرائيل(؛ ( .وجاء مشروع «لافي» ليقدّم ما قد يكون حجة نهائية في هذا النقاش
التاريخى
يبدو ان النيّة تتجه الآن نحو إعادة الصناعات الجوية الى حجمها الطبيعي . فالشركة التي بدأت
بورشات صيانة طائرات تحولت الى اكبر مؤسسة صناعية اسرائيلية» واحتلت المرتبة الاولى بين اكبر
مئة شركة اسرائيلية في الاعوام ١1١ و١0751875931941*). كما انها حصلت على لقب اكبر شركة
مصدرة في العام 41(1910/9/1591/8) . وتحولت المؤسسة الى لوبي يضغط للحفاظ على مصالح افراده:
والى سلاح في الصراعات السياسية.
امك لشؤُون فلسطيزية العدد 158: أيلول ( سبتمير) ١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 198
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)