شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 12)
- المحتوى
-
ل قورة 195 وانتفاضة /19/1...
القيادة
في هذا الجانب» يمكنء بداية؛ ملاحظة كيف أدَى اختلاف طبيعة الأسلوب الذي انتهجته كل من
ثورة العام 1157 وانتفاضة العام 1141 في التعامل مع معسكر الأعداء الى تباين الشكل الذي
اتخذته قيادة العمل الوطني في المرحلتين. تمحور الاسلوب النضالي لثورة العام ١177 في العصيان
المدني والمقاطعة والكفاح المسلح؛ في حين كانت أساليب العصيان المحدود والنضال المدني والسياسي
بمختلف أشكاله هي الاساليب التي اتبعتها الانتفاضة؛ هذا بالاضافة الى ان التحولات الاجتماعية:
والاقتصادية؛ والسياسية: التي مر بها الشعب الفلسطيني: والقضية الفلسطينية برمّتهاء خلال
الخمسين عاماً التي تفضل بين الواقعتين كان لهاء بدون شك: أثر بالغ في الأطر القيادية على ساحة
النضال الفلسطيني في فلسطين التاريخية؛ العام :.١117 وفي الضفة والقطاع العام /1941.
في ١9 نيسان (ابريل) 1575: تألفتء في نابلسء أول «لجنة قومية» في فلسطينء ودعت الى
الاضراب العام وتشكيل لجان قومية مماثلة في كل المدن والقرى. ويذلك: كانت اللجان القومية أول
اطار قيادي اتخذته الثورة(""): وفي 5" نيسان (ابريل): وتحت ضغط من الرأي العام تشكلت
«اللجنة العربية العليا» من جميع الأحزاب الفلسطينية» وأسندت ريّاستها الى مفتي فلسطين محمد
أمين الحسيني( (4) . وقد تبنت اللجنة العليا مطالب الثورة واعتبرت ممثل الشعب الفلسطيني حتى
انتهاء الاضرابء العام 5, بينما استمرت في العمل فعلياً حتى العام .١5147 ويمكن اعتبار
اللجان القومية بمثابة قيادات ميدانية اجرائية أو عملية: تقوم بالاشراف على سير الاضراب في المرحلة
الأولى من الثورة: وعلى الحياة اليومية في مختلف الاتحاءء بينما كانت اللجنة العليا تتولى مهام القيادة
السياسية للشعب: الفلسطيني, والتحدث باسمه لدى سلطات الانتداب» وعلى الصعيدين؛ العربي
والدولي. وعندما شرع الثوار في الكفاح المسلح ضد تحالف القوات البريطانية والقوى الصهيونية
الاستعمارية ؛ تشكلت قيادات عسكرية ميد انية لهم ؛ وتألّفت تشكيلاتهم ٠ عموماً. من فئات ثلاث: هي :
المجاهدون المتفرغون المعتصمون بالجبال الذين كانوا يشكلون العموب الفقري للثورة؛ والفد ائيون
الذين يعيشون حياة غادية قْ المذن:» ويقومون يمهمنات محدد 6 وخاصة الاستطلاع ومعرفة أحوال
قوات العدو ونواياها وتصفية العملاء؛ والأنصار المساندون» ومعظمهم من الفلاحين العاديين الذين
كانوا يحملون السلاح لنجدة الثوار عند نشوب المعارك في مناطقههم!*'). ش
ولقد عملت اللجنة العليا واللجان القومية جهاراً . وكانت اللجنة العليا تجتمع بالمندوب السامي
وتحمل مطالب الشعب وتعلنها. وقد ذكرت اللجنة؛ في اكثر من مناسبة, أنها لا تسيطر على مشاعر
الشعبء لأنه قام بالاضراب من تلقاء نفسهء وليس للزعماء تآثير عليه . وكان ذلك صحيحاً بدليل ان
تشكيل اللجنة قد جاء بعد بضعة أيام من بداية الاضرابي(” 4).
وهاء؛ في هذا الجانب» الاشارة الى ان الوقائع كشفت, فيما بعد. عن ان اللجنة العليا (القيادة):
بتشكيلها الطبقي وأفقها الفكري وجذورها وعلائقها الاجتماعية, .لم تكن التعبير الأمثل عن المطامح
الشعبية؛ وكان من الواضح ان أبناء الشعب الفلسطيني أخذوا موقفاً متقدماً عن قيادتهم؛ من
الناحية النضالية. ذلك ان القيادة؛ بما مثلته من الوجاهة الاجتماعية التقليدية: انتهجتء غالباًء موقع
الوسيط بين الثورة وسلطة الاستعمار, معتمدة على «حسن نيّة السلطة»؛ بينما كان رجال الثورة من
أبناء الفلاحين وسكان الريف والطبقة الوسطى في المدن أشد حماساً. بصفتهم أشد احساساً
بالعواقب المترتبة على سلوك الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية. كما ان هذه القيادة لم تمتلك
الاطار الفكري النظري المناسب والمتماسك حول طبيعة المواجهة مع العدى. وبحكم هذه
العدد 155: تشرين الأول ( اكتوير ) 11/5 لمْوُونُ فلسحيزية ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)