شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 23)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهمري
قواعد قيادية لها في دمشق وييروتء ولكن تلك المنافسة كانت محدودة يسقف .لا تتخطاه القوتان
الاستعماريتان: وهو هيمنتهما على العلاقات الدولية والتنظيم الدولي (عصبة الأمم)؛ وتأييدهما
للأهداف الصهيونية» وتناقضهما مع حركة التحرر العربي عموماً. ش
أمّا ايطاليا الفاشية والمانيا النازية» فقد عاونتاء كما سبق الذكر, بشكل مباشيء أو غير مباشر, في
دعم المشروع الصهيوني في فلسطين: وبخاصة في جانب تشجيع الهجرة اليهودية: وتوطيد أسس
الاقتصاد الصهيوني.
وهكذاء فما ان تجمّعت نذر الحرب العالمية الثانية, وتنامى التنسيق بين بريطانيا وفرنساء حتى
انحازت السلطات الفرنسية الى الجانب البريطاني في فلسطين: فشدّدت رقابتها على تحركات الثوار
الفلسطينيين عبر الحدود الفلسطينية السورية اللبنانية» وطاردت الثوار في بيروت ودمشق؛ ومنعت
نشر أخبار الثورة» وقيّدت تحرّكات قادتهاء واعتقلت عدداً منهم7).
وبصفة عامة؛ أسهم المناخ الدولي» قبيل الحرب العالمية الثانية» في احباط الثورة الفلسطينية في
نهاية الثلاثينات. وريما كان ينبغي على قيادة تلك الثورة ان تعيء في ذلك الحين: ان التناقضات بين
القوى الاستعمارية كانت مجرّد تناقضات ثانوية. سطحية:؛ تتعلق باقتسام مناطق النفون والثروات,
وانه سبق لمثل هذه التناقضات أن برزت يُعيد الحرب العالمية الأولى» وتم حسمها في اطار المصالح
الاستعمارية المتبادلة» ولغير صالح العرب. كل هذاء في حين كان التناقض الجوهري الاعمق واقعاً
بالفعل بين تلك القوى الاستعمارية وحركة التحرير الفلسطينية (والعربية والعالمية بعامة),
ولا شك في ان هذه النقيصة:؛ ومثلهاء عادت الى عدم امتلاك القيادة: في ذلك الحينء الاطار
النظري المتماسك حول طبيعة الصراعات على أرض فلسطين: ومن حولها.
ما في جانب الانتفاضة؛ فيلاحظ ترديد الاشارة من قبل القيادة الفلسطينية الى المناخ الدولي
الذي يحيط بهاء سواء من حيث علاقة الأطراف الدولية بالقضية الفلسطينية»؛ او دور هذه الاطراف
تجاه تطوراتها؛ اومواقفهاء من مطالب أطراف القضية المباشرين؛ وكذلك من حيث طبيعة المرحلة التى
يعيشها التوازن الدولي عند مستوى القمّة بين القوتين العظميين: وحلفائهماء وموقفهما ازاء النزاعات
اى الصراعات الاقليمية, وضمنها الصراع في الشرق الأوسط. هذا يفيد بأن المناخ الدوليء بمختلف
ابعاده وانعكاساته على القضية الفلسطينية؛ مذّل احد شواغل الخطاب السياسي الفلسطينى. وضمن
هذا الفهم» كانت الانتفاضة وأسلويها في النضال المدني احدى أقوى الرسائل الموجّهة الى الساحة
الدولية حول مطالب الشعب الفلسطيني وتصميمه على بلوغ الأهداف. وقد كانت المطالب الفلسطيئية,
بما في ذلك اعلان الدولة المستقلة. منسجمة: الى حدّ كبير مع ما قرّره المجتمع الدولي في حدود
القرارات الاولية الصادرة عن الأمم المتحدة. وهكذاء تبدّت الانتفاضة مطالب لا تتناقض مع ما
اعتمدته القوى الدولية المعاصرة, عدا قلّة قليلة من هذه القوى (بخلاف اسرائيل)» كالولايات المتحدة
الاميركية التي يجرى معها حوار بخصوص هذه المطالب. والمتصورء والحال كذلك, ان الانتفاضة
الفلسطينية قد راعت تماماً جوهر مواقف الاطراف الدولية المعنيّة بتطورات قضية الصراع العربي -
الاسرائيلي في المنطقة, ولم تحاول ان تتجاوز مطالبهاء في هذا الاطار. يما يمكن ان يجعل لبعض
الاطراف الدولية حجة كبيرة للحؤول دون تحقيق هذه المطالب. كذلك استثمرت الانتفاضة:؛ على
الصعيد الدوليء ما أتاحته التقنية المعاصرة من وسائل اتصال وقدرة على الحركة الاعلامية
والسياسية الواسعة السريعة؛ بحيث أضحى العالم يتابع النضال الفلسطيني أولٌ بأول,
5 لشُوُون فلسطيزية العدد :.١199 تشرين الأول ( اكتوير) ١5/45 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)