شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 11)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهري
في الانتفاضة المعاصرة. فمن أهمّ ما يلفت الانتباه ان الانتفاضة ضمّت في صفوفها كل أبناء الشعب,
حتى انه لم يعد هناك مواطن فلسطيني بلغ سن التمييز لا يشارك مواطنيه في حركة المقاومة. وقد
استشهد.ء أو جرح, أى اعتقل» أى تضررء أناس بين سن السابعة وسنّ السبعين» وهو أمر لم يحدث
في آية ثورة تحرير وطنية من قبل في التاريخ العربي الحديث(*).
فقيادة الانتفاضة لاحذت الملامح العامة لتشكيل المجتمع الفلسطينيء وأولت كل شريحة
اهتمامها؛ وورّعت على كل منها أعباء النضال التي تتناسب معها. وقراءة سريعة لبيانات هذه القيادة
تفصح: يدون شكء: عن حصافة ويعد نظر شديدين في هذا الجانب. فالبيانات تطلب من العمال
مقاطعة العمل داخل المستوطنات الصهيونية في الضفة والقطاعء والتزام العمل بأيام الاضراب:
وتشغيل المصانع الفلسطينية:؛ ومنع تنظيم أي اضراب في الستشفياك . وتطلب من الفلاحين
استصلاح الأراضى البورء وزراعتها ؛ ومساندة المناطق المحاصرة, والتأكد من ان الاضراب لا يعني
«عدم فلاحة أرضنا». وعليهم تعزيز مفهوم الاقتصاد المنزلي المحلي» وزراعة حدائق المنازل وتربية
الدواجنء لدعم القيمة الغذائية لابناء شعبهم المضربين. أمّا التجار, فعليهم الالتزام بنظام اغلاق
المحال التجارية: وفتحها في الاوقات الحي تمد تحددها قيادتهم؛ في تحدٍ لسلطة الاحتلال: وعليهم تحدي
قوانين الضرائب الاسرائيلية والامتناع عن دفعها. واصحاب الاملاك والعقارات يساهمون في
الانتفاضة عندما يخففون العبء عن المستأجرين ويتغاضون عن أوقات الاستحقاقء أو يتنازلون عن
الايجارات كلياً؛ أو جزئياً . وأصحاب المهن والحرفيين يمكنهم تقديم خبراتهم في دعم الجماهير
وارشادها وتوعيتها بكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي» ودعم تجربة التعليم الشعبي» وتعميمهاء في ظل
غلق المؤسسات التعليمية. أمّا الطلاب والشبيبة» فينبغي عليهم مساغدة ابناء مجتمعهم صحياً
وتريوياً. وتعبوياً. والصدام مع قوات الاحتلال (في حدود التقيد بتعليمات القيادة): والانخراط في
اللجان الشعبية النوعية متعددة المهمّة( '). الى جانب هذه المهام النوعية: يلفت الانتباه تلك المشاركة
النسائية العامّة, والتي كانت, بحقء أحد مفاجآت الانتفاضة:» من حيث الحجم والفعالية. ان هذه
المشاركة عثرت عن نضج الوعي السياسي للمرأة الفلسطينية, واستعد ادها للعب دون اكبر .من ذلك
المتوقع من امرأة في مجتمع ينظر اليه الكثيرون على انه مجتمع تقليدي يتصدره دور الرجل.
من جانب آخرء شدّدت القيادة الموخدة على أهمية الوحدة الوطنية بين كل فئات الشعب وقواه
ومؤسنساته ؛ واعتيرت أن هذه الوحدة هي مفخرة للشعب » وسلاحه الاقوى في مواجهة أعداء الشعب.
وفي التحليل النهائي: فان القيادة لم تكن بحاجة الى جهد كبير من أجل تعزين الوحدة الوطنية. ذلك
ان مرور أكثر من عشرين عاماً على احتلال ذي طبيعة استيطانية عنصرية وعقيدة صهيونية جوهرها
العنف والارهاب: كل هذا كان كفياً بأن يطاول الضرر كل قطاعات الشعب في الارض ال محتلة
وخارجها. كما ان النضال الشرس والمثابر الذي قادته منظمة التحرير الفلسطينية كان له أثره البالغ
في مأسّسّة العمل الفلسطيني على جميع الصعد. ضمن ظروف بالغة التعقيد. كذلك: كانت الشاركة
العامة في الانتفاضة حصاد الجهد المضني لجيل الرواد من المقاومين منذ بداية الاحتلال. وتتاً
شمولية المشاركة في حقيقة انه ليس متصوراً ان تنتظم امور الانتفاضة خلال ما يقرب من لعاميت
متتاليين بغير توقف دون تجاوب الجماهير. بجميع فتاتها. وقد ترتب على هذه الظاهرة أمران هامّان:
أولهماء توزيع الأعباء والمغارم على أوسع نطاقء مما حدّ من احتمالات الارهاق الذي ينتج عن استمرار
الانتفاضة؛ وثانيهماء ظهور الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال بحجم كبير قوامه نحو مليون ونصف
المليون» وهو ما يعني عدم استفراد قوات الاحتلال بفئة معيّنة بمعزل عن مختلف الفئات والشرائح
١545 تشرين الأول ( اكتوير) .١55 لشؤون قلسطيزية العدد ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6867 (5 views)