شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 42)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 42)
المحتوى
حيث يُظهر بعض النواحي الايجابية الجديدة: رغم استمرار بعض السمات السلبية
القديمة . وتتمثل أهم التطورات الايجابية في ارتفاع عدد العمليات الصغيرة الثي تتكرر في
منصطقة واحدة لترهق المحتل: وفي اعتماد الأشكال الملائمة لقدرات وإمكانيات العاملين في
الداخل. وفي .الاتكال على الذات والعمل الفردي واستخدام الوسائل البدائية. فقد انتشرت
اعمال إلقاء القنابل الحارقة «مولوتوف» المصنوعة محلياًء وكذلك حالات زرع العبوات
المصنوعة من المواد الأولية. غير أن ما لفت انتباه المراقبين وأثار قلق المسؤولين الاسرائيليين
هو اغتيال الجنود الاسرائيليين بواسطة الخناجر والمسدسات ومحاولات اقتباس الاشكال
العسكرية المتبعة في جنوب لبنان مثل وضع العبوات الناسفة على حواف الطرق أو تفخيخ
السيارات: كما يلاحظ استخدام الاسلحة الاسرائيلية: اضافة الى الاسلحة المصنوعة محلياًء
في الكشير من. العمليات. وخاصة القنابل اليدوية التي شاع إلقاؤها على الدوريات والمراكز
الاسرائيلية مؤخرا.
تدل هذه الاشكال الناجحة (الناجحة بمعيار إلحاق الضرر المادي والمعنوي بالعدو
وإفلات المنفذين من المطاردة) على تعلم بعض العاملين في الداخلء على الاقل» للدروس من
التجربة السابقة. حيث يعملون ضمن مجموعات صغيرة أو فردية غير متصلة ببعضها
البعضء ويختارون الاهداف بدقة: والتي تنفع ضدها الاسلحة المتوفرة لديهم. لكن يبدو أن
منفذي هذه العمليات ينقسمون بين الشبان المتحمسين الذين يعملون بمبادرتهم الخاصة.
وبين المنتظمين رسمياً بحركة المقاومة الذين يتصلون بالخارج. فيتسم عمل المجموعة الاولى
بالعفوية وببساطة الوسائل ويدائيتهاء مما يحد من فاعليتها إلى حد مأا؛ أما المجموعة الثانية»
فيبدو أن ارتقاء مستوى عملها يعود إلى اغتمادها على الذات في شؤون التخطيط والاستطلاع
والتسلح, مما يعكس درجة أعلى من السابق من المبادرة والابداع والنجاح الأمني. وتجدر
مقارنة نتائج عمل هاتين المجموعتين بنشاط الخلايا التي تعتمد على الادارة والتزود من
الخارج, حيث تعجز هذه المجموعة عن القيام بنشاط مستمر ما دامت بلا:امكانيات مادية.
لكن يظل يعاني الجميع من نقص الاسلحة والعتادء مما يعنيء مثلاء استخدام عبوات
صغيرة متدنية المفعول في أوضاع تتطلب عبوات أكبر. ولا مانع في زرع عدد كبير من العبوات
الصغيرة: الا انه يجب الارتقاء الى عبوات اكبر في بعض الاحيان لايقاع إصابات اكثر, وإلا
يمكن أن تفقد العبوات بعض أثرها المعنوي والمادي على العدو. ويبقى الاستنتاج ان
التنظيمات الفلسطينية خارج الارض المحتلة تعجز عن إعادة تنظيم. عملها العسكري في
الداخل على أسس اكثر عقلانية وفعالية, وتعجز عن التغلب على الصعوبات التي تعيق تهريب
المواد الحربية إلى الداخل. فإما يعكس ذلك نظرة عدم اهتمام إلى وضع الداخل وسوء فهم
حقيقة اعتماد الاحوال السياسية لمن هو في الخارج على مجريات الامور في الداخلء أو يدل
على العجز عن تطوير الوسائل في الداخل الكفيلة بتحقيق الغايات المرجوة. ومهما كان من أمر,
فإن حركة المقاومة الموجودة ف الخارج باتت أقل قدرة على تنفيذ العمل وتوجيه الأمور ف
الداخل حالياً.
تقدم تجربة المقاومة المسلحة للاحتلال الاسرائيلي في لبنان منذ أيلول (سبتمير) ‎١145‏
‏دروساً عملياتية وسياسية هامة. ويمكن النظر إلى هذه التجربة على انها أفضل التجارب التي
خاضتها حركة المقاومة الفلسطينية والقوى العربية الاخرى؛ بمعيار الاساليب المتبعة
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)