شؤون فلسطينية : عدد 198 (ص 111)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 198 (ص 111)
المحتوى
د. ذبيل حيدري
وتأكيداً على الاستقلال: اقترح سيغال البدء؛ فوراً. باصدار جواز سفر لاي فلسطيني في بقاع المعمورة
يرغب في الحصول عليه؛ ويصدر اعلان يفيد بأن الدولة الفلسطينية ستسمح بازدواجية المواطنية؛ اي ان
الفلسطينيين الذين هم مواطنون في دول اخرى سوف يُشْجّعون على تقديم الطلبات من اجل الحصول على
جوازات السفر واستخدامها.
كما طالب بأن يتضمّن الدستور الجديد للدولة التأكيد على ان فلسطين هى دولة ديمقراطية ذات سلطة
قضائية مستقلة, وتعلن» كذلك: وثيقة حقوق لحماية الحريات الفردية» وتطلب من الامم المتحدة الاشراف على
اول انتخابات محلية ممكن اجراؤها.
هذه الاستراتيجية تتعارض» طبعاًء مع تيارين متناقضين: التيار الاول قديم ويمثله الفكر القومي العربي
التقليدي الذي لا يرى بديلاًٌ من دولة فلسطين «الكبرى», والثاني يمثل الواقع السياسي الفلسطيني الراهن,
الذي يربطء بصورة ميكانيكية» بين قيام الدولة الفلسطينية وتوازن المصالح الذي يجب ان يأتي «كحل سياسي».
ولكن الاستراتيجية المقترحة تتعارضء ايضاًء مع ما لم ينفك قادة اسرائيل, ' في غالبيتهم» يرددونه: منذ مدة طويلة,
وهو ان فلسطين لم تكن يوماً ما موجودة؛ وان وجدت» فان صيرورتها تقع في منطقة ما من شرق نهر الاردن.
على ان اهم عيوب الكتاب مرتبط بهوية كاتبه اليهودية. بيد ان هذا لا يعنيء بتاتاً» ان ما ينتجه الباحثون
اليهود هو. بالضرورة ملائم لادارة الظهر له. لكن التماثل بين قيام اسرائيل وقيام الدولة الفلسطينية يسكن بال
كاتبنا هنا اكثر من اللازم بكثير. ولا كنا نعني بالدولة ذلك الكيان السياسي المنظم, الذي له ارض محددة قدر
الامكان» وشعب مميز قدر الامكان؛ وحكومة منظمة الى حد ما؛ء ووجود معترف به دولياً. من خلال عضوية الامم
المتحدة, مثلاً. فاننا نسارع فنقولء ايضاً انه يصعب عليناء بأي مقياسء اعتبار التجرية الاسرائيلية مثالا
يحتذى به في هذا الخصوص؛ انهاء تاريخياً. كيان استيطاني؛ نشاً من خلال عدوان يدعمه الغرب على شعب
عربي مسالم يقيم على ارض فلسطين.
واذا كنا لا نخفي رغبتنا »ولن نضمر حماسنا لتداخل العطش الى الدولة والسعي اليها مع الظمأ الى قيامها,
فان حدّة الجزم هذه قد تستوقفء احياناً. القارىء المتمهّل. لكن هذا لن يمسّ سوى الثانوي. ألا تستوجب
الحالة الفلسطينية الحدّة؛ او كما يحظر سيغال» التطرف ؟
في العمق» قد يفت يفتقد القارىء المعنيٌ سيغال كمؤرخ . ان طرح المسآلة اساساً في مستوى استراتيجي له ما
يبرره. خصوصا عندما يودي هذا الاختيار الى اهتمام بتوضيح ينوب تلك الاستراتيجية, يأكير قدر ممكن من
الدقة. غير ان القارىءء في محطة الكتاب الاولى ؛ يبقى متعطشاً لبعض الامثلة التاريخية: باستثناء اسرائيل طبعاً:
وقد تجاوزها هاحجس التنظير بسرعة.
وفي السياق ذاته؛ قد يفتقد القارىء؛ ايضاً التحليل النظري لمسألة «الولاء»؛ فهيء في التجربة التاريخية
الفلسطينية: على الاقل» جوهرية. ونجدها على مستويات مختلفة؛ منهاء طبعاًء انتقال الولاء الاقليمي والعشائري
الى الدولة الحديثة ؛ ومنها التناقض المقلق بين الولاء لوطن» وبين الولاء لامة.
كما قد يفاجاً القارىء بغياب عنصر آخر, هو التعلّق بالارض. ان احد عناصر قيام الدولة الحديثة: بالتوازي
مع شعور وطني, كان الوجود الطويل ثم التعلّق العاطفي ببقعة حافزاً يعتدُ به في هذا المجال؛ وفي التجرية
الفلسطينية: على وجه التحديد.
د. ذبيل حيدري
١91495 ) ‏أيلول ( سبتمبر‎ :١58 ‏شؤون فلسطيزية العدد‎ 1١٠٠
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4154 (7 views)