شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 45)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 45)
المحتوى
على الاقل الدوافع لذلك (ضرب اسرائيل وتحرير فلسلطين)» إلا أنها لم تظهر الرغبة الداهمة
في خوضه. ولم يتميز «المنتفضون» ضد حركة «فتح» بحماسهم على القتال إذ أنهم لم يوظفوا
سوى جزء يسير من طاقاتهم البشرية والمادية ضد الاختلان الاسرائياي: في البنان وفلسطين,
وقد تضاعف تلكوّهم بعد أن احتكروا الساحة واحتشدوا بأسلحتهم الثقيلة في البقاع
والشوف بعد ايلول (سبتمبر) 1147. أو يمكن تلخيص العبرة المستنبطة من هذه التجربة
في حقيقة أن الاداء القتالي الجيد ينبع من المنهج السياسي المقاتل قبل أن يُنبع من الكفاءة
التقنية العسكرية. ا
انعكس التراجع في رغبة حركة المقاومة الفلسطينية بخوض القتال الرئيسي» بالنزوع نخو
اقتناء الاسلحة الثقيلة. وقد دلت تجربتا حرب الجبل في لبنان في نهاية صيف ‎١547‏ وحرب
طرابلس في أواخر العام نفسه على ميل القوات الفلسطينية نحو خوض القتال فحسب ضمن
تشكيلات كبيرة مزودة بالاسلحة الثقيلة. ولم يكن هذا الميل بجديد/ إن انه ظهر في النصف
الاول من عقد السبعينات, بعد «تجييش» قوات «فتح» في ‎11/١‏ 19177 وتكرس خلال
الحرب الاهلية اللبنانية وما بعدها. غير أن الوحدات أو التنظيمات الوحيدة التى تشبثت
باحتفاظها بالتشلكيلات الكبيرة والاسلحة الثقيلة» رغم دروس حرب 1147 الداعية إلى تبني
شكل المجموعات الصغيرة الخفيفة التسلحء كانت تلك التى مارست الحد الادنى فقط من
القتال ضد .العدى الاسرائيلي. ويجدر التأكيد أنه يمكن للاسلحة الثقيلة من مدفعية وراجمات
صواريخ متعددة الافواه ودبابات ومدافع مضادة للطائرات» أن يكون لها دور ايجابي في
القتال الفلسطيني حين تسمح الظروف بذلكء كما دلت تجربة «الستار الناري» الذي قدمته
المدفعية الفلسطينية لحماية مخيم تل الزعتر خلال حصاره في العام 11171: وتجربة تحدي
المدفعية والطائرات الاسرائيلية أثناء حصار بيروت في العام 1947. إلا ان الاسلحة الثقيلة
عالية الكلفة, بشرياً ومالياً وادارياً ولوجيستيكياًء وهي شديدة التعرض للوسائط المعادية مما
يُسهّل تدميرها وهدر الاستثمان الموضوع فيها.
يظهر من التجربة الفلسطينية في مجال استخد ام الاسلحة الثقيلة أن المدفعية قد قدمت
مساهمتها الأكبر حين عملت انطلاقاً من مناظق آمنة: لكنها فقدت الكثير من فعاليتها حين
اضطرت إلى الانتقال المستمر أو تعرضت إلى الهجوم المباشر؛ وأن الدروع لم تقدم مساهمة
تذكر منذ الحصول عليها العام ‎:١15/١‏ بل تعرضت الى الشلل والاصابة دون تحقيق مردود
يذكر في حرب 15/7 وحرب الجبل وحرب طرابلس . وقد أدى الاصرار على استخدام الاسلحة
الثقيلة: على انواعهاء إلى تحويل الموارد البشرية الملموسة من الوحدات القتالية الأمامية نحو
العمل كطواقم لتلك الاسلحة؛ في وقت باتت فيه تلك الموارد البشرية شحيحة متضائلة . ويلاحظ
أن غالبية الوحدات العسكرية الفلسطينية قد عادت على الفور. بعد حرب ‎.١14487‏ الى التزود
بالاسلحة الثقيلة» فرأينا المقاتلين في معسكرات اليمن والجزائر والعراق يستعرضون المدافع
وناقلات الجنودب المدرعة وطائرات الهليكويتر. بينما جابت دبايات ت ‏ 55 / ‎٠5‏ طرق البقاع
والشوف. كما يلاحظ ان الحصول على الأسلحة الثقيلة رافقه الميل نحو العمل بتشكيلات
كبيرة. التي تتحرك ببطء فتتعرض إلى النيران المعادية وتحتاج إلى غطاء ناري صديق أقوى.
وكانت النتيجة أن تراجع التكتيك القتالي الفلسطينيء وتدنت عناصي المبادرة والابداع
والارتجال والاقدام. فقد أبدت القوات المنشقة التي اشتركت في حرب الجبل في صيف
ءءٌ
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)