شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 26)
- المحتوى
-
ثم تحولت إما الى جهاز مشلول بسبب عجز فوضويتها التطبيقية عن الانسجام مع تحليلاتها
النظرية» او الى جهاز منحرفء وربما انتهازي»: بسبب تغليبها الفوضوية التطبيقية وتحويلها
الى نوع من البراغماتية.
لا نستطيع, الآن, تقدير ظروف الحزب الشيوعي الفلسطيني في الثلاثينات بدقة؛ ولكن,
بشكل عام كان امامه واحد من خيارين: إما ان ينتهئء عملياً. كتنظيمء او ان يدخل معمعمة
الصراع القائم من خلال التنقاضات الغنية التي كانت موجودة. تنقاضات بين الامبريالية
والقيادات الفلسطينية:» وبين الاولى والقيادات الصهيونية» وبين القيادات الفلسطينية
والقيادات الصهيونية, وبين القيادات الفلسطينية فيما بينهاء والقيادات الصهيونية فيما
بينهاء وبين القيادات الفلسطينية والعمال والفلاحين العرب, وكذلك بين القيادات الصهيونية
والعمال اليهود.
في هذه التنقاضات هناكء دوماً. خط تقدمي, سواء كان عميقاً واضحاً اوواهياً. والطليعة
الشورية يمكن ان تضع نفسهاء بمقدار ما تسمح لها وسائلهاء في الموقع التقدمي» وتبني
تحالفاتها العابرة, اى البعيدة المدى نسبياً. على هذا الاساس. ولكي تثبت الطليعة الثورية
وجودهاء يجب ان تفعل. ولكي تفعل؛ يجب ان تسير على ارض واقعية, ومن خلال التناقضات
الاجتماغية المحسوسة؛ القائمة فعلاً. في نفس الوقت, يجب ان تكون وظيفة اي خطوة جديدة
هي ان تزيد وتعمق صلتها بالعمال والفلاحين. ربما يكون مفروضاً على الطليعة الثورية ان
تعمل على المدى القصيرء. او على المدى الطويلء كل ذلك يتحدد على ضوء المعادلة الزمانية -
المكانية - الاجتماعية التي يفترض ان توضع بشكل علميء وعلى ضوء قوانين التحول
الاجتماعي. 1 ١
1١١
لقد تحرك الشعب الفلسطيني في الثلاثينات متأثراً بتأثر قياداته بالاطار العربي. وكان
لهذا التحرك سمتان هامتان تختلفان عن بعضهما اختلافاً عميقاً . السمة الاولى هي المتعلقة
بالمنظور الكفاحي ؛ فالنضال العربي متكامل: ويفترض الآن ومن قبل وفي كل وقت ان تتضامن
المنظمات الثورية .العربية. وان تجد الصيغ الصحيحة للتعاون في مختلف مراحل المعركة
التحررية:. والبروليتارية؛ والسمة الثانية هي المتعلقة بالواقع السياسي العربيء اذ كانت
المنطقة العربية في الثلاثينات تحت سيطرة الامبريالية البريطانية والفرنسية, والاطار العربي
يمكن ان يعني - اذا لم يكن تضامناً نضالياً وقوع التحرك الفلسطيني تحت تأثير الزعماء
العرب». وهذا يعني » بدورهء الوقوع في قبضة الامبريالية . ذلك ما حدث تماماً. . فجميع
التضحيات الجماهيرية, العربية والفلسطينيةء وظفت لصالح حصول الزعماء الرجعيين
العرب على مزيد من المكاسبء من جهة» وحسن تنفيذ المخططات الامبريالية. من جهة اخرى.
«الارض الصديقة». التي هي المجال السياسي العربي: كانتء في حقيقتهاء تمويهاً لأرض
معادية لقي فيها آلاف العمال والفلاحين الفلسطينيين الموت آو الدمار أى التشريد.
طبعاً. كان ضرورياً الاستفادة من الامكانات الايجابية في الواقع السياسي العربي. واكثر
من ذلكء ان مثل هذه «الاستفادة» لن تكونء في كل الاحوالء ايجابية فقطء وانما لها
مضاعفاتها السلبية؛ ومن السذاجة الا تضع الطليعة الثورية المضاعفات السلبية في
>” - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1599 (13 views)