شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 39)
المحتوى
الذي يتم بناؤه تدريجياً.
إنه من سخرية القدر أن الحجة الاساسية للمضي بأسلوب العمليات البحرية: ألا وهي
تحقيق الاهداف السياسية والمعنوية الفورية التي يزعم انها حيوية» تنقصها الوقائع. فقد
اد االفشلق المتكرر لمثل هذه العمليات الى تقليص الحجة السياسية للقيام بها الى حد بعيد»
بل وأدى الفشل الى نتائج سياسية ومعنوية عكسية كفقدان المصداقية في نظر الجمهورين»
الفلسطيني والخارجي» على حد سواء. وعادت هذه الحالة؛ من جهة: الى السعي وراء أهداف
يصعب تحقيق من خلال عملية عسكرية واحدةء مهما كانت ضخمة ‎٠‏ مثل عرقلة تحرك
دبلوماسي اقليمي» ومن جهة اخرئ الى حقيقة أن نسبة المردود الى الكلفة, عسكرياً ومادياً:
تدنت الى درجة أن أي مكسب سياسي جزئي لم يعد يحسّن حساب الربح والخسارة السياسي
- العسكري الاجمالي فلم يعد يبرر القيام بالغملية:
فيلاحظ أن عملية بحرية تشهد وصول المجموعة الفلسطينية الى الشاطئ واشتباكها
هناك على الأقل, يعتبر تهديداً فعلياً للاسرائيليين ويمكن أن يقتل بعضهم؛ فتعتبر تلك عملية
ناجحة بمعيار.هدفها المعنوي حتى اذا استشهد الفدائيون أى عجزوا عن الانتقال الى
الداخل لضرب الاهداف أو احتجاز الرهائن أو اطلاق السجناء. وكانت تلك تجربة عمليتي
«سافويء .العام 16374 وددلال المغربي» العام 1114 البحريتين وعملية الباص في قطاع غزة
العام 151484 والتي نفذها أعضاء سريون أتوا من القطاع وليس من البحر أصلاً. اما
العمليات التي يُجهضها الاسرائيليون وهي في مراخلها الاولىء أي في عرض البحرء فكأنها
تعلن للجمهورينء الاسرائيلي والفلسطيني» أن الفدائيين يقومون بعمل غسكري سيء
التصميم والتخطيط وقليل فرص النجاحء مما يمنع تحقيق أية مكاسب عسكرية أو سسياسية
أو معنوية. يتمثل المعيار الصحيح لقياس هذا النمط القتالي؛ اذاًء بقدرة الطرف الفلسطيني
إما على الوصول الى التربة: الفلسطينية أو على إيذاء الاسرائيليين جسدياً ومادياً في البر أو
اليحر. ويقف حد فاصل دقيق ليفصل بين القيام بعملية تأتي بمردود سياسي - معنوي» رغم
فشلها عسكرياًء بالمعايير الجامدة (استشهاد المجموعة وعدم تحقيق تحقيق أهدافها الميدانية
الموضوعة) وبين القيام بعملية لا يمكن أن تعود بالثمار لأنها تتبع تكتيكا مستهلكا سعيا وراء
المكاسب الآنية السريعة.
وينطبق ما سبق أيضاً. على العمليات التي تم التحضير لها جيداً. فقد تم تكريس جهود
بيرة تهيئة للعملية البحرية في نيسان (ابريل) ‎,١1146‏ حيث استغرق التدريب سنة كاملة,
تلقى خلالها بعض آفراد المجموعة الفدائية والبالغة 14 رجلاً دورات خاصة في الملاحة, وتم
شراء الزوارق المطاطية وَسلفينة مم4 تجارية “كمّاءتم إرسال من يصوّر افلاماً متحركة للساحل
الفلسطيني ومدينة تل أبيب: إلا أن كل هذا الجهد المنسق كان سيبوء بالفشل حتماً 0
لأنه كان سيصطدم بالضرورة بالحجاب البحري الاسرائيليء بل لأن المجموعة الفدائية
ستعجن عن العثور على طريقها نحو أهدافها الموضوعة ل
بالمنطقة وغياب الخرائط والافلام اللازمة لمنطقة الهدف وطرق الوصول إليه. فما قيمة كل ذلك
التحضير إذا كانت ثمة ثغرة أساسية في الخطة تمنع العثور على الهدف؟.يتمثل الجواب في
ان المخططين كانوا يعرفون: ضمناًء أن الفدائيين لن يجدوا طريقهم الى الهدفء كما دل
اصدار الاوامر البديلة الى المجموعة الفدائية بمهاجمة أية أهداف تلقاها في جوار نقطة
لكان
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)