شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 38)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 38)
المحتوى
الملاحة. ويبدو أن المراقبة الاستخباراتية ازدادت في موانيُ المنطقة, وخاصة في قبرص
واليونان» كما يدل اعتقال مجموعتين بحريتين خلال الانتقال الى لبنان بمركبين سياحيين في
نهاية آب (اغسطس) 1946.
الا ان الثغرة الاكبر في العمليات البحرية تمثلت في عدم تغيير التكتيكات الفلسطينية
بشكل ملحوظ رداً على المتغيرات الميدانية التي خلقتها الدفاعات الاسرائيلية. حيث تشابه
منطق: التخطيط والتنفيذ في غالبية الخالات كما تشابهت أهداف العمليات والنتائج المتوقعة
منها. فقد وضع مخططو العمليات نصب اعينهم هدفاً ميد انياً واحدأً هو الوصول الى الشاطىٌ
وتنفيذ عمل عسكري هناك خدمة لهدف سياسي أوسع كالتذكير بوجود م.ت.ف. وقدرتها على
ارباك أو افشال السام الدبلوماسية. التي لم تشارك فيهاء أو كإثبات الوجود فلسطينياً.
ويبدو أن شدة الرغبة في تحقيق مثل هذه الاهداف الميد انية والسياسية خلقت معضلة عملية
فكرية لدى 10 عجزوا عن التجاوب مع المتغيرات الميدانية التي خلقها تكثيف
الدفاعات الاسرائيلية, وفقدواء بذلك. المبادرة التكتيكية التي انتقلت الى يدي الخصم الذي
بات يحدد ظروف المواجهة. ان صار مفهوماً لدى الاسرائيليين ومسلماً به لدى الفلسطينيين
ان الفدائيين سيتكركوان: بحرا ضفن[ مَجَمُوعات 'ضغيرة تحاول الوصول: الى الشاظئ ليلاً:
انطلاقاً من مواني لبنانية او عربية اى اجنبية في حوض البحر الأبيض المتوسط. أي ان
الطرف الفلسطينى عجز عن الاحتفاظ بالمبادرة اما من خلال تغيير التكتيك لايجاد طرق
اخرى لتحقيق الاهداف ذاتهاء مثل القيام بعمليات ضخمة أو بارزة في داخل الارض ال محتلة
بواسطة الخلايا السرية.. آوامن خلال تغييزالهدف الميداني (وحتئ اللسياسي).مثل:مهاجمة
الدفاعات الاسرائيلية نفسها (تفخيخ الزوارق المطاطية لاغراق الزوارق الاسرائيلية أو تفجير
أجهزة الرادار الطوافة) من اجل تحويل الاستراتيجية البحرية الدفاعية الاسرائيلية نفسها
الى مقتل للخصم ومصدر استنزاف له. فيصبح الطرف الفلسطيني هو الذي يحدد قوانين
وظروف المجابهة.
ويصعب تفسير هذا العجز الفلسطيني عن خدمة الاهداف السياسية بنجاحات
ميدانية. سوى بالعودة الى المنهج الذي يقود تحديد الاهداف واختيار الاساليب وتقييم
النتائج. فيظهر أن وفرة الامكانيات المادية, من بشرية ومالية (وما يتبع المالية كالاسلحة):
تجعل القياذة الفلسطينية تخطط لعمليات عسكرية ذات كلفة رأسمالية عالية, اذا اعتبرنا
الجهود البشرية المبذولة واستثمار المال والوقت في الاستطلاع والتدريب. والنقل تكاليف
رأسمالية, واذا كان الميل نحو نمط عسكري عالي الاستهلاك يعكس وفرة الموارد لدى حركة
المقاومة من جهة اولىء الا انه يعكسء من الجهةالثانية, محاولة شراء النتائج السريعة
بواسطة الامكانيات المادية وليس من خلال التكتيك الناجح والملائم للقدرات الفلسطينية
الفعلية. ويعني ذلك الاستهتار بأهمية الأثر التراكمي للعمليات الصغيرة المتواضعة في داخل
الارض المحتلة والتي يمكن لها أن تؤدي الى مفعول أكبر ل لاقت الدعم الجدي والصبر
اللازم. كما يعني ذلك ايضاً؛ على مستوى أعمقء أن القيادة الفلسطينية تشعر بأن امتلاكها
للموارب المادية.يعوض: من خلال قدرتها الشرائية الآنية. عن ضرورة تكريس الجهود اليومية
الرئيسة في عمل غير ملفت للانتباه يعود بنتائج في الامد الطويل فحسب. فقد حل الميل نحو
قذف المشكلات بالمال مكان معالجتها بالابداع الفكري الذي يعتمد على العنضر البشري
يذنا
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)