شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 137)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 137)
- المحتوى
-
سيئين' او اطلاق النار على أرجل الكبار. ممّا يصيب
مقتلاً في رؤّوس الاطفالء فقد تبين» » في حالات كثيرة
قتل فيها اولاد نتيجة اطلاق نيران جنود الجيش
الاسرائيلي؛ ان الاولاد لم يكونوا «متورطين في رشق
الحجارة» أوقذف الزجاجات الحارقة» (عل همشمار,
)2
وحقيقة الأمرء ان الاسرائيليين يصابون
بارتباك كبير في مسألة مواجهة شبان الانتفاضة,
وأساليب عملهم المختلفة» ودوافعهم الشديدة ازاء
مواجهة جنود الجيش الاسرائيلي. وقد نقل عن
مصدر عسكري اسرائيلي قوله» وعلامات الاحباط
تسيطر عليه: «انظر الى هؤّلاء الآباء الفلسطينيين؛
انهم يررسلون ابناءهم الى الموت. أمّا الأولاد الأكثر
تميزاً فانهم يرسلونهم الى اشعال الحرائق»
(المصدر نفسه) .
ولا تقل قسوة سلطات الأمن الاسرائيلية على
الاولاد في السجون والمعتقلات عمًا تمارسه ضد
الشبان الأكبر سناً. فعلى نقيض كل الأعراف
الدوليةء يلقى الاولاد المعتقلون معاملة قاسية في
السجون والمعتقلات الاسرائيلية. ففى جولة على
السجون والمعتقلات: وجد أعضاء جمعية حقوق
الطفل حسب ما جاء في معطيات قدمها البروفسور
لاسلي سابا - اكتظاظاً كثيفاً تغص به السجون.
فالمكان المخضص للطفل المعتقل يبلغ؛ في المتوسط,
نحو مترين مربقين مقابل ثمانية امتار مربعة
تفرضها المقاييس العالمية المتعارف عليها. كما يوجد
نقص في تقديم العلاج الطبي. وخزج اعضاء الوفد
بانطباع ان الوضع الذي يعانى مثه
الاولاد المعتقلون صعب جداً (يديعوت. أحرونوت,
)2
وغلى الرغم من ادغعاءات يعض المسؤولين
الاسرائيليين بأنهم بصدد اتخاذ اجراءات تقلص
حجم الاصابات بين الفلسطينيين؛ عبر التدقيق في
تعليمات فتح النارء والتتحقيق مع الجنود
الاسرائيليين في الحالات التي تؤدي الى قتل اطفال,
الا ان سياسة تشديد القمع والاضطهاد هي
سياسة مبرمجة» وتأتي في سياق مخططات السلطات
الاسرائيلية لتحقيق نتائج بعيدة المدى: كما ذكر
الصحفي أوري نير. والطموح الذي تسعى اليه
السلطات الاسرائيلية من وراء ذلك, هو الوصول
2,195 اشيُون فلسطيزية العدد ١
مس
محمد عبد الر.
الى نتائج على المدى البعيدء هدفها احداث فجوة
عميقة بين نشطاء الانتفاضة وبين الجماهير, وصودٌ
الى نقطة الانفصال؛ ووصول أطراف «معتدلة» الى
موقع القيادة «والسلوك في مسار لحل وسط مع
حكومة اسرائيل» حسب قواعد اللعبة العامة المقبولة
لدى الحكومة» (هآرتس, 1585/8/55).
ومن مفارقات الموقف الاسرائيلي» الذي يعكس
ارباكاً لدى السياسة الاسرائيلية ازاء المناطق
المحتلة» ان بعض الأووساط الأمنية يعارض زيادة
اجراءات القمع ضد المواطنين الفلسطينيين؛ لأن
ذلك يودي الى نتائج عكسية . فالقسوة ة تستدعي من
الطرف الآخر ردآ موازياً . وهذا «يخدم أهداف
القائمين على الانتفاضة في المحافظة على زخمها
وتوجهاتها تجاه الرأي العام». وحسب تأكيدات
رئيس الاركان الاسرائيلية» الجنرال دان شومرون,
فان نشطاء الانتفاضة «لا يعتقدون بأنهم سوف
ينجحون في طرد الجيش الاسرائيلي: أو اخراج
اسرائيل من المناطق [المحتلة]. ان هدفهم هو
استمرار اشغال الرأي العام في اسرائيل. وفي العالم,
على حدّ سواء. من أجنل أهداف الانتفاضة؛ وان
اطلاق العيارات الحيّة من جنود الجيش الاسرائيلى
يخدم هذا الهدف؛ والجيش يدرك ذلك» (يديعوت
أحرونوت: 1545/9/7).
ومن أجل تحقيق هدف احداث فجوة بين قيادة
الانتفاضة والجماهير الفلسطينية» عبر ممارسة
ضغوط مختلفة على -المواطتين الفلسطينيين, لجأت
سلطات الاحتلال الاسرائيلية, مؤخراً: الى اتباع
اجراءات: عدة لتحقيق هذا الهدف. فقد تم اصدار
التعديل الرقم ؛ للقرار الخاص بشأن المعتقليق
الاداريين, والقاضي بتمديد الاعتقال الادازي لمدة
عام يدل من نصف عام: وتجديد القزار الخاص
بالاعتقال حتى نصف سنة. وقد اتخذ القرار
لاحداث تأشرات نفسية لدى المعتقلين, و«لتحسين»
الوضع الأمنيء حسب ما صرّحت به المصادر
الأمنية الاسرائيلية. وفي هذا الاطارء ساآل القاضي
موشي دروري كيف يمكن لمثل هذا القرار ان يحسّن
الوضع الأمنيء على الرغم من أنه لم يغيّر شيئاً في
جوهر الوضع السابق؟ وأضاف: «صحيح انه من
الصعب أن نرى بذلك خطوة تناقض ميثاق جنيف,
لكن من الصعبء أيضاًء رؤية كيف يدعم مشل
تشرين الأول ( اكتوير) ١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22423 (3 views)