شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 17)
- المحتوى
-
محمد حكالد الازهري
متميّزاً في سبيل الكفاح المسلح بمبادرة فلسطينية. ومما يثير الانتباه أيضاًء ان الانتفاضة لم ترتق:
خلال المرحلة المنصرمة, بالوصول بحالة العصيان والمقاطعة مع العدى الى مستوى العصيان الشامل
التامٌ» كما كان الحال ابّان ثورة .١1177 فلقد دعت القيادة الى مقاطعة العدو. ويخاصة في الامور التي
يمكن توفير بدائلها محلياً على الصعيد السلطوي الاداري والاقتصادي. ومع ذلك: تباينت الآراء
بشأن العصيان الشاملء ويرنء في هذا الصددء تياران. التيار الاول رأى ان العصيان الشامل
يستوجب, كشروط مسبقة, توفر المتطلبات الاقتصادية التي تحمي المواطنين في معركة من هذا القبيل.
وعلى ذلك يكون المطلوب تعميق المنجزات التي تتحقق كل يوم. من حيث احلال السلطة الوطنية بدل
سلطة الاحتلال وتقوية الاقتصاديّات المحلية. ويعبارة أخرىء فان العصيان ليس مجرد اعلان عن
قيام حالة معيّنة من عدم التعامل مع العدوء ولكنه حالة عملية تتحقق نتيجة لاستكمال تفكيك
مؤسسات الاحتلال ويناه والفكاك من اسار التبعية له؛ ويخاصة من الجوانب الاقتصادية. أمّا التيار
الثاني» فقد طالب بالعصيان الناجز العاجل؛ الذي يبدأ بمقاطعة عمّال الأرض ال محتلة (اكثرمن ١١١
آلفاً) للعمل في مؤسسات العدى الاقتصادية» وغيرهاء داخل الكيان الصهيوني بعامة؛ والمستوطنات
بخاصة. وبالطبع. سوف يتم هذا العصيان؛ من وجهة نظر هذا التيارء اعتماداً على الحس النضالي
العالي لجماهير الانتفاضة.
على أي حال؛ فان عملية التحضير للعصيان الشامل تتم عبر الآليات التي تتبعها الانتفاضة منذ
البداية. ويبدو ذلك جلياً في دعوة القيادة الموظفين الى الاستقالة؛ وتوجيه الانظارء باستمران الى
استكمال بناء اللجان الشعبية في جميع المجالات: ودعوة المؤسسات الصناعية. والزراعية,
الفلسطينية الوطنية الى استيعاب القوى العاملة المحلية» وتوجيه الجماهير الى اعتماد الاقتصاد
المنزلي» وتطوير اسلوب الاعتماد على الذات. وهذا نهج يدلء بلا شكء على تحرّي سبل النضال المتروي
طويل النفسء, ويفصح عن دراسة القيادة لاحوال الجماهير والظروف التي خلقها الاحتلال عبر
العقدين الماضيين.
ومن الاسئلة التي تبرز في هذه الناحية:؛ لماذا كان الارتقاء بالوضع الثوري العام ١177 نحو
حالة العصيان الشامل أسرع منه زمنياً » مقارنة بنموذج الانتفاضة المعاصرة ؟ وفي معرض التفكير
للاجابة عن هذا السؤالء ينبغي عدم اسقاط البعد الزمني» وطبيعة الاحتلال. القائم, والسياق
الاجتماعي الاقتصادي المحيط بالواقعتين . فثمّة خمسون عاماً تفصل بينهماء حدثت خلالها تغيّرات
على خارطة الصراع, في مستوييه العربي الصهيوني والفلسطيني - الاسرائيليء لعل من أهمها
استفحال الخطر الصهيوني وقدرة اسرائيل على اغلاق حدود الارض المحتلة تماماً في وجه أي
مساعدات محتملة قد تعين على صمود العصيان وتموله عربياً. أو حتى فلسطينياً. من خارج الارض
المحتلة. كذلك. يلاحظء من ناحية اخرىء أن ثورة العام ١177 اندلعت في كافة انحاء فلسطين
التاريخية انان الاستعمار البريطاني وتحت يد الفلسطينيين مؤسساتهم الاجتماعية والاقتصادية
ومعظم أراضيهم., على الرغم من عنف الارهاب الاستعماري؛ بينما جاءت الانتفاضة وقد تنائرت
المؤؤّسسات الفلسطينية في أماكن مختلفة. وبلغت عملية الحاق الاقتصاديات الفلسطينية في الضفة
والقطاع (المحد ودة أصلاً) شأواً بعيداً بحيث أصبحت علمية فك الارتباط باقتصاديات العدو عملية
شاقة. ومما يؤخذ في الاعتبار, أيضاً: ان ثورة العام ١5757 اندلعت في ظل مساع صهيونية اسرائيلية
تهدف الى منع التعامل الاقتصادي مع الجانب العربي الفلسطينيء وتطبيق ما عرف بمبدأ «العمل
العبري»؛ بمعنى ان المؤسسات: الصهيونية كانت في طور العمل على توطيد اقتصادياتها الذاتية,
15 شْوُونُ فلسطيزية العدد ١159 تشرين الأول ( اكتوبر ) ١9495 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)