شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 40)
- المحتوى
-
الانزال لتسبب القدن الاكبر من الارباك والقتل والضجة : ويعني ما سبقء أولاً. ان المخططين
لم يروا فرقاً ملموساً بين هدف ميداني وآخر. وبين المردود السياسي - المعنوي لكل نوع من
العمليات. ويشكل ذلك إما جهلاً أو عدم اكتراث: فيما يشكلء للفارق في الوقع على الجمهور
الاسرائيني والعالمي بين عملية تستهدف وزارة الدفاع أو الوحدات العسكرية وبين اخرى
تصيب المدنيين بلا تمييز. ويعني ما سبقء ثانياً؛ ان المنطق الموج للعمليات البحرية يرى
أهميتها في مجرد حدوثها وإثارتها للضجة الاعلامية وليس في نجاحها ميدانياًء ولا يزى ادا
يكترث لكون .ان كل تكتيك وكل هدف عملياتي له عواقب وآثار مختلفة! سيايئلياً ؛فهلاتزي
القيادة الفلسطينية, مثلاًء ارهاب أو ارغام أى اقناع الجمهور الاسرائيلي وقيادته بسياسة
معينة؟
ويبدى أن وفرة الامكانيات تشجع على عدم تقييم العمليات تقييماً نقدياً صارماً فيما بعد,
حيث يعوض وجود. الامكانيات الوفيرة عن ضرورة إجهاد العقل للخروج بحلول تكتيكية
إبداعية ويعوض حتى عن الاضطرار إلى التشكيك بصحة الاستراتيجية برمتها. ويعوب هذا
الميل إلى نسوءٍ فهم. الترابط الحيوي بين الغنصر السياسي والعنصر العسكرزي..كما يعكس
محاولة عدم رار بضرورة التغيير من خلال الاغراق بالعمليات وصوت إطلاق النار.
والسخرية هي أن طفيان الشعور بضرورة تحقيق المكاسب السياسية بأي ثمن يؤدي إلى
الشعور بأن «أي كلام» :(بالاصطلاح الشعبي) عسكرياً سيحقق الحد الادنى المطلوب
سياسياً وكان الأهداف السياسية لا تحتاج الى معايير صارمة 0 الاداء والاتجاز مثلما
تحتاج الممارسة العسكرية!
تعكس العمليات البحرية الفلسطينية: حقيقة مريرة. هي ضعف العمل العسكري -
التنظيمى داخل الارض المحتلة والذي لا تقدر القيادة الفلسطينية أن تعتمد عليه لتحقيق
الاهداف السياسية نفسها التي تسعى العمليات البحرية إلى تحقيقها. فقد عانى العمل
السري في الداخلء على الدوام من شوائب أساسية أدت الى تراجع واضح في عدد العمليات
واتساع رقعتها الجغرافية. وصحيح أن فترات متقطعة نشأت حين نما العمل, ومثلاً بعد عقد
اتفاقية كمب ديفيد» غير أن هذه الحالات النادرة أكدت القاعدة العامة بتدني العمل بدلا من
إلغائها. وتمثلت أهم عيوب العمل السري في الحجم الكبير للخلايا ومحاولة بناء الشبكات
الواسعة المترابطة, وفي عدم اتباع التدابير الأمنية الصارمة من قبل العاملين في.الداخل
والخارج على حد سواءء مما أدى الى اعتقال أو مقتل أو هروب العشرات في كل مرة قيض فيه
على فرد واحد من أفراد أية خلية. وشملت العيوب الأساسية, أيضاً .قيام نفس الافراد أو
الخلايا بالنشاط العسكري والسياسي والتنظيمي دون تمييز مما خلق ثغرات امنية واعاق
التخصص وسوء اختيار وتهيئة الاعضاء الجدد واقتضاب تدريبهم العسكري والأمني. وقد
تعلم بعضن-القِائْميّنِ غلى هذا العمل خلال عقد السبعيناتدروساً أولية من هذة التجربة:
كما دل اللجوء إلى الخلايا الضغيرة أو حتى الفردية وفضل النشاط العسكري عن السياسي
أو النقابي وما شابه. غير أن الوضع الاجمالي لم يختلف جذرياً في منتصف.الثمانينات عنه
في بداية السبعينات بعد خروج حركة المقاومة من الاردن» حيث ما زالتٍ نسبة عالية من
الخلايا تسجل مستوى متدنياً من النشاطية, وما زالت الأستخبارات الاسرائيلية تكتشف
الشبكات الكبيرة. ولعل السمة البارزة في العمل السري الفلسطيني في الارض المحتلة, والتي
لخن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)