شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 101)
- المحتوى
-
أحمد شاهين د
عَنْوَن الرئيس كارتر الفصل الأخير من كتابه بعنوان «المستقبل», وكتب: «ليس هناك من حل سحري لمعضلة
الشرق الأوسط؛ كما ان وصف القضايا البالغة التعقيد ووجهات النظر المتعارضة بأي درجة ملحوظة من التفاؤل
لتبدى مسألة بعيدة من الواقع. ومنذ توقيع معاهدة السلام الاسرائيلية المصرية أريق الكثير من الدماء دون
طائل؛ كما خبت آمال عديدة من أجل السلام. وفي الوقت [عينه]» فانه من المستحيل الاقلاع عن البحث عن
السلام رغم ان العقبات تكاد لا تحصى. ان التساؤلات التي يتوجب أخذها بعين الاعتبار تكاد تكون دون نهاية:
ماهي احتمالات المستقبل؟ ما هى لوازم السلام الأساسية؟ هل يمكن ايجاد سلام متوازن نسبيا يديم الظروف
والاتجاهات العامة الحاضرة فحسب؟ هل يرضى اولئك المضطهدون بالانتظار بسكينة اتفاقية سلام مشكوك بهاء
في المستقبل القريب؟ هل يتدهور الوضع باطراد حتى يبلغ أزمة تدفع الفرقاء المعنيين الى الفعل حسبها ؟ فل يوجد
امكانية أفضل للنجاح تعتمد الجهد الدبلوماسي المثابر والهادىء, أو التحرك الرسمي الجريء باتجاه
المفاوضات؟ ما هي لأسب المشتركة الحاضرة التي يمكن للفرقاء المتصارعين ان يبنوا عليها مستقبلاً أكثر أمناً؟
وأكثر ما يثير الرعب؛ هل يمكن للخلافات الحالية ان تقود الى استخد ام الأسلحة النووية: أو الى مواجهة عسكرية
مباشرة بين القوى العظمى؟» (ص 187). وحاول؛ في الصفحات التالية تلخيص أوضاع المنطقة, واستنتج ان
الأوضاع الداخلية لدولها باتت الهم الأساسء حيث «ان اسرائيل وغالبية الأنظمة العربية أصبحت مشغولة
بمشاكلها الداخلية أكثر فأكثر, والتي تشتمل على مسائل تتعلق بالهوية الدينية؛ كمشكلة منبعثة مجدداً..
والخوف من تدخل أبعد من القوى الخارجية:؛ بما فيها القوى العظمىء وأخيراً من الانخفاض الشديد لعائدات
النفط. لقد تسببت هذه العوامل بقلق كبير لبعض الدول العربية التي سلطت اهتمامهاء حتى الآن؛ على القضايا
الخارجية: بما فيها السلام مع اسرائيل؛ وايجاد حل ما للمشكلة الفلسطينية. أمّا الآن» فان العرب يسعون
[الى]... تحرير أنفسهم من عبء الفلسطينيين» (ص ١88 - 144). ورأى ان القرار الرقم ؟4؟ ما زال يشكل
الأرضية المقبولة للتسوية في المنطقة؛ حيث يلقى قبولاٌ «لدى غالبية حكومات الشرق الأوسط» (ص ١1١)؛ كما
ان العرب أقرّواء «في تداولهم وفي بياناتهم الرسمية, بالحاجة الى التفاوض مع اسرائيل بغية الوصول الى حل
سلمي لخلافاتهم» (ص .)١157 لكن «القضية الأساسية والأكثر اثارة للجدل؛ بطبيعة الحال, [هي] ماذا يتوجب
عمله بالنسبة الى الفلسطينيين» الذين عاشوا لأكثر من جيل كلاجتين, أو لأكثر من سبعة عشر عاماً تحت
الاحتلال العسكري المستمر. ان المفاوضات الناجحة بصدد السلام الدائم لا يمكن تحقيقها دون اشتمالها على
الفلسطينيين. هذا ويقرّ المسؤولون الأميركيون بهذه الحقيقة, في الوقت [عينه]... الذي يرفضون الاعتراف أ أد
التفاوض مباشرة مع م.ت.ف.» (ص .)١195 وأضاف الى ذلك ان «هناك مشكلة صعبة أخرىء وتعنى بت
الاتحاد السوفياتي... وفيما يبدو ان دور الاتحاد السوفياتي هو في البقاء؛ وفي التجتْب ؛ وق الاتلاف البقاء في
المنطقة من أجل تجنب أية مواجهة مياشرة مع الولايات المتحدة وللحيلولة دون أي جهد ناجح يصدد اقامة تسوية
سلا دائمة يكون فيها الكرملين مستبعدأً» (صص .)١535-55
وأخيراً: رأى كارتر ان في السعي الدائم الى حل خلافات الشرق الأوسط ثمة شروط أساسية واعتبارات معيّنة
قد تكون عوامل مساعدة وهي: «يجب ان يعترف العرب... بأن اسرائيل حقيقة لها الحق في العيش بسلام...
وعلى هذا الأساس يجب حل الخلاف داخل اسرائيل. في سبيل تعيين حدودها الدائمة؛ يجب أن تؤكد اسرائيل»
مجدداً. ارادتها في الانسحاب من الأراضي المحتلة, كما ينص عليه قرار الامم المتحدة الرقم 747...؛ يجب
الاعتراف بحقوق الفلسطينيين؛ بما فيها حق تقرير المصيرء ان من شأن ذلك افساح في المجال... ل ] امكانية
اتحاد كونفيدرالي بين الفلسطينيين والأردن؛ ان تركيز الاهتمام على لبنان يجب الآ يكون على حساب عملية
السلام... هذه المشكلات لا تنفي أحداها الآخرى؛ وانما هي مرتبطة ببعضها على نحو لا يمكن التملّص منه.
يجب الا يسمح لأي من الرافضين ان يمنعوا التحرك نحو الاعتراف باسرائيل وضمان أمنهاء أو تحدّ [من]
١945 ) لشُوُون فلسطرزية العدد 155: تشرين الأول ( اكتوبر 1٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)