شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 139)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 139)
المحتوى
باقي أخطار الوسائل القمعية الاسرائيلية الأخرى.
بل على العكسء قد يكون خطر هؤّلاء في احداث
ضغط مجتمعي ونفسي أخطر من بقية الوسائل
المعتمدة حتى الآن . وقد يشكل هؤلاء. ف ما اذا
أهملواء وقويت شوكتهم: نواة لطابور خامس يزعزع,
الى حد ماء من قدرة الجبهة الداخلية على الصمود.
لقد استندت أجهزة الأمن الاسرائيلية, مظظلها
مثل أية سلطة احتلال أجنبىء الى شريحة هامشية
من المجتمع ارتبطت معها بمصلحة ما في تقديم
المعلومات السرية عن السكان المحليين. وقد احتاجت
اسرائيل» بصورة ملمّة مع اندلاع الانتفاضة:؛ الى
مثل هؤلاء. الذين أصبحوا يعرفون ب «المتعاونين»
وهم من الذين «ضبطوا في مخالفات متنوّعة وجندوا
في اثناء التحقيق معهم: ويحصلون على النقود مقايل
خدماتهمء أو على منافع أخرى» (ران كسلوى
هآرتس, ‎.)194895/5/١17‏ وهناك فئة أخرى من
المتعاونين ارتبطت بالاحتلال من خلال سرقة الأراضي
من المواطنين الفلسطينيين لصالح السلطات
الاسرائيلية» للاستيطان اليهودي فيهاء أو لأغراض
عسكرية.
وتنظر السلطات الامنية الاسرائيلية يقلق كبير
الى المبادرات التي تقوم بها القوات الضاربة في
تحدير المتعاونين وتصفيتهم. اذا لم يرتدعوا يعد
تنبيهات عدّة. وكان هؤّلاء وفّروا لسلطات الاحتلال
معظم القوائم بأسماء النشيطين في الانتفاضة,
الذين أصبحوا «مطلوبين» للسلطات الامنية. حيث
يجنْد الجيش الاسرائيليء منذ شهور عدّة, كل
جهوده لالقاء القبض عليهم.
ومن أجل الحفاظ على المصداقية الاسرائيلية
تجاه المتعاونين: والمحافظة على أهم مصدر
للمعلومات. أعطيت التوجيهات والتعليمات الى
الجيش الاسرائيني للرد بسرعة؛ ويشكل هجومي»
«على كل محاولة تستهدف شخصاً يطلب المساعدة,
بسبب كونه متعاونا». على الرغم من اعتراف
الاسرائيليين بأن مواجهة مثل هذا الواقع صعب
جداً بالنسبة الى جهاز الأمن الاسرائيلي (افي بنياهو,
عل همشمار. ؟1544/8/55).
ويلاحظ الاسرائيليون ان تصفية المتعاونين
أظهرت قدرة قيادة الانتفاضة على تنفين تعليماتها
بالنسبة الى استخدام السلاح الناري في
05-9951
سس سم
محمد عبدالر.
فعاليات الانتفاضة. فعلى الرغم من اعلان القيادة
الفلسطينية؛ تكراراً. عن ضرورة المحافظة على
الطابع الشعبي ‏ الجماهيري للانتفاضة؛ وحصر
استخدام الوسائل البسيطة سلاحاً لهاء الا ان
السلاح الناري استخدم لتصفية المتعاونين. ويوؤكد
هذا الأمرء في الواقعء وجود «انضباطية لدى
الأوساط التي تدعو الى العنف. حيث يتم تقييد
استخدام السلاح الناري في عمليات خاصة فقط»
(بنحاس عنباريء المصدر نفسه) .
وتشير عمليات تصفية المتعاونين: كذلك؛ الى
«اثبات اضافي لقدرة الانتفاضة على تقويض نظام
الأمن الاسرائيي في الأراضي [المحتلة]» (كسلى,
مصدر سيق ذكره).
ومن المؤكد, انه لولا شبكة المتعاونين لما وصل
عدد معتقلي الانتفاضة الى العدد الذي وصله اليوم؛
وا استطاعت القوات الاسرائيلية ان تدخل بعض
الاحياء والأزقة. التى لا يمكن ان تدخلها اعتماداً
على وبسائّلها الخاصة. ويذلك» فان تصفية المتعاونين
تربك القسم الآخر المجهول من المتعاونين؛ وتردع
آخرين من التفكير في الخضوع لكائد وضغوط
سلطات الاحتلال للتعاون معها.
وكان المتعاونون ساهموا في جمعء واعدادء
قوائم بأسماء نشطاء الانتفاضة وقادتها الميد انين
في اللجان الشعبية والقوات الضارية. وقد استندت
السلطات الاسرائيلية الى قوائم الأسماء تلك في
اعتقال كثيرين من الشريحة القيادية للانتفاضة:؛ مما
اضطر تلك القيادة الى تغيير الكثير من تكتيكاتهاء
واصدار تعليمات الى نشطائها في تغيير أساليب
عملهمء والاختفاء نهاراً. والحفاظ على قدر كبير من
السرية.
وقد رافق تلك المرحلة بروز ظاهرتين محددتين.
الأولىء زيادة الشكوك والحذر من المشتبه بهم
كمتعاونين؛ والثانية» القيام بعملية تغيير في الكادرات
التي تقود العمل الميداني اليومي, الأمر الذي دفع
قيادة الانتفاضة الى تسليم شبان جدد مسؤوليات
قيادية. ووصف أحدهم الكادرات القيادية الجديدة
بأنها صغيرة السنء «وأقل تجربة ووعياً... وأشدّ
تطرفاً . وأن انضباطهم وكوابحهم أقل. وتحمل
نشاطاتهم العدائية طابعاً عفوياً...» (أوري
١545 ‏تشرين الأول ( اكتوير)‎ ١159 ‏اشْوُون فلسطيبية العدد‎ 1١1178
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22423 (3 views)