شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 19)
- المحتوى
-
محمد حالد الازهري
على الصعيد الرسميء انشغلت الدوائر الحاكمة في البلاد العربية بالثورة ويتطورات الاوضاع
السياسية في فلسطين بيصورة متزايدة . وممًا يسترعي الانتباهء في هذا الجانب؛. حماس يعض الضياط
العرب» ومشاركتهم المباشرة في دعم الثورة والنضال المسلح وبلغ الآمر ان القيادة العسكرية للثورة,
بين آب (اغسطس) وتشرين الاول ( اكتوير ) 1977: وُضعت بين يدي المناضل العربي فوزي
القاوقجي وعدد من الذين دخلوا معه ساحة النضال على أرض فلسطين. وقد يرى البعض ان هذه
المشاركة تنتمى الى المؤازرة الشعبية, وهذا صحيح نسبياً فقط, ٠ لأن هناك ما يدل على ان مشاركة
القاوقجي وزملائه جاءت: في المرحلة الاولى من الثورة على الأقل» بموافقة رسمية ضمنية من حكومة
العراق: التي كان القاوقجي احد ضباط جيشها في احد مراحله النضالية . فالقاوقجي خرج وزملاؤه
من فلسطين في خريف العام ١1771 وتوجه الى العراق. وعندما تجدّدت الثورة المسلّحة العام 2١9517
سعى الفلسطينيون الى اعادته لقيادة النضال مرة أخرى, » فرفض القاوقجي ذلك العرض, ؛ وعلم فيما
بعد ان ضغوطاً بريطانية قد مورست على الحكومة العراقية للحؤول دون عودته(17),
على كل حالء يبرز الدور الرسمي العربي على نطاق واسع في ممارسة الوساطة بين القيادة
الفلسطينية والسلطات البريطانية. وفي هذا المستوى تميّز دور الامير عبدالله حاكم شرق الاردن:
ونوري السعيد وزير خارجية العراق» والملك غازي ملك العراق, والملك عبد العزيز ملك العربية
السعودية, والامام يحيى حميد الدين امام اليمن, الذين رغبت بريطانيا اليهم في ان يقنعوا سكان
فلسطين وقيادتهم بتهدئة ا لاحوال مقابل وعد بأن تعيد يريطانيا النظر في سياستها الفلسطينية . ودون
توغْل في التفاصيل: نجحت تلك الوساطة في ايقاف الاضراب العام والمرحلة الاولى من الثورة العام
1" ,» وذلك قبل ان تتحقق المطالب الفلسطينية . وقد تم تقويم تلك الوبساطة, ٠ فيما بعدء وتأثيرها في
اطار سلبيء لأن معظم الدول العريبية كان في طور سياسي جعله عرضة للضغوط البريطانية
الاستعمارية . وعندما تجدّدت الثورة في خريف العام ,.١15717 بفعل الاعلان عن نيّة بريطانيا تقسيم
فلسطين: لعب الموقف العربي دوره مرة أخرىء وكان سلبياً أيضاً("")؛ ؛ ان انقسمت تلك القيادات بين
مؤيد للتقسيم ومعارض له:, مما انعكس على الموقف الفلسطيني وأضعفه في التحليل النهائي.
لقد وقعت ثورة العام ١1557 في مرحلة تاريخية كان ن الواة قع العربي خلالها غير مؤّات. يسيب
هيمنة الاستعمار الغربي. وأخذت فيه حالة التجزئة تتجذر في كل قطر عربي: وجاءت الانتفاضة,
بدورهاء ضمن واقع عربي لايسرٌ أيضاً . ففي عامها الأول .كانت الخلافات العربية على أشدها؛ وفي
عامها الثاني بد أت عملية ترميم لهذا الواقع ولكن حالة الاقليمية ومتابعة المصالح الذاتية ظلت تبدو
وكأنها الوضع الطبيعي ؛ وجاءت: أيضاًء في وقت بدأت وحدة الشعور بالخطر الصهيوني تصاب في
مقتل؛ وتختلف فيه التصورات حول كيفية التوصّل الى تسوية مع اسرائيل وليس حول كيفية
مواجهتهاء على الرغم من عدم وجود ما يوحي بأن الأطماع الصهيونية قد وقفت عند حدوب فلسطين
والارض المحتلة العام .١9511/ ويصفة عامة. جاءت الانتفاضة وليس ثمّة ما يشير الى ان البيئة
العربية مؤاتية على الاطلاق والأمر الاكثر خطورة ما يمكن تسميتة بالجمود الذي خيّم على شعور
الجماهير العربية على الصعيد الشعبي ».حتى أن البعض يعبر عن خشيته من ان تكون قيمة المواجهة
العربية مع الكيان الصهيوني ومفهوم الصراع العربي الاسرائيلي قد تركا موقعيهما لصالح مفهومين
بديلين: هما المواجهة الفلسطينية الاسرائيلية والصرا ع الفلسطيني الا سرائيلي( ('). فليس من
الممالفة, اذا القول ان الانتفاضة: كعلامة فارقة في النضال العربى الفلسطيني ضد الغزوة
الصهيونية. لم يوازها فعل عربي حقيقي على صعيد المواجهة. مع اسرائيل. لقد قامت
١945 تشرين الأول ( اكتوير) :١159 شْيُونُ فلسطيزية العدد 1١48 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)