شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 15)
- المحتوى
-
محمد خالد الازرهري
التاٌ والعصيان المدني والمقاطعة الشاملة مع الكفاح المسلح واسع النطاق هي الأشكال الأساسية
للنضال في اثناء ثورة العام 1575, بينما استخدمت الانتفاضة الاضراب والتظاهر المبرمجين
والمصحويين بحالات الصدام الجماهيري الواسع مع استخدام أدوات صدامية بسيطة بساطة
الاسلحة البدائية. مثل الحجر والمقلاع وشيء قليل من المولوتوف واشعال الحرائق» الى جانب
العصيان والمقاطعة المحدودين. وبقدر من التعميم» يمكن القول ان الكفاح المسلّح والعصيان الشامل
كانا الطابع الغالب على النضال في أثناء ثورة العام »١1577 بينما مثل النضال المدني؛ أو السياسي:
بمختلف أشكاله. سمة مميّزة للانتفاضة.
لقد استمر الاضراب والتظاهر الشكل البارز في ثورة العام ١977 في أثناء الشهرين الأولين,
نيسان (ابريل) وأيار ( مايى ) 1377: غير ان التحدي البريطاني الاستعماري لمشاعر الجماهير
بالاعلان عن جدول الهجرة اليهودية للنصف الثاني من العام ١977 أدّى الى استفزان الجماهير
والتوسّع في العمل المسلح وأعمال المقاومة ضد كل رموز الاستعمار البريطاني الصهيوني؛ كنسف
الجسور والقطارات»: وقطع خطوط البرق والهاتفء واتلاف المزروعات اليهودية؛ ونسف انابيب الفط
المتجهة الى حيفا من العراق» ومهاجمة المصالح الصهيونية» والقوافل البريطانية العسكرية»: واغتيال
العناصر التي عرفت بالتنكيل الارهابي بالعرب من البريطانيين والصهيونيين7"*). ونلمس الانتقال من
حالة التظاهر والاضراب نحو الكفاح المسلّح في ان فوزي القاوقجيء الذي تزتٌم الثورة المسلحة بين
آب (اغسطس) وتشرين الاول ( اكتوير) 1577., لم يدخل فلسطين على رأس عدد من المقاتلين
المدرّبين يتراوح. حسب المصادر المختلفة؛ بين 8٠١ و0١٠٠ مقاتل وهو ما أدَّى الى تصعيد الكفاح
المسلح, الا في آب (اغسطس) 1577: أي بعد بداية الاضراب والعصيان المدني بأربعة شهورا؟؛).
ولم يكن انتهاج الكفاح المسلح في الثورة دليلاً على توفر السلاح والمقاتلين المدربين على حرب
الغوار ونحو ذلك من المتطلبات. فقد كانت أسلحة الثوار خليطاً متنوّعاً من البنادق والمسدسات
القديمة» عمل الثوار على توفير ذخيرة لها من مخازن الجيش والشرطة البريطانيين» أو تعبئة الذخائر
الفارغة يطرق يدوية ؛ كما توفر لهم بعض القنابل اليدوية المصنوعة محلياً باستخدام المواد المتفجرة
من شحنات يعض قذائف المدفعية التي تقع بين أيديهم بعد بعض المعارك مع العدو.
وقد كان البعض ممّن حملوا السلاح لا يعلم شيئاً كثيراً عن كيفية استخد امه(). وعلى ذلك
كانت روح التضحية والنضال وشدة الشعور بالظلم الاستعماري ومخاطر الاستيلاء على الوطن أهمٌ
عوامل الشروع في الكفاح. وهكذاء فانه اذا تمٌ تجاوز الحديث عن النقائض القيادية» التي أشرنا اليها
في موضع سابقء أمكن القول أنهء في ضوء الطور الحضاري وفي ظل الظروف المحيطة بالثورة» قدَّم
ثوار ١175 وقياداتهم الميدانية العسكرية نموذجاً طيباً للنضال» حتى أنه نجحوا في شل الادارة
الاستعمارية ؛ وبث الذعر في نفوس أصحاب المشروع الصهيوني في فلسطين(: *). ففي صيف العام
6 الذي شهد ذروة النضالء أضحى الثوارء عموماً. يمثلون السلطة العليا الفعلية في معظم
فلسطين. وكانت لديهم أجهزة شرعية وادارية بديلة من سلطة الاستعمارء بحيث كان العصيان شاملا
وفعالاً, في مقايل ادارة حكومية مدنية ة منهارة؛ ليس فقط بفعل العصيان والمقاطعة »وانماء أيضاً؛ بفعل
الغارات المسلحة التي شنْها الثوار على مراكز الشرطة والمكاتب الحكومية(!”). ومن المراقبين من رأى
ان النضال الفلسطيني كان قريباً جداً من الانتصار النهائي في احد حل الثورة. ويخاصة بين
أواخر العام ١١717 وأوائل العام , بفعل الثورة المسلحة(65).
اذا التفتنا الى اساليب النضال في جانب الانتفاضة: تلاحظء على الفورء. انها لم تعتمد
١189 ) لقُوُونُ فلسطيزية العدد 55١ء تشرين الأول ( اكتوبر ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22426 (3 views)