شؤون فلسطينية : عدد 198 (ص 98)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 198 (ص 98)
المحتوى
النفوذ الصهيوني في الولايات اللتحدة
هشاع الدجاني
النفون الصهيوني المتمكّن؛ والمسيطرء في الولايات المتحدة الاميركية مقولة - تتردد كثيراً في ادبياتنا
السياسية: وحتى على لسان المواطن العادي: حتى بدت وكأنها حقيقة راسخة لم تعد تقبل الجدل؛ أو
المناقشة. انه نفوذ مهيمن على جميع مقدرات الحياة الاميركية» وخاصة الحياة السياسية: بشقيها.
الكونغرس والادارة» هذا فضلاٌ عن الاقتصاد والاعلام والثقافة؛ الخ. وقد بولغ» في كثير من الاحيان,
في تصوير هذا النفوذ» وتعدّد جوانبه» وقوة تغلغله. حتى بدا وكأنه اسطورة تصور يهود اميركا وكأنهم
قوة موحّدة متكاتفة, تستطيعء من خلال علاقاتها المتشابكة وقوّتها الانتخابية: التحكّم في قرارات
الادارة الاميركية, هسياستها الخارجية» وتملي عليهاء على وجه التحديدء سياستها الشرق أوسطية.
وحتى لا نقع في فخ المسلّمات والحقائق ق المنتهية, لعل من المفيد ان نتلمس حقائق هذا الموضوع
بكثير من الموضوعية والجدية؛ نظراً الى انعكاسه على سياستناء أو سياساتنا العربية, الخارجية, وعلى
قضيتنا. الجوهفرية تحديداً القضية الفلسطينية.
تقوم اسطورة النفوذ الصهيونيء في الواقع » على عدد من الافتراضات غير الدقيقة . . فهي تفترض»
اولاء ان يهوب الولايات المتحدة, الذين يزيد عددهم قليااً على ستة ملايين, أوما يعادل 5,7 بالمئة من
السكان, هم خاضعون كلياً. لسيطرة الحركة الصهيونية. وهي تفترضء ثانياًء انهم يشكلون كتلة
اقتصادية وانتخابية موحّدة ومتميزة» ويتحركون وفقاً لتوجيهات الحركة الصهيونية: لفرض ارادتهم
غلى صانعي القرار السياسي الاميركي.
هذان الافتراضان: .كما قد يبدى منطقياً. منافيان لطبائع الامور. ولا يحتاج المرء الى كثير من
الحجج والبراهين ليثبت خطل الفكرة القائلة ان أقلية حجمها حوالى 1" بالمئة من السكان» حتى لى
صدّقنا خرافة ثقلها المادي والانتخابيء ان توجه سياسة أقوى وأغنى دولة في العالم» وزعيمة المعسكر
الرأسمالي, والتي تتحكم بمصائر ومقدرات دول وشعوب كثيرة. |
ودحض مثل هذه الاسطورة نجده حتى في كتابات عدد من الكتاب الصهيونيين أنفسهم. فقد
كشف الكاتب الصهيوني اليعازر ليفنه؛ في كتاب «الدولة والشتات»: حقيقة وضع الطوائف اليهودية
الأميركية وموقفها من الحركة الصهيونية. كتب: «الحقيقة انه لم توجد في الولايات المتحدة: في أي
وقت من الأوقاتء حركة صهيونية بالمعنى المقبول لهذه الكلمة..لقد كان للمنظمات الصهيونية في
اميركا. بصورة دائّمة» موقف مساند لاسرائيل فقطء ولا شىء: غير ذلك . لقد اختارت اليهودية الاميركية
سياسة تتسم بالمراضاة في تخليها عن كل من الصهيونية ومعاداة الصهيونية»(0): ,
وكشف رئيس حركة.مزراحي في الولايات المتحدة».الحاخام اليعازر بيرنشتاين؛ بصورة
القدد" 354 أيلول (اسبتمير )11857 لون فلسطزية /41
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22436 (3 views)