شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 7)
- المحتوى
-
محمد كالد الازهري
لقد كانت الانتفاضات هذهء وما حدث بينها من مظاهر للمقاومة المدنية والعسكرية بانماظها
المختلفة, تعبيراً متطوراً عن رفض الاحتلال, وعدم الاستكانة لسياسة الوضع الراهنء التي سعت
اسرائيل الى فرضها على أبناء الضفة والقطاع. غير ان بعض المراقبين رأى أنها كانت انتفاضات
محدودة في مطالبهاء ولم تأخذ الطابع القتالي الصد امي» وموسمية في توقيتاتهاء فلم تتسم بالاستمرار
المتصاعدء بحيث لم يترتب عليها تراكم خبرات تقود الى حالة من العصيان التامٌ» أو الجزئي, في
مواجهة قوات الاحتلال(5"). لذاء فان انتفاضة العام ١147 تأتيء في أحد جوانبهاء لكى تشكل
التجاوز العملي لهذه النقائصء من حيث انها انّسمت بالشمولية الجماهيرية؛ وبالامتداد الزمنى
والمكاني» والمواجهة المستمرة دون انقطاع. ويلاحظ؛ في هذا الاطار. ضمور الفارق الزمنى بين
الانتفاضات المختلفة, منذ بداية العقد الثاني من الاحتلال بعامّة» ومنذ منتصف الثمانينات يخاصة.
فثمة سبع سنوات فصلت بين الانتفاضتين الأولى والثانية» ست فصلت بين الثالثة والرابعة, هذا
بينما تواتر وقوع الانتفاضات منذ العام ١55 بمعدل واحدة كل عام قبل اندلاع الانتفاضة الكبرى
في نهاية العام /1541.
ش الأسباب المباشرة
في العام :١555 تفاعلت عوامل عدّة على الساحة المحلية الفلسطينية أساساًء دفعت باتجاه تفيّر
الخورة في ربيع ذلك العام. وقد اقترنت تلك التفاعلات بوجود انعكاسات لا يمكن التهوين من أثرها في
ذلك التفجرء سواء من الدائرة العربية» أى الساحة الدولية. على الساحة الفلسطينية؛ كانت توقعات
الفلسطينيين» من جانبء واليهود» من جانب آخرء بقرب تحقيق معظم تطلعاتهم قد وصلت الى أوجهاء
مما جعل كليهما يتمسّك بمطالبه. فخلال السنوات الأربع التي سبقت الثورة. تضاعف عدد السكان
اليهود في البلاد حتى وصل نحو أربعمئة آلف, بسبب تدفق الهجرة اليهودية من وسط أوروباء وبشكل
ش خاص منذ صعوب النظام النازي الى سبدة الحكم في المانياء وهو ما بت الخوف في نفوس الفلسطينيين.
فسعوا الى تغيير النظام الدستوري الفلسطيني تحت الانتداب البريطاني» بصورة تمكّنهم من لجم
التدفق اليهودي وحفظ حقوقهم(١). وكانت سلطات الانتداب سمحت للوكالة اليهودية كممثل
للمعسكر اليهودي الصهيوني بالاشراف على استقبال المهاجرين؛ وغضّت النظر عن الشروط المالية
المفروضة على المهاجرين, واسندت كثيراً من الوظائف الحكومية للعنصر اليهودي. وبصفة عامة. بلغت
نسبة اليهود الى مجموع السكان 58,1 بالمئة العام 1514, بعد ان كانت ١7,5 بالمئة فقط العام
6205© وقد شجّع هذا التراكم العددي الوكالة اليهودية على التوسع في سياسة العمل العبري,
التي لا تسمح باستخدام العمال الفلسطينيين العرب في الانشطة الاقتصادية التي تخصّ اليهود,
الأمر الذي أثر في سوق العمل بين الفلسطينيينء وأدى الى تفاقم ظاهرة البطالة المتفشية أصللٌ بينهم.
وعلى ذكر البطالة, لوحظ ان السياسة الاقتصادية البريطانية» والجانب الضريبى فيها بشكل خاص,
قادت الى القضاء على أنشطة العمال والفلاحين الفلسطينيين؛ وأحالت معظمهم الى وضع البطالة
والتشيّد . لقد جاءت هذه الظواهرء جميعهاء في الوقت الذي لم تستجب السلطات البريطانية لأي مطلب
من الجانب العربي الفلسطيني(١), وانتهج فيه الشيخ عزالدين القسّام حركة نضال مسلح في نهاية
العام 15:» كوسيلة نهائية لتحقيق الأهداف الوطنية؛ مما وجّه الانظار الى الجهاد المسلّح وفضائله
في انتزاع المطالب عنوة(04). وكان مما أدى الى تعظيم المخاوف الفلسطينية؛ أيضاً اكتشاف أمر تدفق
الاسلحة الى المعسكر الصهيونى دون أن تحرك السلطات البريطانية ساكناً ضد سياسة
5 تُوُون فلسطيؤية العدد 155: تشرين الأول ( اكتوير ) ١9145 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22435 (3 views)