شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 167)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 167)
- المحتوى
-
لو نجحنا في ان نتوصل الى تغيير ماء حتى لى لم يكن
بعيد المدى [في العلاقات] مع الدول العربية» فان ذلك
كان سيؤثر. أيضاًء ٠ على العرب الفلسطينيين. وعلى
سبيل المثال» لى قررتء اليوم» دولة عربية» أياً كانت
صغيرة أم كبيرة» اقامة علاقات معناء حتى لو لم تكن
رسمية, أي على غرار دول شرق اوروياء لكان لذلك اثر
عظيم أيضاً على السكان في اسرائيل» وايضاً على
السكان العرب. فهذا كان سيثبت ان السلام ممكن
وفي متناول اليد.
© ألا تحاول بذلك تجاوز المشكلة الاساسية ؟
© لا أرى الامر هكذا. ان جزءاً من المشكلة هو
النزاع بيننا وبين العالم العربي» الذي لم يقررء بعد,
القبول بذا والتسليم بوجودناء وهذه حقيقة. اننى أذكر.
عندما كنت في آخر زيارة لي لاسبانياء وتحدثت مع
رئيس حكومتهاء فيليب غونزاليسء انه قال لي ان لبلاده
علاقات ودّية مع معظم الدول العربية: وتقريباً كل واحد
من [زعمائها] يقول له عملياً انهم معنيون بالتوصل الى
السلام. قلت له: اذا كان الامر كذلك؛ فلماذا يكتفون
بالهمس في أذنيك في هذا الامر؟ لماذا لا يعلنون عن ذلك
في مؤتمر الرباط ؟ [لماذا لا يقولون] نحن لا نتفق معكم
في الشأن الفلسطينيء ولكننا معنيّون بالسلام. هناك
دول كثيرة في العالم لا تتفق معنا في الشأن الفلسطيني:
ومع ذلكء فان ذلك لا يحول دون اقامة علاقات رسمية
معنا. وكان صعباً على السيد غونزاليس الرب على ذلك
لقد قال لي: ارجو ان تفهم ان : الفجوة بين الكلمة والفعل
كبيرة جداً عند العرب» وأي منهم لن يجرؤ على التفوّه
بأي شيء اذا لم يكن مدعوماً من الجميع. هنا المعضلة.
وأنا لا اتجاهلها. ولكن هل هذا يعني انه لا يجب ان
نواجهها؟ فالقضية الفلسطينية شي قضية صعية:
ومعقّدة, ومركية:. ونحن نرى ذلك.. فعندما تنتحدث و
مختلف الناس منهم [أي الفلس طينيين]» فا
يصلون فوراً الى الجوهر: لمن هذه البلاد؟ أمي لنا أ أم
لكم؟ وهذه مشكلة لا يمكن حلها بمناورات شكلية. اني
أقول: صحيح هناك نزاع قديم جدا؛ وهناك طريقان
لمواجهة المشكلة: اما بواسطة المجابهة, او بواسطة
المفاوضات؛ ونحنء من جهتناء نفضل المفاوضات.
اذن» تعالوا نتفاوض. والطريق الوحيد». عندما تكون
هناك مشكلة معقّدة الى هذا الحد ٠ هى البدء
بالمفاوضات قبل أي شيء آخرء دون الاعلان» مسبقاً:
عن محطته النهائية وعما ستكون عليه النتيجة في نهاية
المطاف. فمن المحتمل ان تدور المفاوضات سنوات
,155 شُوُونَ فلسطيزية العدد 1١115
وثائق سس
ولذاء يجب تركيز كل الجهود للبدء بالحديث من خلال»
وعلى أساس.ء اتفاق واحد على الاقل» وهو ان الطرفين
معنيان بالتوصل الى حل سلمي. فاذا لم يكن هناك
اتفاق بهذا الشأن:ء فلا معنى للبدء بالمفاوضات.
لنفترض ان العرب اتوا الى مفاوضات كهذه: وسواء
أكانوا دولاً أوشخصيات محلية؛ ففي كل حال يجب ان
يكونوا مصممين في رآيهم على التوصل الى حل. فمن
جانبناء ليس هناك شك في ذلكء وهذا هو جوهر المبادرة:
الدخول في مسار المفاوضات» من اجل التوصل الى حل
سلمي.
ه ولكن بالضبط. وعلى خلفية اقوالك. نود ان نفهم
لماذا تصن على وجود مبادرة اسرائيلية فقط ؟ فهل رد مبارك,
الذي هوء عملياء رذ نحن طلبناه منذ لحظة ظهور الخطة
الاسرائيلية. ليس جزءاً من مبادرة السلام الاسرائيلية تلك
التي تتحدث عنها ؟
© لقد قلتء. بوضوح., انني ارخب بمساهمة
مبارك. قلت ذلك بشكل لا لبس فيه؛ وذلك لأننا قلناء في
مبادرتنا السلمية, ان الدول التي كان لها ضلع في
كامب ديفيد تتحمل, قبل غيرهاء مسؤولية خاصة.
ولذاء فان عليها ان تشارك: ويخاصة في الجهد المبذول
لتسوية المشكلة بالطرق السلمية. أنا لا أقول لمبارك: لا
تتدخل. فليساعد ؛ ولكن دون أن يعرقل. ان ما
يزعجنيء في هذا الوقتء في أسلويه. هى ان ما تفعله
مصرء اوما يفعله مبارك؛ يبدومن خلال التوافق القاطع
في الرأي والتماثل القاطع مع منظمة التخرير
الفاسطينية؛ ويقول ذلك وزير الخارجية المصرية,
بوضوح. وأنا لم اسمع من ميارك يوضوح انه في كل ما
يتعلق بالنزاع مع اسرائيل والقضية الفلسطينية: انه
لن يخطو أي خطوة؛ مهما كانت صغيرة: دون موافقة
منظمة التحرير الفلسطينية. وهناء نحن نصل الى لغم
معين, نظراً الى اننا قلناء في مبادرتناء اننا لن نتفاوض
مع م.ت .ف. وما يستدل من ذلك اننا لن نسير الى حلول
مقبولة من م.ت.ف. وعندما ينطلق مبارك ومصر مسبقاً
من خلال الافتراض انهم لن يفعلوا شيئاً غير مقبول
من م.ت.ف. فعندها ليس هناك ما يمكن أن نتحدث
بشأنه؛ الا اذا غيّروا من نظرتهم الى م.ت.ف. وعلى
ماذا كان الاجماع حول مبادرتناء وعلى ماذا كان يرتكز
أملنا؟ ان يأتي يوم» يأتي فيه عرب [الضفة
الفلسطينية والقطاع المحتلين] لاجراء مفاوضات معنا
ويشاركون في المبادرة. لقد قلناء وزير الدفاع قال ذلك
غير مرة. انه سيأتي اليوم الذي ييأس فيه
تشرين الأول ( أكتوير ) ١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)