شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 44)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 44)
المحتوى
بحيث يؤشر على معنويات وولاءات الجماعات المتعاملة مع اسرائيل» وكذلك ان يختاروا
الاهداف العسكرية التي تتمتع بأكبر تأثير نفسي وسياسي على قادة وجنود وجمهور العدو
الاسرائيلي. إن « هذه الاهداف هي تلك التي تحتوي على عنصر بشري اسرائيلي مرتفع ويمكن
ضربها بطرق مثيرة مثل الكمائن النهارية أو العمليات الانتحارية» مما يبقي الحرب الدائرة في
لبنان في اذهان الجمهور الاسرائيلي. ويلاحظء أخيراً. أن حركة المقاومة الفلسطينية اصرت على
عدم اصدار البيانات باسمهاء بل باسم المقاومة الوطنية اللبنانية غالباً» وقد تجنبت
الادعاءات المبالغة, فكان من شأن ذلك التواضع زيادة المصدإقية وجني المكاسب الأمنية ل
العسكرية الاضافية كإرباك العدو بخصوص هوية الطرف المنفذ وطبيعة التنسيق بين القوى
الوطنية المقاتلة.
لكن عانت هذه التجربة الناجحة؛ على المستوى الفلسطيني الذي يعنينا هناء من
مجموعة مترابطة من الشوائبء فيلاحظ أن الفضل في تنفيذ هذا المعدل المرتفع من العمليات
العسكرية وبذلك المستوى الاداتي المتقدم عاد إلى بعض الضباط بمستوى آمر كتيبة فما
دون الذين تمتعوا قبل كل شيء آخر بإرادة القتال وبروح المبادرة والجرأة. ويجب التأكيد:
للحق والانصافء أن مبادرة مشل هؤلاء الضباط لم تأت مخالفة للتوجه العام للقيادة
الفلسطينية. بل جاءت متمشية ومنسجمة مع توجهات القيادة بخصوص مقاومة الاحتلال»
والتي انعكست ايضاً بتوفير الامكانيات التسليحية والمالية والتموينية والتدريبية لتصعيد
العمل العسكري من قبل أي طرف يرغب في ذلك. إلا أن التوجه العام غير كافء لوحده,
لضمان تنفيذ الاستراتيجية العسكرية المرجوة» بل يتطلب الآمر ملاحقة شخصية ومباشرة
من قبل القيادة السياسية العليا (والتي تعتبر نفسها قيادة سياسية ‏ عسكرية بالمقام
الاول). وقد غابت هذه المتابعة إلى حد ماء بدليل أن الكثير من الوحدات الفلسطينية لم يشارك
سوى جرئياً أوحتى مطلقاً بالعمل العسكري ضد. الاحتلال طيلة تلك السنة وكان العديد من
هذه الوحدات بأمرة ضباط انضموا إلى الانشقاق عن «فتح» لاحقاً. ويعني غياب المتابعة
القيادية المطلوية أنه لولا وجوب أولئك الضباط المبادرين المذكورين سابقاً: لما قامت القوات
النظامية الفلسطينية (أي القوات المتفرغة والملتزمة بالاوامر العلياء تمييزاً عن الجماعات
المستقلة ذاتياً والتنظيمات اللبنانية) بذلك المعدل المرتفع من النشاط العسكري ضد
الاسرائيليين.
إلى هذاء كان يمكن تجاوز حالة الغياب القيادي والتغلب عليه؛ رغم واقع الشتات خارج
لبنان واستشهاد العميد سعد صايل (ابى الوليد) الذي كان يدير القوات المتبقية في سهل
البقاع والشمال ويؤمن.اتصالها بقياداة'م.ثا.ف.. لوتوجد:«ضباط كفؤون ومباذرون في7المرات
الميدانية القيادية في داخل لبنان. ويذكر أن الضباط الأكفاء المذكورين أعلاه لم يتمتعوا
بالنفوذ الأوسع وبالصلاحية الرسمية لتحريك بقية الوحدات المقاتلة. إن افتقار القيادة
الفلسطينية إلى الضباط بمستوى قادة اركان وقوات وكتائب قادرين (وراغبين) على تقدير
الموقف واتخاذ القرارات لم ينشا من فراغ طبعاًء بل نتج عن سلسلة من السياسات
والاختيارات والتعيينات التي تمت قبل وبعد حرب العام 1547. ولم تفلت التنظيمات
الفلسطينية الاخرى من هذا الوضع, حيث اشتركت جميعاً بافتقار القادة الكفؤين وقد
شتركت هذه التنظيمات أيضاً في امتلاك القدرات المادية لخوض القتال وفي امتلاك: نظرياً
2”
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)