شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 21)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهري
العفوي على الصمود في وجه قوى العدو المنظمة واستعداده المستمر تظل محدودبة بسقف لا يمكن
تعدّيه من نواحي مختلفة, ' كالقدرة على الاستمرارية في الحركة والانتشار في المكان والتنسيق العام بين
القوى الفاعلة والحيمة للمفاجات التي قد تطرحها تطؤرات لم تكن ف الحسبان. وجدير بالذكرء في
هذا الموضع: ١ ن أصواتاً كثيرة د تساءلت خفية: أو جهاراء عن مدى وجود تخطيط مسيق للانتفاضة
دآأخل الارض المحتلة, وعلاقة منظمة التحرير في الخارج بها. وقد جاء الرنٌ المناسب على هذا التساؤل
من خلال استمرار الفعل الثوريء: والاعلان عن الولاء الجماهيري للمنظمة, والقدرة على الصمود
الممتد والانسجام بين برامج ج الانتفاضة ويرامج المنظمة . وبمرور الوقت. خفتت أصوات المتسائلين,
ثم صمتتء ولم يعد هناك من يشكك في وجود خطة مسيقة لحركة الانتفاضة ومسارهاء أو في علاقة
المنظمة بها.
كذلك: يلاحظ ان ثورة العام 1 اندلعت في وقت افتقد المجتمع الفلسطيني للنظرية الثورية
وللتنظيمات الجماهيرية الواسعة الثابتة(10) ؛ باستثناء الاحزاب الفلسطينية التي كان جلَّها ضعيفاً
ويقوم على أسس شخصية:؛ أو عشائرية» ومصلحية محدودة. أمّا الانتفاضة: فقد جاءت بعد تطوّر
الجوانب الفكرية والنظرية والأطر التنظيمية للشعب الفلسطيني, على الرغم من قسوة الظروف. وهناء
يجب تثمين الجهد التنظيمي والمؤسس لمنظمة التحرير الفلسطينية ومختلف فصائل الثورة
الفلسطينية؛ طوال ربع القرن الماضيء حتى ان المرء تساوره الشكوك تماماً في امكا ن قيام الانتفاضة
على هذا النحو قبل عقدين: أو عقد واحد, من السنين؛ او. بكلمات أخرىء قبل وصول الأطر النظرية,
أى التنظيمية, للشعب الفلسطيني داخل الارض ال محتلة» وخارجهاء الى ما هى عليه الحال في الوقت
الحاضر. من ناحية أخرى؛ يبدودرس العام ١577 ماثلً على الصعيد الفلسطيني, في الجانب المتعلق
بأسلوب النضال الذي سلكته الانتفاضة. ان يلاحظ تغلب انماط النضال المدني المصحوية بأقل
القليل من النضال المسلّح, بما يتناسب والدراية بطبيعة العدو. وعقيدته الحاكمة؛ وأيعاد النضال
المدني واهميته في هذه الحالة. فالصهيونية عقيدة سياسية تقوم على العنف اللامحدود. ولن تتورّع
سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن اللجوء الى أقسى ردوب الفعل, بما في ذلك نموذج الابادة, أى الطرد
الجماعي» ٠ وايقاع أفدح الخسائر في الارواح بين أبناء الارض المحتلة, في حال الشروع ف الصدام
المسلّم المفتوح من جانبهم. ان موازين القوى مختلّة تماماً لصالح العدود اخل فلسطين المحتلة؛ ولذا؟
فمن الأنسب انتهاج النضال المدني» طالما كانت شروط العمل المسلّح مفتقدة على هذه الساحة في وقت
معين(" '). وبالطبع, لا يعني ذلك القول ان موازين القوى كانت اكثر اتزاناً مع التحالف الاستعماري
البريطاني الصهيوني حين انتهج ثوار العام ١157 النضال المسلّم, ٠ بل يعني, ضمن معان أخرى,
ن الجانب الفتسطيني قد رإعى. في نموذج الانتفاضة: هذا الخلل بصورة أكبر. وفي ذلكء, ذكر بعضص
يكين «ان الفشل الذي منيت به الثورة الفلسطينية؛ أواخر الثلاثينات» يعودب. مع اسباب أخرى,
الى فقدان توازن القوى تماماً بين الفلسطينيين وأعدائّهم,(5١).
على الصعيد العربي القومي» لقد كان التدخل العربي الرسمي لانهاء اضراب ١175 نقطة
التحؤل على طريق تعريب قضية فلسطين. وفي الحقيقة ٠ فان الحركة الوطنية الفلسطينية قد سعت:
منذ مطلع الثلاثينات؛ الى الاحتماء بالحركة العربية؛ التي ارتبطت بها قبل الحرب العالمية الاولى» ولكن
دون وعي بأن الحركة العربية قد ضعفت تماماً وحأت محلها حركات قطرية تحكمها مصالح جزئية
ضيّقة: ؛ تسعى الى تحقيقها من خلال القوى الاستعمارية» لا في مواجهتها(''). وقد سبقت الاشارة الى
انه عادة ما يّقَوُم الفلسطينيون الدور العربي الرسمي ضمن مسار ثورة العام ١977 بصورة
2 لشْوُونُ فلسطيزية العدد 154: تشرين الأول ( اكتوبر ) ١9545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)